منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. سامة محمد عثمان يكتب : لماذا تكون الدول جيوشها

0

د. سامة محمد عثمان يكتب :

لماذا تكون الدول جيوشها

وجود الجيوش في اي دولة هو أحد أهم أدوات إدارة مخاطر احتمالية الاعتداء على الدولة لذلك تبذل الدول وسعها لتأهيها وتقويتها حفاظا على أمن وسلامة الوطن والمواطن ويكون ذلك في إطار ماهو متاح من إمكانيات بعد تحديد المخاطر وتقدير حجمها وتقيبمها ولكن وجود أدوات المخاطر في حد ذاتو لا يمنع وقوع الخطر لانه لا يوجد يقين كامل لوقوعه
هناك اخطار كثيره تحيط بالدول بعضها لعوامل داخليه متعلقه بمكونات الدوله الداخليه سواء كانت اجتماعيه او سياسيه او اقتصاديه او ثقافيه واخرى لها علاقه بعوامل خارجيه مثل اطماع دول الجوار في التمدد او خلافات حول الموارد المشتركة (مثل المياه) او اطماع دوليه فيما تمتلك الدوله من موارد او محاولات الدول العظمى لأخي تلك الدوله وادخلها الي بيت الطاعه
هل بكفي لإدارة المخاطر المتوقعه ان يكون للدولة جيش قوي فقط ام ان هناك مطلوبات أخرى ليتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه و المتمثل في اما المنع باظهار القوة الباطشة المرعبة للاعداء او الردع اذا ما وقع الاعتداء او التخفيف من الخسائر في حال التعرض للاعتداء والاحتمال الاصعف وغير الوارد هو ن يتحمل طرف اخر هذه المسئولية بعيدا الجيش ودي حاله نادره الحدوث واستثنائية.
إن بناء الجيوش القوية القادرة على الفعل المطلوب لإدارة المخاطر وفقا للاستراتيجية المناسبة يتطلب بناء نظام اجتماعي متماسك ومتكامل ونظام سياسي متفاهم و متوافق حول قضايا الوطن الكليه ونظام اقتصادي قوي لضمان النمو والاستمرارية إن لدرجة التنسيق بين مكونات هذه الجوانب هو الذي يوفر الدعم المطلوب للجيوش حتى تكون قادره على إدارة المخاطر التي تحدق بالدول.
السؤال هنا من المسئول عن توفير هذه المتطلبات كثيرون يضع المسئولية على الجيوش نفسها واخرون على نظام الحكم في الدوله اي كان نوعه والقليل من يضعها على عاتق المواطن والذي يعتبر هو الفاعل الرئيس في تحقيق كافة المطلوبات لانه هو مصدر التحكم في نوع الحكومة وقيادة الجيوش وحتى قيادته المجتمعيه لذلك هنا نجد أن العامل الرئيس المتحكم في كل ما سبق هو درجة وعي المجتمعات بواجباتها والقيام بها اولا وبناءا عليها ترتيب أولويات مطلوباتها ثانيا لكي تتمكن من النهوض بدولها بعيدا عن أي نزاعات داخليه تضعفها فيطمع فيها الأعداء مما يجعل جيشها عاجز عن أي فعل نتاج فقدانه للدعم المعنوي والمادي وهنا تحدث الهزيمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.