منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الشفيع أحمد عمر يكتب : *ذهب الشرفاء .. ليعود الوطن*

0

الشفيع أحمد عمر يكتب :

*ذهب الشرفاء .. ليعود الوطن*
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
و انتصرت إرادة الأمة الصابرة ، في نهاية الأمر برغم كل (شوك) الطريق الدامي ..وبرغم كل تخطيط (صحبة) الشيطان وكيد المتربصين وأدعياء (النضال) وأصحاب الأصوات المخذلة…. كان المشفقون (تهبط) قلوبهم و (ترتفع) من وجل المسألة وطول الإنتظار . وكان (الممسكون) علي زناد النصر يعتلون ظهر الإبتلاء، كانوا يدركون أنهم سيعبرون الطريق وإن طال سفر الأقدام . أو تعددت سبل الوصول الي محطات الختام .. و (تخطي) ضيق الأمكنة و عتمة المشوار المكلف . وكان أهل (الاختصاص) و (الياقات الخضراء) يشكلون خطط الذهاب الي الضفة الأخري يسهرون علي الطاولات الممتدة ..يمعنون النظر . و يكتبون ..يقدمون ويؤخرون ..و يفاضلون فالمهمة هي امتحان (الحياة المفخرة) و لا سبيل فيه سوي النجاح. وتجاوز المحنة ..
كان الهمس يدور في أروقة المكاتب . وعند ساحات (الهناقر) الوسيعة . والمجاميع (الوهيطة) وفي ساعات البرد الذي يؤلم النفوس و الأجساد العظيمة ..والليل البهيم (يستر) عنده .. بقية الحكاية وأسرار المرحلة التالية من تاريخنا المجيد ..
كانت منطقة أمدرمان العسكرية . تتلهف اللقيا . وتشتم رائحة قدوم الرفاق . وتدري تماما أن آذان الأعداء . قريبة و (تتسمع) .في أخبار الناس . لكنها لا تبالي . فهي مذ ذاك أبريل (الحزون) (تحتضن) ضفة الأبيض . و (معبر) التاريخ (أبو سعد). ثم تجلس يملؤها اليقين عند خنادقها . تلهب المليشيا بشهاب الرصد الحارق . و (تمعن) فيهم قتلا يشفي (صدر) الشعب المكلوم المنهوب . وتظل تقاتل صامدة شهورا وشهور ..والأعادي وأعوانهم يموتون حسرة و غيظا . من هذه الرجولة و الصبر و الشموخ ..فالجاهلون الأغبياء (ينسون) دوما كيف هي قراءة التاريخ . وكيف هو الاستبصار في حقائقه ومدلولاته فالعمالة إذن قد أعمت عندهم القلب والعقل . ليسقطوا دوما في اعتبار استذكار التاريخ . او الاستئناس من التعمق في صفحاته المنشورة بلا مواربة .. فكلما لمع في الأفق (بارق) للأوبة . أو حلت لديهم مناسبة التقاء يركلون بأرجلهم القذرة مواعيد الحضور في حضرة الوطن الكبير ..فتطير منهم مقامات الغفران . ويدخلون رهطا من بوابات (الخازن) (رضوان) إلي باحات (الكرب) و الجحيم (السواد) ..وهذا لعمري مقام (المغضوب) عليه . والمحروم من رضا الجار . والصاحب والوطن …
هكذا وبعد ساعات الفجر (المبروك) بدأت معركة العبور الأكبر ..لجيش أمتنا (المقاتلة) . الجسور .. فزحفت الجموع . صدورها كاشفة وعيونها مبصرة شامخة . و جاءتهم كفاحا..بلا سواتر . أو حواجز .. ودخلت إليهم أمام نواظرهم .من كل فج ودرب وناصية .. لا تبالي و لا تخشى . فكان الذعر الذي عم المكان .وأضحي مقام ساحة المعركة .. ضيقا حرجا . وتعالت صرخات المليشيا الجبناء . (يصرخون) حتى سمعت الأقاصي مقدار فجيعتهم وخوفهم . و فقدهم العظيم ..ويمضي الشجعان كرا . لا رجعة منه ولا انزواء . وتساقطت أجساد (النبلاء الكرام) . علي جنبات الطرقات وتحت حوائط المباني الشاهقة .شواهد راسخة تزهر علي مر التاريخ وتحكي بطولات (تفتر) الألسن من تردادها… ويمضون الي عليائهم ليعود الوطن مكرما وعزيزا .. فيكتبون سفرا جديدا خالدا من المعاني السامية الكبيرة التليدة .. و من مناحي مناطق (أم درمان القديمة) وإتجاه ..شارع (العرضة) و الأربعين ..مرورا بالعباسية والموردة وبانت ….تلاقت طلائع الجيوش المنتصرة ..و تعانق (الرجال) وبكت العيون فرحا بنصر قد طال انتظاره ..وتلاحم عند بوابات المهندسين (أهل) الوجعة و القضية الكبري ..وغربت شمس (أسطورة المليشيا الكذوب) .بكل (كبريائها الأجوف) تساندها منصات إعلام (التدليس والضلالات الكبري)..
إنها ساعة الحقيقة . الناصعة . و البشريات الصادقة . والفرح (العفوي) المنبعث من نفوس البسطاء . .. الغبش و(الميامين العظماء) هؤلاء الذين يعلمون قيمة الوطن ومعني الوطنية . ويدركون تماما مقدار الجرح الغائر الذي أصاب البلاد في ظهرها من خونة هذا (الزمن المائل) .. هؤلاء (الوطنيون) المحبون للسلام والساعون للأمن و الطمأنينة و(الستر العفيف الجميل) ..هؤلاء الذين (تربوا) علي المواطنة (الحقة) . والمشتركات الجامعة . والقواسم الاجتماعية التي لا (تفرق) أو (تنحدر) إلي جغرافية محددة . أو تعالي (لقبلية) بغيضة . ومنتنة ..هؤلاء الذين يعرفون تماما ما هو السلم الاجتماعي . كيف يبني . وكيف يتم الحفاظ عليه ..إنه شعب السودان . الذي يدرك معاني السياسة . وتعريفاتها وتعقيداتها وكيف يصنع حلولها ..وسيجلسون يوما ما علي طاولات الحوار . حينما (ينزع) الرجال (لامة) الحرب …ويشهرون في وجه الصلف الخئون . أصابعهم عالية دونما وجل أو خوف . أو ارتجاف … وسيجمع (السودان) علي مشروع التعافي الوطني الكبير . و (يجبر) أصحاب الأغراض . وعملاء الخارج و أصحاب الذمم الواسعة علي الاغتسال من درن الماضي كشرط (رئيس) لدخول الساحات الواسعة . وأندية الممارسة السياسة السودانية الخالصة . حتي يخرج البلد قويا مهابا …
و لكن قد مضي اليوم .. أهل الحق . بعيدا الي حيث (مراقد) الأقوياء . ،، ذهبوا ليعود الوطن حرا ..ويهدأ موج النهر القديم

*الشفيع*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.