منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إبراهيم مليك يكتب : *ماذا كسب الدعم السريع من هجومه على منطقة بابنوسة بغرب كردفان ؟!!*

0

لم تعد الحرب التى تخوضها مليشيا الدعم السريع ذات غاية عظمى كما يتوهم دعاة التحرر والانعتاق من أبناء الهامش الذين يدغدغون مشاعر البسطاء من أهلهم…
لأنها أصبحت حرب استنزاف لأبناء الهامش أنفسهم لو كانوا يعلمون !!
قائد ثانى الدعم السريع المتمرد عبدالرحيم دقلو الذي يعتبر العقل المدبر لهذه الحرب والذى يتولى كبرها وأوزارها… لقد ثبت من خلال هذه الحرب أنه لا يملك أدنى حكمة ولا تفكير سليم…
فقد وجد نفسه فجأة بلا مقدمات ولا تجارب ولا معرفة بمآلات الأمور أنه يقود أكبر مليشيا فى أفريقيا مليشيا تقف وراءها دول ومنظمات وساسة فاسدون لا يعرفون للأخلاق سياجاً ولا يتورعون عن سفك الدماء…
عبدالرحيم دقلو أصابه الغرور ونسي أن قتل النفس من أعظم الجرائم على وجه الأرض…
إن سقوط ولايات دارفور الأربع فى أيدي مليشيا الدعم السريع أعطى عبدالرحيم دقلو فرصة ومساحة للتحرك لحشد المرتزقة وبيع ذمم بعض الإدارات الأهلية والأعيان والعقداء من أجل مهاجمة مقرات الجيش وإسقاطها لكسب مساحة سياسية والضغط على قادة الجيش للرضوخ والاستسلام لشروط الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير ليعودوا لمواقعهم التى فقدوها بعد التمرد ويعود عبدالرحيم واشقائه لممارسة هوايتهم المحببة …
الهجوم على بابنوسة معقل قبيلة المسيرية فى هذا التوقيت يعتبر خطأ استراتيجي لعدة أسباب منها:_

١_ أن قبيلة المسيرية منقسمة بين الولاء للجيش ودعم التمرد وهذا سيجعل المواجهة بين أبناء المسيرية والخسائر فى صفوفهم ستكون أكبر .

٢_ ثقافة الشعب السودانى عموماً والبقارة على وجه الخصوص يعتبرون الاستسلام عار وبالتالى وجود أبناء المسيرية فى قيادة الفرقة ٢٢ بابنوسة سيجعل من سقوط الفرقة أمراً صعباً ومكلفاً للطرفين لأنه سيحسب لتاريخهم أنهم جُبنوا أو استسلموا أمام الدعم السريع وهذا عار يلاحقهم فلن يقبلوا بالاستسلام ..
٣/ قضية أبيي التى تعتبر كشمير السودان لموقعها وأهميتها بالنسبة لأهل السودان عامة وأبناء المسيرية خاصة دخلت فى خط الصراع لاسيما بعد تسريب معلومات لا ندرى مدى صحتها بأن حميدتى وعد أبناء الدينكا بالتنازل عنها مقابل دعمه فى حربه على الجيش السودانى ..
هذه الأسباب وغيرها تجعل من توقيت الهجوم على منقطة بابنوسة حماقة وخطأ استراتيجى من الدعم السريع وهو أشبه بالهجوم على ولاية الجزيرة الذى زاد من سخط الشعب على مليشيا الدعم السريع بسبب أفعال متفلتيها …
والأسوأ فى هذا الهجوم هو عدم مراعاة لكمية الخسائر البشرية من أبناء السودان الذين يموتون فى قضية وراءها دول تسعى لمزيد من إراقة دماء الشعب السودانى ونشطاء سياسيون اعتادوا على المتاجرة بمآسي ومعاناة الشعب السودانى من أجل الجلوس على كراسي الحكم !!
السؤال المهم والجوهري من أجل من يموت شباب كردفان ودارفور فى هذه الحرب ؟!
هل من أجل عودة حمدوك وشلة الإطاري ؟!
ماذا سيجنى الأيتام والأرامل الثكلى من عودة هذه الفئة الباغية لكراسي الحكم وما هو التعويض والرعاية التى تجدها هذه الأسر المكلومة بسبب هذه الحرب المدمرة ؟!
متى يفهم شباب السودان عامة وأبناء دارفور وكردفان خاصة أن استمرار هذه الحرب تعنى مزيداً من الدمار والمآسي لمجتمعاتهم وأن وصول حميدتى وعبدالرحيم ومن معهم للسلطة لن يجلب لهم المنَّ والسلوى كما يتوهمون !!
لقد جرّب أهل السودان قيادتهم خلال الفترة الماضية والتى كرّست لبيع الذمم وكثرة المنتفعين ولم يقدموا مشاريع وبرامج تعود لهذه المجتعمات بالأمن والسلام والخير والرفاه …
نأمل أن يعيد قادة مليشيا الدعم السريع حساباتهم التى بنوها على سفك الدماء وأن يتقوا الله فى هذه المجتمعات التى تفقد كل يوم خيرة شبابها من أجل قضية هي ملك لكل الشعب السودانى وليس لآل دقلو .
إن وقف هذه الحرب رهينٌ بتغيير مفاهيم المجتمعات التى عليها أن تدرك أن نيل الحقوق السياسية وتحقيق مصالحهم ورفع الظلم له وسائل أخرى غير الحرب والدمار ..
لابد من تبنى نشر ثقافة تعظيم حرمة الدماء والتصدى للجهلاء والحمقى ودعاة الفتنة وترسيخ مبدأ حفظ النفس من الضرورات الخمس .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.