على عسكوري يكتب: *المليشيا: هل آن أوان الاستسلام..!*
من اغرب الاوهام الصادمة والمحيرة التى قابلتنى في كامل اطلاعي على تاريخ الحروب، هى اعتقاد مليشيا الدعم السريع أن بإمكانها هزيمة الجيش السودانى وان تحل مكانه لتصبح هى الجيش الرسمي للبلاد… هكذا!
هذا بالطبع وهم وجهالة وحماقة لا اعرف لها مثيلا..! تذكرت قصة “النجم يا بني كان أقرب” !
بهذا التخطيط الفج وهذا الطموح الاعرج صدقت المليشيا ان بوسعها السيطرة على بلادنا وجيشنا واقف؛ وشعبنا حاضر..! اليس من الجنون ان تعتقد مليشيا منفلته ان بوسعها هزيمة الجيش السودانى واخضاع شعبنا بالكامل لاسرة آل دقلو..!
ما حدث من المليشيا يعكس في حقيقته درجة من الغباء المستحكم وصلت حد الانتحار المدوى امام انظار العالم..! وهل تفعل المليشيا حاليا شيئا سوى الانتحار اليومي..! لقد سعت المليشيا بظلفها لحتفها.
تزج المليشيا بآلاف المرتزقة يوميا ويتم حصدهم ثم تعود بموجة اخرى ويتم حصدها، مهلكة وراء مهلكة تملأ جثث قتلاها الشوارع والطرقات حتى صارت غذاء جيدا للكلاب الضالة وهوام الارض وقادتهم سادرين في غيهم لا يهمهم هذا الحصاد المر من حماقتهم وسوق اعراب الشتات ومرتزقة افريقيا الى الموت الزؤام.
دمر الجيش عتادها من الثنائيات وغيرها وآلاف التاتشرات وقتل وسحق افرادها بعشرات الالاف والحبل على الغارب!
منذ بدء الحرب وحتى اليوم لم تعلن المليشيا عن خسائرها في العتاد او مرتزقتها، فلا موت افرادهم يهمهم ولا خسارة عتادهم يعنى لهم شيئا ! والله لا اعرف حربا في التاريخ لا يهتم قادتها بخسائرهم…!
هوام من بغاث البشر ومرتزقة افريقيا يؤتى بهم الى محرقة، ومن ينجو منهم ينطلق لنهب بعض اثاث المنازل من ثلاجات وغرف جلوس مقابل المخاطرة بحياته ! هل هنالك حيوات ارخص من هذه!
اعتقد ان على المختصين من ضباط الجيش وقادته افتاءنا اى نوع من الحروب تلك التى لا يهتم ولا يأبه قادتها بخسرائهم في الجنود والعتاد..!
الحقيقة التى تحتاج المليشيا ان تفهمها أن الجيش لا يحارب الآن دفاعا عن البلاد فقط، بل يقاتل ايضا دفاعا عن كرامته كجيش مهني محترف حاولت مليشيا (ملقطة) النيل منها. و أين؟ في عاصمة بلاده..! وما ادراك ما غضبة الجيش وردة فعله على استفزازه ومحاولة النيل من كرامته!
ادخلت المليشيا نفسها برعونة مفرطة في ثلاثة معارك. اولوها معركة مع الجيش والمواطنين حول الدولة وسيادتها، و الثانية معركة خاصة بالجيش الذى يعتقد ان مليشيا هايفة حاولت ان تستاسد عليه داخل عرينه وتجرح كرامته. وهذه معركة لا علم لنا بكيفيتها وكيف ستكون فذلك امر خاص بالجيش لا نعلمه. اما المعركة الثالثة فهى معركة مع المواطنين الذين نهبتهم وقتلتهم وانتهكت اعراضهم وشردتهم. ولكل من هذه المعارك حساب مختلف..!
بعد عشرة أشهر من القتال اصبح قائد المليشيا هاربا لا احد يعرف مكانه بعد ان كان في دعة من العيش والجاه والسلطة ومثله قائد ثانى المليشيا الذى اصبح مثل (ود ابرق)- كما يقول المثل البلدي- لا يعرف له مقام او مستقر من شجرة الى قبو الى تاتشر عبر الصحاري خائفا من ظله.
قتل الجيش غالب قادة المليشيا ولم يعد احد يسمع لهم صوتا، كما دمر الجيش قنوات واليات السيطرة والقيادة الخاصة بها واصبح ما تبقي منها جماعات منفصلة عن بعضها البعض تقاتل بلا هدف سياسي، همها الاساسي نهب ممتلكات المواطنين، اما هدفها السياسي فقد تبخر قبل عدة شهورولم يعد يذكره حتى من تبقي منها.
لم نعد نسمع من متحدثيهم انهم يسيطرون على ٩٠% من العاصمة وان القائد برهان محاصر في قبو في القيادة العامة وان عليه الاستسلام وما الى ذلك من السخافات التى ملأوا بها القنوات والوسائط وضرب عملاء ” تقدم” طبلوها حتى صدقوها، في وهم راسخ عندهم ان الدعاية و (البروبقاندا) المركزة كافيتين لتحقيق انتصار فشلوا في تحقيقه على الارض.
بعد حماقتهم الرعناء وشنهم لحرب لا يملكون لها قدرة دارت الدائرة عليهم واصبحوا في حالة هروب و فرار، هزيمة تلو هزيمة، في بابنوسة، الدلنج، امدرمان و الفاو الابيض مشارف سنار والقادم احلي.
فبينما يتناقص امدادهم وتتضاءل قدرتهم على التجنيد وتقل مواردهم المالية تزداد قدرة الجيش على التجنيد بتطوع أكثر من مليون شاب وشابة في كل ولايات السودان للقتال في صفوفه ويستنفر الشعب كل قواه الحية للدفاع عن حق الناس في الحياة وتزداد قوة الجيش الضاربة بأسلحة نوعية لا قبل لهم بها.. والسؤال الآن أين المفر..! من مهلكة الى مهلكة والحرب لم يشتد اوارها بعد وليلها ما زال طفلا يحبوا! أين المفر..! لا منازل يبقون فيها ولا مضارب يرجعون اليها.. فاليستوا يرحمهم الله..! ” كَلاَّ لا وَزَرَ (.) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ(.) سورة القيامة.
في كل مدن السودان وقراه اعد الجيش و المواطنون العدة لمنازلتهم وسحقهم…ترى هل آن اوان استسلامهم ام انهم سيستمرون في انتحارهم!
اليس في قادتهم رجل رشيد يلملم شعث هذه الارواح وينقذها من موت محتوم… الا يعقلون! اما كفاهم موت وازهاقا للارواح… اليس الاستسلام افضل لكم من مضاعفة اعداد القتلى ام ان الانتحار حيلة الخاسر…!
ارتكب القحاتة ومناصري المليشيا غلطة سياسية قاتلة اودت بهم وبمليشيتهم. ففي محاولة منهم للهروب من استحقاقات منبر جدة، صرفوا اموالا طائلة ونفخوا الروح في منظمة “ايقاد” بعد شراء ذمم كثيرة، ثم رتبت المليشيا عن طريق الخيانة لدخول ولاية الجزيرة والسطو على عاصمتها وقراها، ثم اخرجوا قائد المليشيا من قبوه و رتبوا له جولة رئاسية في دول تم شراء ارادتها مسبقا معتقدين ان ذلك يعزز موقفهم التفاوضي… بعد ذلك التفتوا الى الرئيس برهان وقالوا له ” هيت لك”…! جاهزون للمفاوضات..!
تلك كانت خطة فجة ومفضوحة لا تنطل على بائع جرجير فى الملجأ دعك من رئيس مجلس السيادة ورفاقه.
بالطبع، وكما توقع الجميع صفعهم الرئيس وترك لهم جمل “الايقاد” بما حمل! فأسقط في يدهم بعد ان صرفوا اموالا طائلة سدا.
والان وبعد ان خسروا الحرب وفشلت مناوراتهم السياسية والدبلوماسية وافتضح تواضع قدراتهم في الحبكة وانهارت مغامرتهم العسكرية وانسد طريق التفاوض اما آن لهم ان يستسلموا ويحقنوا الدماء ! اليس هذا اكرم لهم… انى والله لهم من الناصحين..! فهل يستبينوا النصح..ام سيعقلونه ضحي الغد بعد ان يطوف عليهم طائف الجيش والشعب..!
في غير ذلك .. سيبحثوا قريبا عن الاستسلام وستكون منافذه قد سدت و الوقت قد فات وستلاحقهم جحافل السودانيين الى الجحور التى خرجوا منها فلن تبقي ولن تذر!
هذه الارض لنا