منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
بروفسير عثمان أبوزيد يكتب :  *خريجو جامعة إفريقيا العالمية: الحضور والانتباه* *حين تتحوّل المأساة إلى مشروع توطين ؛؛؛ ما الذي يحدث في شمال السودان؟* كوداويات ✍️ محمد بلال كود... *شمال السودان بين ميزان التهميش الحقيقي وشماعة الابن المدلل* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *لسنا عنصريين نحن أصحاب أرض ندافع عن وجودنا* كوداويات  ✍️ محمد بلال كوداوي *البيان المصري …..حينما يتحوّل القلق إلى خطوط حمراء* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي *ما هذا أيها الشعب السوداني؟*ََ *في يوم الاصطفاف الوطني* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي خارج النص  كتب/ يوسف عبدالمنان.. ■  *جبال النوبة وحرب الأرض والهوية؟!* ■  *دعوات التخذيل للاست... خبر وتحليل | عمار العركي *زيارة المفضـل إلى الخرطوم: حين تحـوّل التحذير إلى واقع* *الجيش السوداني الباسل … لماذا يستهدفونه ؟*  السفير / رشاد فراج الطيب *تظاهرات جنوب الخرطوم… رسائل مكشوفة في توقيت مريب* د. إسماعيل الحكيم..

*البيان المصري …..حينما يتحوّل القلق إلى خطوط حمراء* كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

0

*البيان المصري …..حينما يتحوّل القلق إلى خطوط حمراء*

 

كوداويات ✍️ محمد بلال كوداوي

 

ليس بيان الرئاسة المصرية الأخير بشأن السودان بيانَ مجاملةٍ دبلوماسية ولا مجرّد تعبيرٍ عن القلق البالغ كما اعتدنا في بيانات الإقليم تجاه المآسي العربية بل هو في تقديري نقلة نوعية في توصيف الأزمة السودانية وانتقالٌ واضح من مربع المتابعة السياسية إلى مربع الأمن القومي المباشر.

فاللغة التي استُخدمت هذه المرة مختلفة وحاسمة ومباشرة.
حديثٌ عن خطوط حمراء وعن كيانات موازية وعن اتفاقية دفاع مشترك وهي مصطلحات لا تُستدعى عبثًا ولا تُدرج في البيانات الرئاسية إلا حين تبلغ المخاطر مستوى لا يحتمل الصمت أو التردد.

*لماذا الآن؟*
قد يسأل سائل لماذا بعد ثلاث سنوات من حربٍ أنهكت السودان وشرّدت شعبه وكسرت دولته؟
والإجابة في رأيي ليست في طول أمد الحرب بل في تغيّر طبيعتها ومآلاتها المحتملة.

ما يجري اليوم لم يعد صراعًا داخليًا فحسب بل يقترب أو كاد من لحظة شرعنة الفوضى:
محاولات لإنتاج واقع سياسي موازٍ
أو فرض سلطة أمر واقع
أو تفكيك الدولة تحت لافتات زائفة.
وهذه اللحظة تحديدًا هي الأخطر لأنها إن نجحت فلن تُقسّم السودان وحدها بل ستفتح أبواب عدم الاستقرار على مصراعيها في الإقليم كله.

*السودان من أزمة داخلية إلى معادلة إقليمية*
حين تؤكد مصر أن وحدة السودان وسلامة أراضيه تمس أمنها القومي مباشرة، فهي لا تُجامل ولا تُزايد بل تقرّ بحقيقة جغرافية وتاريخية ثابتة:
*لا استقرار لمصر بلا سودان موحّد ولا سودان بلا دولة ومؤسسات.*

ولهذا كان الرفض القاطع لأي كيانات موازية هو جوهر البيان لا تفصيلًا ثانويًا فيه.
فالكيانات الموازية أينما نشأت لا تصنع دولة بل تؤسس لحروب طويلة واقتصادات ظل وحدود سائبة وأجيال مشبعة بالعنف.

*التلويح باتفاقية الدفاع المشترك*
الأكثر دلالة في البيان هو استدعاء اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين وهو استدعاء ذو مغزى قانوني وسياسي عميق.
لا يعني بالضرورة تدخلاً وشيكًا لكنه يعني بوضوح أن زمن الاكتفاء بالمشاهدة قد انتهى وأن القاهرة تضع لنفسها هامش حركة مشروعًا إذا ما تم تجاوز الخطوط التي أعلنتها.

*ما الذي لا يقوله البيان صراحة؟*
لا يقول إن مصر ستنحاز لطرف سوداني ضد آخر.
ولا يقول إنها تسعى لوصاية أو نفوذ.
لكنه يقول بين السطور إن تفكيك الدولة السودانية لن يُمرَّر بهدوء وإن العبث بوحدتها لم يعد شأنًا داخليًا معزولًا عن محيطه.

جاء البيان متأخرًا نعم
لكنه جاء عند لحظة مفصلية
لحظةٍ بات فيها السودان مهددًا ليس فقط بالحرب بل بفقدان معنى الدولة نفسها.
وإذا كان المجتمع الدولي قد فشل في إنقاذ السودان فإن دول الجوار وعلى رأسها مصر لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى النار تقترب من حدودها.

*في المحصلة هذا البيان ليس إعلان حرب بل إعلان منع اخبار الدولة السودانية*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.