منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. أسامة محمد عثمان يكتب: *الحرباء الراقصة*

0

الحرباء التي ترقص على الجمر تحترق
تصور انك ترى حرباء ترقص على الجمر بكل تأكيد و في تلك اللحظات أنت لا تسمع صوت موسيقى أو غناء وهنا يكمن موضع الاستفهام… لماذا ترقص؟
وقبل ان نركز مع رقصها او عدمه فالنتأمل الوانها، من المعلوم عن الحرباء ان احد وسائل دفاعها عن نفسها تتلون حسب بيئتها التي تتواجد بها و مع تصور المكان الذي يزداد احمرارا من المؤكد انها تأخذ نفس اللون ويزداد توهج لونها الذي تزداد مع حركتها التي تشابه الرقص مما يدفع المشاهد غير المدرك لمآلات وجودها فوق الجمر للاعتقاد انها ترقص وهي في الحقيقة تتألم وتحترق من النار التي اشعلتها بنفسها لاعتقادها انها سوف تكون أكثر امانا بلونها الجديد الذي يرهبه الاعداء.
لم تجرب الحرباء حرارة الجمر من قبل يوما ولكنها توصلت الي معلومة انها اذا تلونت به فسوف تكون مثله وبالتالي سوف يهابها الأعداء ولأنها لا يمكن أن تتلون بلونه دون أن تمشي عليه وقد فعلت، هاهي تتلوي دون أن تجد لنفسها منفذا للهروب فإحترقت.
هكذا حال بعض سياسي بلادي للأسف الشديد (حدس لهم ما حدس) بنفس طريقة الحرباء حد الاحتراق أشعلوها حربا في تحالف واضح لأجل السيطرة على مفاصل الدولة ولكل طرف من أطراف التحالف اجندته وأسباب رقصه التي يخفيها عن الآخر ولكنه يعتقد بأن تلونه بلون الآخر يشكل له الحماية التي يطلبها ومتى ما دان له الأمر عاد الي لونه الأصل. ولكن لون الحرب لم يكن لهم معه سابقه معرفة وهاهي حرارة الجمر التي اوقدوا ناره تحرقهم و أصبحوا هباءا منثورا…
سيعود الوطن الذي احرقهم بناره واصابه منهم ما أصابه من الدمار أكثر خضرة ونضار وعمار بسواعد أبنائه الخلص الأوفياء الثابتون على لون الحق دون تلون رغم احمرار الارض من حولهم ولكنهم يطفئون أوار جمرها بقلوبهم العامرة بالإيمان و وجوههم الوضيئة بالصلاة وحناجرهم المهلة التي تشق عنان السماء بالتكبير. هذه الألوان الثابتة التي تشكل رمز الوطنية وفاءا وفداء يصعب على حرباء التلون ان تتمثل بها فالأحمر حارق يصعب عليها احتماله والأبيض نقي يصعب عليها تمثله فهي والنقاء ضدان والاخضر النضر يحتاج إلى معاول تزرع يصعب عليها حملها والأسود تخشاه لأنها لا تملك الشجاعة الكافية للمواجهة…
وكل حرباء تمشي على ذات الدرب سوف تحترق فلا تلقوا لها بال امضوا في طريقكم دون الالتفات الي رقصها فالنار التي احرقتها سوف تنير لكم الطريق وسوف تكون بإذن الله بردا وسلاما على من يمضي بثبات في طريق الحق والعدل والجمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.