منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب : حتى أنت أخي حسين تغزو إخوانك فى مدني ؟!

0

إبراهيم مليك يكتب :

حتى أنت أخي حسين تغزو إخوانك فى مدني ؟!

الأحد ٢٠٢٣/١٢/٢٤

بالأمس كنت أتصفح مواقع التواصل التى أصبحت متنفساً للشعب السوداني المكلوم فإذا بي أعثر على رسالة (صوت وصورة) لشاب من أبناء حيّنا الذي هو عبارة عن سودان مصغر …
كلنا نعلم أن الشعب السوداني بطبيعته السمحة يتعايش دون تفرقة ولا تمييز حيث نجد فى الحي كل أهل السودان من شرقه وغربه ووسطه وشماله وجنوبه يجمع بينهم الأفراح والأتراح والمسجد والسوق فيصبحوا مثل الأسرة الواحدة وتمتد العلاقات لمصاهرات وزيجات لتخلق مجتمعاً متجانساً تسوده الإلفة والمودة والرحمة والتعاون ….
هذه الحرب فرّقت بين الشعب السوداني وأعادت السودان إلى قرون الجاهلية الأولي والفخر بالأنساب والحمية القبلية …
الشاب حسين أحد شباب الحي الذين تعرفت عليهم وهو معروف لكل سُكان الحي شاب ناشط فى المجال الإجتماعي والسياسي …
له طاقة وحيوية ونشاط دؤوب ومبادر وله مساهمات كبيرة فى الحي …
الغريبة أن الشاب حسين معروف بين أهل الحي أنه إسلامي وعضواً فاعلاً فى أنشطة حزب المؤتمر الوطني عمل لفترة فى جهاز الأمن والمخابرات وتم فصله لأسباب لا أعرفها…
بالأمس رأيته يتحدث من ولاية الجزيرة وحاضرتها مدني ولأول مرة أعرف أن له توأم اسمه حسن !!
من خلال حديثه ذكر أنه قضيتهم بين أمرين لا ثالث لهما (نصرٌ …أو شهادة)…
فتذكرت فتنة الخوارج الذين كانوا يقاتلون الإمام علي رضي الله عنه كيف كانوا يؤولون النصوص ويقاتلون بضراوة ولكن اختفى أثرهم لأنهم كانوا يقاتلون على باطل وبتاويلات خاطئة…
غزو الدعم السريع لولاية الجزيرة والتنكيل بأهلها واستباحت القرى الآمنة أمرٌ لا مبرر له أبداً إنما هو نزغ شيطاني والعزة بالإثم …
كنتُ أسأل نفسي ماهي القضية التى يقاتل من أجلها الشاب حسين الملتزم الذي كان يلازم المساجد ولا أعلم عنه إلا خيراً ؟!
هل هي الحمية الجاهلية لاسيما وأنه ذكر من خلال التسجيل أن عدداً من إخوانه وعشيرته معه فى هذه المعركة وأنهم فى مدني يشربون الشاي وطلب مزيداً منه وأن قضيتهم عادلة لا تحل إلا بالتفاوض !!!
بالمقابل كان يحدثنا فى إحدى المجموعات أحد أبناء دارفور وهو أستاذ جامعي بالمملكة العربية قطع مسافة قرابة ال٢٠٠ كيلو متر لمواساة أحد زملائه من ولاية الجزيرة تمت سرقة سيارته وهو يناشد أبناء أهله بالدعم السريع أن يكفوا عن النهب وسرقة ممتلكات المواطنين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بهذه الحرب ولكنهم وقعوا ضحية لهذه الفتنة …
الأسئلة المهمة التى تحتاج إلى إجابة :-
هل تعود أحياء الخرطوم كما كانت وتسود العلاقات بين أهل السودان الذين عاشوا قبل هذه الحرب إخواناً متحابين وامتزجوا فيما بينهم كالجسد الواحد؟!!
هل يدرك هؤلاء الدعااامة أنهم بأفعالهم الشنيعة هذه تركوا أثراً نفسياً سلبياً فى نفوس أهل السودان جميعاً بلا استثناء ؟!
هل يحلم حسين وأمثاله من الشباب الذين انضموا لمليشيا الدعم السريع بمستقبل سياسي مسنود شعبياً ؟!
الذين راهنوا على العنف والقتل وترويع الآمنين وإذلال الشعب حتى إن ظفروا بمنصب سياسي فإن اللعنات ستطاردهم…
عندما رأيت حسين يتكلم بكل جرأة تذكرت جاري العزيز الرجل الشهم من أبناء الجزيرة عثمان الشهير بعثمان موية كان نعم الجار ونعم الأخ فهو صديقٌ لجميع أهل الحي فرقتنا هذه الحرب وهو بالجزيرة أسأل الله أن يحفظه من شرّ الأشرار …
هل يا ترى نسي حسين جاره عثمان ونسي أنه فى الجزيرة ؟!
ونسي حسين أصهاره من الشمالية ؟!
كم شاب مثل حسين خاض فى هذه الفتنة دون وعي وإدراك لمآلاتها؟!!
كلما امتدت هذه الحرب كشفت لنا خفايا ما كنا نعرفها …
إنها حرب الخوارج وفتنة أهل السودان …
نسأل الله اللطف وأن يهدي الجميع ويدرأ عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.