إبراهيم عربي يكتب : *(مفاوضات جدة)… فشل أم ولادة متعثرة..؟!*
في تقديري أي ضغوط غير موضوعية علي طاولة المفاوضات بجدة ستكون متعثرة وربما تقود لولادة مشوهة وبالتالي إتفاق مشوه وربما يقودها للإنهيار قبل التوقيع أو تسقط في أولي خطواتها العملية..!.
ولذلك لابد من وضع إعتبار للجيش كمؤسسة دستورية ولها شرعيتها ومكانتها وأن الدعم السريع قوات كانت تتبع لها وقد تمردت عليها ابنا عاقا وليست قوات موازية أو مساوية للجيش كتف بكتف كما يدور من تفاوض بمنبر جدة..!.
وفي ذلك أكد رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان قائد الجيش قائلا: الحرب مستمرة للقضاء علي التمرد وأن الجيش يتمسك بخروج الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنيه والمؤسسات ،
ويتمسك أيضا بأن لا يكون للدعم السريع إرتكازات في الخرطوم ، وقطع قائلا: أي مفاوضات لا تلبي رغبة الشعب لن تكون مقبولة ..!.
ومن المتوقع أن يكون وصل بورتسودان وفد الجيش المفاوض بجدة ، في الساعات الأولي من فجر اليوم الإثنين لمزيد من التشاور مع القيادة بشأن الخلافات بسبب المواقف المتباعدة لدي الوفدين حسب مستجدات طاولة المفاوضات أدت لتعليقها ، حسبما أبلغت الوساطة الطرفين تعليق التفاوض علي أن يستأنف في وقت لاحق ..!.
ولكن لا أدري أين يذهب وفد الدعم السريع لمزيد من المشاورات بشأن النقاط الخلافية ، ومن هم الذين سيشاورهم..؟! ، هل دولة الإمارات التي إتهمها الجنرال ياسر العطا مباشرة بدعمها للتمرد وخرجت المسيرات تطالب بطرد سفيرها من البلاد ، بينما طالبت عدد من المنظمات الدولية الإدارة الأمريكية بالتحقيق مع الإمارات بسبب هذا الدعم والإسناد لقوات الدعم السريع المتمردة ، ومع الاسف لم نسمع من الإمارات حتي الآن نفيا أو مبررا لموقفها ..!، أم من سيشاور الوفد إذا ..؟!.
أم سيذهب الوفد أثيوبيا للقاء حمدوك وياسر عرمان ورفاقهم في قحت والجوغة الكبيرة من العملاء الإطاريين الذين حار بهم الدليل عقب ذهاب فولكر وأفول نجم يونيتامس التي كانت تطعمهم المن والسلوي دون غيرهم ، فذهبت دون عودة وأصبحت تهددها المساءلة ومسؤولية إندلاع الحرب في السودان مثلما طالبت روسيا وغيرها .
أم سيذهب الوفد جوبا لطلب المزيد من النصائح من الجنرال توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية حينما إلتقي وفدهم السياسي (قحت) بجوبا ناصحا إياهم إرسال وفد له خبرة ودراية ومكانة لمفاوضات جدة بدلا عن المجموعة التي ليس لها من الخبرة إلا اللعلعة والعكلتة ووضع المتاريس ..!.
أم سيذهب الخرطوم للقاء الكوز حسبو نائب الرئيس السابق الذي ظهر وكيلا لعقد قران العريس إبن شيخ عيسى مسؤول الظواهر السالبة بالمليشيا المتمردة في الخرطوم المحتل لمنزل رجل الأعمال سليمان البرجوب بالجريف غرب ويقال أن الكوز الفلول حسبو هو المستشار السياسي الأول للدعم السريع ، أم سيذهب للقاء الجنرال المتمرد عثمان عمليات الذي ظهر في جبل اولياء مع ما تبقى من رفاقه بقوات النخبة بالخرطوم ، أم سيشاور أبو شوتال أم صديق ودعة أم حاضنتهم من الإدارة الأهلية أم من الناس ..؟!.
أم سيذهب الوفد للقاء الذكاء الإصطناعي أم لقاء المتمرد حميدتي (البعاتي) شحما ولحما مثلما قال مناوي إنه تواصل معه وربما إلتقاه خيالا في المنام ، أم سيذهب للقاء عبد الرحيم دقلو المتمرد الهارب الذي تطارده العدالة الدولية لتورطه في إرتكاب عدة إنتهاكات بدارفور وتواجهه لعنة أهل دارفور ، أم سيذهب للقاء يوسف عزت الذي أفل نجمه بظهور الفلول حسبو أم العميل طه الحسين الخائن ، وإلا إلي أين سيذهب وفد مليشيا الدعم السريع لمزيد من المشاورات ..؟!.
مع الأسف الشديد فإن المعلومات التي تسربت من طاولة المفاوضات بجدة تؤكد أنها ستدفع بقوات عسكرية أجنبية (هجين) لبسودان لتنفيذ الإتفاق دون وضع أي إعتبار لسيادة البلاد وأمنها القومى الذي إنتهكتها بإدخالها عرب الشتات وأجانب وإحتلالها مساكن المواطنين ومؤسسات الدولة .
علي كل لابد أن تعلم الوساطة أن أشواق وتطلعات أهل السودان تنفيذ مخرجات إتفاق مايو بجدة والقاضي بخروج قوات ومليشيا الدعم السريع المتمردة من منازلهم ومؤسساتهم الخدمية وعودة المواطنين لها وتقديم المساعدات الإنسانية لهم وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب مع تعويض المتضررين منها وآثارها ، ومعاقبة الجناة ووضع الترتيبات الأمنية اللازمة لقوات الدعم السريع ، وإلا سيكون مفاوضات جدة مصيرها الفشل ..!.
الرادار .. الإثنين الرابع من ديسمبر 2023 .