منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

م. آدم محمد آدم عثمان يكتب : *خلايا بحر أبيض النائمة*

0

مر الحقيقة

ظلت ولاية النيل الأبيض بلاد تعايش سلمي و تآلف و تجانس، بل و ترحاب و قبول لكل وافد إليها طلبا للحياة الكريمة، بل إمتد الأمر لمنتهى القبول بالمزاوجة و المصاهرة لدرجة أن مواطنيها الأصول أصبحوا يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان مهمشين و منقادين و مغلوبين على أمرهم، بل مظلومين، بل مستهدفين و إنه أمر جد خطير و محزن.

رغم ذلك ظل التسامح و التعايش و الإخاء سمتهم و نهجهم في الحياة.

هذا الوضع جعلها دائما موضع ترضية أيام حكم الإنقاذ، بمعنى أن كل مغبون من طلاب السلطة يرضونه بحكم ولاية النيل الأبيض غير مكترثين البتة لأي حقوق مشروعة لأبناء هذه الولاية في نصيب حكمها أو تنميتها.

الآن و قد أصاب السودان كله ما أصابه من مصاب جلل من المؤآمرة الدولية التي تستهدف دينه و أرضه و ثرواته و نسيجه الإجتماعي.

لم تكن ولاية النيل الأبيض استثناءا من هذا الوضع المعقد، بل ظلت هدفا إستراتيجيا لقوى الجنجاقحطوطاويط إن استطاعوا إليها سبيلا” أو وجدوا لها بدا”، فموقعها الحيوي يربط بين وسط و شرق السودان من ناحية و غربه و جنوبه من ناحية أخرى عبر أهم جسر و هو كبري كوستي.

هذا الوضع سابق الذكر جعل مدينتي كوستي و ربك هدفا” ضروريا” للغزو و الإستباحة من جانب ميليشيا الدعم السريع لما تحتله هذه الولاية من موقع حيوي و مخزون كبير للغنائم التي تستهدفها المليشيا و يسيل لها لعابها.

شهدت مدينة كوستي في بداية هذا الأسبوع عملا” إيجابيا” كبيرا” قامت به الإستخبارت العسكرية، حيث اعتقلت الكثيرين ممن كنا نحسن الظن فيهم و داهمت أوكارا” و مخازن و منازل و مكاتب كانت تستغلها عناصر الخلايا النائمة لمليشيا الدعم السريع مخازن للأسلحة و المسيرات و الجنود لغزو كبير يستهدف مدينتي كوستي و ربك على وجه الخصوص و ولاية النيل الأبيض بصفة عامة.

و لكن رغم أن ما قامت الإستخبارت العسكرية من مجهود يتعبر عملا” كبيرا” بكل المقاييس إلا أننا نلفت إنتباه المسؤولين التنفيذين و على رأسهم السيد الوالي عمر الخليفة عبد الله و قائد الفرقة 18 العسكرية ولاية النيل الأبيض سعادة اللواء/ سامي و قائد الإستخبارت العسكرية إلى أن هنالك خلايا ناعمة نائمة لم تطالها أياديكم القوية و هم فئة أئمة بعض المساجد الطوابير، الذين يتخيرون من كلام الله تعالى و أحاديث نبيه الكريم صلى الله عليه و آله و سلم ما يبررون به للناس حدوث هذه الحرب و قبولها كقضاء و قدر و أن ينتظر الناس حتفهم المكتوب الذي لا راد له إلا الله و يصورون لهم أن هذه فتنة صراع على الحكم بين فئتين تتصارعان على الكرسي، بل و ذهب أحدهم لأبعد و أخطر من ذلك بأن أدعى أن نشر صور القتل و التحريض عليه و يقصد بذلك صور قتل المتمردين و الدعوة إلى رد عدوانهم و قتالهم عبر المقاومة الشعبية يعتبر ذلك نوع من الإشتراك في الجريمة و هو موقف جنجاقحطوطواطي بحت و جزء من الآلة الإعلامية للعدو يهدفون بذلك بث روح الإحباط بين الناس بل يجتهدون إلى تحييد المواطن من المشاركة في الدفاع عن نفسه و عرضه و ماله و هم بذلك يعرون ظهور جنودنا في القوات المسلحة و يكشفونها للعدو. يفعلون ذلك و هم يتدثرون بالدين و إدعاء الإيمان و التقوى مستغلين منابر المساجد و خطب الجمعة في هذه الأيام الفاصلة من معركة الكرامة و التحرير و في أيام تتلقى فيها مليشيا الدعم السريع الهزائم المتتالية و السحل و الإبادة الممنهجة من جانب قواتنا المسلحة الباسلة في كل الجبهات و كذلك يتلقى جناحهم السياسي و الإعلامي و الغطاء الدولي لشر الهزائم على الصعيد العالمي و الإقليمي.

هذا هو مر الحقيقة للأسف الشديد يا والي النيل الأبيض و ما يجري في ولايتك في بعض منابر المساجد نار تحت الرماد و بحر تحت التبن فانتبه و ألتفت رحمك الله و أجهزتك الأمنية و لك و لنا جميعا في إمام مسجدالمدرعات، الذي كان ضابط استخبارات في مليشيا الدعم السريع عبرة و درس قاسي في الغدر و الخيانة….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.