الشفيع أحمد عمر جميعابي يكتب: *شعب الوسط … رسائل… بلا ..نهايات*
نعلم أن للجيش أساليبه و أدوات عمله الخاصة به ونعلم يقينا أن ظروف المعركة وتكتيكاتها فيها كثير من المعلومات غير المنظورة وغير المدركة للعامة ..
لكنا في ذات الوقت نعلم يقينا ما يحدث لديارنا ، بتفاصيله وخباياه التي لا تقال ونعايش معاناة أهلنا و هم يواجهون إنكشارية هذا الزمن الأبله بكل جهله وصلفه وكبريائه الأجوف
والتنازع ما بين الانتماء للوطن والأرض ومابين الإحساس الداخلي بالتأخر في إنقاذ ما تبقى من وجود لشعب تعود علي مد أياديه الطولى بلا من ولا أذي ..تنازع يجعل الحكمة تمضي بلا لسان أو عقل أو تأثير ..فالمرء يبصر أهله . يساقون كالقطيع .جماعة تلو أخرى . وهم مكبلي الأيادي.. معصبي الأعين.. يهانون أمام الملأ .. بكل صنوف المهانة والإذلال و الطغمة الطاغية تترصدهم بالويل والثبور والقتل. إن المعادلة الآن صعبة التركيب والأوزان . فالوضع على الأرض يستدعي التدخل العاجل لإخراج أمة الوسط هذه من براثن هذا الغول المتمرد.. المتغطرس . والمدعوم بكل هذه الآلة الضخمة من الإعلام الكذوب.. وجهلاء المنابر أصحاب الأغراض رخيصي الذمم ..
الواقع الحقيقي على الأرض في كل الوسط الآن . يتغير علي مدار الوقت . والساعة وذلك وفقا لأمزجة وأهواء المطلوبات العجيبة والغريبة التي يطلبها (تتار) الحقبة الحديثة . .حكام الغصب والنهب و الغرائز البهيمية ، فمنذ المرحلة الأولي التي اجتاحت فيها قوافل المليشيا هكذا بكل يسر . وسهولة (بساط) الوسط الوسيع وانتشرت علي طول السهل والنهر ..قام شباب (القرى) و (الفرقان) باستحداث كل أداوات المقاومة ليزودوا عن الحياض والديار . من فتح قنوات الري .. إلي بناء المتاريس و الموانع . لكنها ما صدت هؤلاء الأوباش من تحقيق أحقادهم المدفونة في أنفسهم وعقولهم الخربة ..ووقفوا على أبواب المدن الودودة والفرقان الصبوحة . كأنهم يفتحون سمرقند .. أو الأندلس المجيدة في غباء تهزأ منه العقول الكبيرة الواعية ….
لا يستطيع أحد ان يزايد على شعبنا في وطنيته أو دعمه أو إيجابية مشاعره تجاه جيشنا الوطني . حامي البلاد و أمنها على امتداد الأزمان . لكن تجاوز الأمر الحد . وفات المعقول . وأصبح الهمس المطبق في الدواخل و أحشاء الأمهات المكلومات و الآباء المقهورين . أصبح الهمس جهرا يقال وتتناوله الألسن علنا ..وذلك بأن الوسط أصبح (ورقة رابحة) مسدلة علي حوائط غرف التفاوض المكتوم . و (جدليات) مسجاة كجثة غريق النيل علي حافة (رمل) المجاذبات . والمحاججات والتسويات الفطيرة المؤلمة ..هكذا يتناول العامة والبسطاء . والكادحين (المغبرين) والمعطونين بعرق الأرض وحبها السرمدي .. يتناولون و يفسرون أوضاعهم المأزومة . وجيشنا الجرار العدة والعتاد . يفاضل في هذه الاحتمالات المفتوحة وأهلنا مكسوري الخواطر . والهمم . يقاتلون بأياديهم العارية وظهورهم مكشوفة على أخرها… ويا (نصرة) الرحمن ..
حينما يطول الصبر .ويطول.. تفتر العزائم برغم الإيمان العميق بالفوز العظيم ..لأنه الطبع البشري الذي لا تتراءي له شواهد الغيب القادم ..لذا تضيق هنا مساحة العقل والتصور الحكيم ..مما يستوجب النظر إلي هذه المرحلة من المعركة الوجودية بمعيار مختلف و توصيف مغاير تماما واستبدال خطط المناورة و استعجالها ..فالشعب الكريم في الوسط يا سادتي قواتنا المسلحة ..قد انكسر حد الوجع والفجيعة . وعليكم تغيير نمط التفكير الآن والدخول الي المواجهة الحتمية المباشرة . لا حديث . ولا حماسيات ولا خطاب منابر ثائر ..فالحرائر أولي بالحماية من كل تحفظات تكتب علي ورق المجادلات الأصفر ..عليكم بالدخول الي عمق المغارة . فشمس الوسط تمضي إلي المغيب . أدركوا بعض الضياء حتي يبصر الشعث الغبر معالم حوافر خطوات خيلهم ..فصهيلها غاب خلف الديار البعيدة
*الشفيع*