علي يوسف تبيدي يكتب: *نكهة الوقفة المصرية مع السودان*
الحرب الضروس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي ألقت ظلالا بالغة السوء وأوضاعا لاتوصف في الدمار والخطوب في المسرح السوداني علي الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمعنوي في المسرح السوداني كانت شاهدا بكل جسارة علي الدور المصري التاريخي في مؤازرة الشقيق في جنوب الوادي انطلاقا علي أسس متينة في الرباط المقدس ووحدة الهدف ورزمانة التاريخ واكسير الدم حيث ظل انكباب القاهرة نحو الخرطوم مستمرا حتي اليوم في المسار الدبلوماسي الواعي والمتفهم مكنونات احتياجات الرغبة السودانية في خضم الدسائس وخلط الأوراق فضلا عن المساعدات الإنسانية المتدفقة في مجال المعينات الطبية والغذائية والايوائية والملحقات اللوجستية في هذا الخصوص وقد لاحت تلك المؤازرة والمساعدات جوا وبحرا وبرا علاوة علي ذلك أظهرت مصر تمسكا واضحا بسيادة السودان وعدم التفريط في هذه الثوابت المقدسة وقد ظل منظور مصر للحوار والتفاهمات حول حلحلة ويلات الحرب في السودان وفقا علي المعالجات العادلة والناجعة التي تتماشي مع عدالة مطالب الخرطوم المتمثل في نكهة الحوار السوداني السوداني.
وقد ترجمت الحكومة المصرية تلك المبادئ حول علاقتها مع الخرطوم في اهتمامات وزير الخارجية المصري سامح شكري بالملف السوداني في المحافل الدولية وهاهو السفير المصري في الخرطوم يؤكد أزلية العلاقة الاخوية و التاريخية بين البلدين خلال الإفطار الرمضاني في الأيام الفائتة بحضور العديد من رموز المجتمع السوداني.
وعلي ذات السياق هنالك دورا مصريا هاما ومؤثرا سوف يظل محفورا في دفتر التاريخ وأضابير العلاقة المتفردة بين شمال وجنوب السودان حيث يتمثل ذلك في الاستقبال الكبير المطعم بالشهامة والنخوة الذي قامت مصر حكومة وشعبا نحو ملايين السودانيين الذين هبوا نحو أرض الكنانة بعد أن وجدوا أنفسهم في أنياب المغول والاوباش الذين هجموا علي منازلهم بلا رحمة ولاشفقة فكانت مصر البلد المستجير والمضيف الكريم الذي قام بواجب الأخوة الصادقة بلا من ولا أذي!! في حين أدارت بعض الدول ظهرها علي أبناء الشعب السوداني الهاربين من جحيم الاوباش.
موقف مصر حول هذا الخصوص يتماشي مع عراقة أرض الكنانة وأصالة القيم المصرية.. وقبل ذلك كانت هنالك العديد من الأعمال المجيدة من جانب مصر نحو السودان ترجمها الواقع في فوائد البعثة التعليمية المصرية وأثرها الواضح علي السودانيين علاوة علي أفضلية المرضي السودانيين الذين يختارون الذهاب الي مصر للعلاج بينما توجد الشريحة السودانية الواسعة التي تذهب الي أرض الكنانة للسياحة.
الحديث عن أزلية العلاقة بين القاهرة والخرطوم ماتقدمه مصر للسودان يظل موجودا في الذاكرة علي الدوام ويستمر في البقاء مثل جريان النيل فهي تعكس نكهة لا مثيل لها.