منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

محفوظ عابدين يكتب: *أمريكا لماذا كل هذا التعب أنه رجل واحد؟!!*

0

مسارات
قيل في زمان مضى إن أعرابيا جاء إلى الخرطوم وضاع منه (قرشا) واجتهد في البحث عنه ولم يجده وفي اليوم التالي وجد مهندسي البلدية يحفرون بألياتهم في نفس المكان الذي فقد فيه القرش وظن أن مهندسي البلدية يحفرون بحثا عن هذا( القرش) فقال لهم، لماذا كل هذا التعب أنه قرش واحد.
هذه القصة ذكرتني امريكا وهي تصدر إعلانا لكل من يقبض على مولانا احمد هارون وزير الدولة بوزارة الداخلية الأسبق والوالي الأسبق لجنوب وشمال كردفان ،ورصدت امريكا جائزة لمن يقبض عليه ،بحجة أن احمد هارون متهما في قضايا (جرائم حرب) وهي تهمة مر عليها حتى الآن أكثر من ٣٠عاما.
وهذه التهمة صادرة من جهات ذات أغراض سياسية ودعمت موقفها القانوني عبر المحكمة الجنائية التي نشرت قائمة في ذلك الوقت لأكثر من خمسين متهما ولم يظهر من تلك الأسماء إلا اربع أو خمس اسماء وان كانت هي في الأصل اجتهادات إعلامية.وفشلت المحكمة الدولية في القبض عليهم بما فيهم الرئيس عمر البشير الذي كان ظل يتجول في العالم في ذلك الوقت من (روسيا) إلى( أذربيجان) إلى( جنوب افريقيا) دون أن (تطاله) هذه المحكمة.
ولم يمثل امام المحكمه الدولية بعد الحكم البشير سوى (كوشيب) الذي يبدو أنه وقع (فريسة) لخديعة ليكون (شاهد ملك) بدلا من متهم.
ومولانا احمد هارون ظل حبيسا لمدة أربع سنوات في عهد حكومة (قحت) دون أن توجه إليه أي تهمة واحدة حيث طلعت تصريحات منسوبة إليه أنه يفضل الجنائية عن القضاء المسيس.
وعندما قامت (الحرب) وخرج كل نزلاء السجون (عتاة) المجرمين و(القتلة) وبقية الأحكام المختلفة.
خرج احمد هارون وصحبه الكرام لأن إدارة السجن عجزت في أن توفر لهم الحماية وقال قولته المعروفة التي تسيدت الوسائط متى ماتوفر الأمن أو انتهت الحرب سنعود إلى السجن (طوعا) وب(حر) إرادتنا.
وخروج احمد هارون وصحبه الكرام قد زرع الخوف في القحاتة وقام منسوبيهم بفتح بلاغات للقبض عليه ومن معه حينما ظهر في كسلا.
والسؤال المطروح ماذا تقصد أو تريد أمريكا من هذه الخطوة تجاه احمد هارون دون غيره من قيادات النظام السابق أو من دون غيره في القائمة المسربة للمطلوبين للعدالة في المحكمة الجنائية.
واحمد هارون كان قابعا في السجن اربعة اعوام لماذا لم تطلبه امريكا او غيرها ، ودون أن تقدمه أي جهة إلى المحكمة.
وأمريكا بهذا الإجراء قد يكون لها قصد (قريب) أو( بعيد) المدى وهو كله متعلق بالذي يحدث في السودان الآن وهذا الإجراء جاء بعد عشرة شهور من الحرب ومن خروج أحمد هارون من السجن ما الذي ( جد) الآن لتقدم امريكا على هذه الخطوة ،والامر الظاهر هو أن كفة القوات المسلحة رجحت في هذه الحرب وان التلاحم الشعبي الكبير الذي يساند القوات المسلحة قد يهزم كل الأجندة الأجنبية قبل يهزم العدوان الغاشم على البلاد.
والخطوة الأمريكية التي تلاحق الإسلاميين مباشرة أو غير مباشرة والتي بدأت من قبل بعبد الباسط حمزة بتهمة تمويل حماس، وتنتقل اليوم الى احمد هارون وتذهب غدا إلى فلان وفلان وقائمة الاتهام الباطلة جاهزة والإعلام المأجور جاهز للترويج لتكون هذا البداية لفك هذا التلاحم القوي بين الشعب والقوات المسلحة وتمرير الأجندة التي تستهدف السودان.
وأمريكا تعلم أن أحمد هارون إلا (رجل واحد) فإن (مات) أو (قتل) فإن التيار الإسلامي لن ينقلب على عقبيه
وأمريكا أمامها قادة مليشيا الدعم السريع وقواتها وهي ترتكب كل الجرائم المخالفة لكل التشريعات السماوية ولكل القوانين الدولية والجرائم موثقة بالأدلة ومنفذيها أمام أعين الولايات المتحدة لماذا لم تصدر أوامر بالقبض عليهم أو ترصد جوائز ضخمة للقبض عليهم خاصة أن جرائمهم وانتهاكاتهم لازالت في أرض الواقع حيه ،بينما اتهام احمد قد مرت عليه ثلاثين سنة فلماذا كل هذا الشطط يا سيدة العالم.
وأمريكا أمامها (مليشيا) الدعم السريع قادة وقوات وجرائمهم موثقة بالأدلة فلماذا احمد هارون أنه رجل (واحد) أو كما قال صاحب (القرش) الضائع لمهندسي البلدية لماذا هذا التعب أنه (قرش) واحد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.