منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محفوظ عابدين يكتب: *المقاومة الشعبية والتفاوض من يحسم الحرب؟*

0

مسارات

دخلت المقاومة الشعبية المسلحة دائرة الاهتمام( العلمي) واصحبت مادة (أساسية) في مراكز (الدراسات والبحوث) فهذا الاهتمام يعني أنها دخلت دائرة الاهتمام (السياسي) و(الاستراتيجي) و(الأكاديمي) بعد أن كانت فقط في دائرة الاهتمام (العسكري) ،وهذا يعني أنها أصبحت ذات (تأثير) قوي في مجريات (الأحداث) وترجيح (كفة) ميزان المعادلات لصالحها.
والمقاومة الشعبية المسلحة التي انطلقت من(نهر النيل) ومن مدينة (شندي) وإنداحت في كل ولايات السودان وقلبت الموازيين في هذه الحرب ذات الأبعاد الإقليمية والدولية ،وهي تقف على( أرض صلبة) وتنطلق من( قناعات) راسخة و(عقيدة) قوية كلها (محفزات) للقتال و(مشوقات) للشهادة.
لهذا جاء الاهتمام بها من تلك الدوائر بعد أن لمست نتائجها على أرض الواقع (تقدما) و(نصرا) وهي لم تكمل شهرها الرابع فقد أعادت الطمأنينة للشعب وزادت من ثقة القوات المسلحة، وبثت (الرعب) و(الخوف) في التمرد ،و(اصابت) من يقف وراء التمرد والداعمين له ب(الرجال) و(المال) و(السلاح) بالخوف من عدم تحقيق (المنال) وهو السيطرة على أرض السودان،أرض والمال والرجال.
ويبدو أن واحدة من تلك الوسائل المستخدمة في (إجهاض) هذه المقاومة الشعبية المسلحة التي قلبت الموازين في هذه الحرب للصالح الوطني هي (التفاوض) والذي علت نبرته بصورة كبيرة في الوسائل الإعلامية والوسائط المتعددة ،وخرجت كثيرة من التسريبات عن لقاءات بين قادة من الجيش والمليشيا، في واحدة من العواصم العربية لإحياء منبر (التفاوض) من جديد بعد (نكثت) المليشيا عن ما صدر في منبر (جدة ) وضربت بمخرجاته (عرض الحائط) أمام عيني( سيدة العالم) امريكا،ونظيرتها السعودية اللتان رعتا المفاوضات ولم يصدر منهما اي (رد فعل) تجاه ما فعلته المليشيا بعد أن (داست) برجليها على (مخرجات) منبر جدة،وظلت سادرة في (غيها) لا تخشى (خوفا) ولا(دركا) ،بل ذهبت أبعد من ذلك وهاجمت ولاية الجزيرة واستباحت القرى ،وعملت فيها (تقتيلا) و(تدميرا) و(تهجيرا) ،ولامست أطراف القضارف و(كشرت أنيابها) في وجه ولاية نهر النيل وحاولت أن( تطعن) سنار في (خاصرتها) ولكن خرجت المقاومة الشعبية المسلحة ،ترياقا لها و(السم القدر غداها)،كما يقول المثل السوداني.
فإن كان أنصار التفاوض ينظرون ب(عين واحدة) ويقدمون أسبابا من بينها الحفاظ على ما (تبقى) من (الدمار) و(الهلاك) ،فان أنصار المقاومة الشعبية المسلحة ينظرون إلى الأمر ب(عينين) (عين) تصوب (سهامها) على من تبقى من المليشيا و(عين) تحرس ما (تبقى) من (أمل) وهما عينان في (الجنة) وذلك هو الفوز العظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.