منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

ضياء الدين سيد سمهن يكتب : *النداء الاول بعد الأخير : مأساة مرضى السرطان وغاسلي الكلى السودانيين بالقاهرة*

0

صوت العقل

□يقول الاديب الكبير يوسف السباعي في روايته الشهيره (نحن لانزرع الشوك ) يقول (آفة الآدمي أنه دائما يأمل وكلما تحقق له أمل تجدد له أمل آخر ) هذه المقوله او الحكمه التي جرت علي قلم السباعي هي لسان حالي الآن ولسان حال الكثيرين من مرضى الكلى والسرطان وكثير من الاعلاميين المهتمين بالشأن الصحي السوداني .
□ومبعث ذلك الامل المتجدد هو تحقق أمل وأمر كنا تناولناه بالكتابه بشكل راتب في الاسابيع الماضيه الا وهو صرف الدواء مجانا للمرضى السودانيين زارعي الكلى المتواجدين بمصر بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣ حيث استجاب السيد وزير الصحه دكتور هيثم عوض الله لكتاباتنا ونداءاتنا وقام بواجبه مشكورا تجاه زارعي الكلى المتواجدين بمصر ووجه الملحقيه الطبيه ولجنة الطواريء الصحيه بشراء وتوزيع الدواء لهذه الفئه التي نزحت من السودان جراء انعدام الدواء فيه بعد احتلال وتدميرالملشيا المتمرده للبنيه التحتيه للمستشفيات والمنشئات والمرافق الطبيه في الخرطوم ونهب واتلاف محتوياتها
□ وبالفعل تم بالامس تدشين تسليم حصة شهر من الادويه لعدد ٢٢٥ زارع سوداني متواجدين بمصر من الصيدليه التي تم التعاقد معها وسيتم التسليم علي مدار الاسبوع .
وسيتم الصرف للزارعين علي مدى ثلاثة اشهر شهر بشهر قابله للتجديد حال استمرار الظروف التي تحول دون عودة المرضى الي ديارهم ولا أظن أن أمر العودة سيطول في ظل تقدم الجيش في كل المحاور وتحرير ونظافة عدد كبير من مناطق ام درمان وقريبا جدا بحري والخرطوم .
□ويبدوا أن العوده ستكون وشيكه وقريبه خصوصا وأن وزير الصحه الاتحاديه ينشط الآن ويقود مبادرة كبرى لإعادة إعمار وتأهيل عدد كبير من المستشفيات التي خرجت عن الخدمه في ام درمان واطراف بحري وتوسيع وتطوير وتوطين الخدمات الطبيه في عدد من المستشفيات الولائيه الكبيره لتعويض النقص الذي اصاب الخدمات الصحيه والطبيه جراء الحرب .
□ وعلي خلفية مقولة يوسف السباعي ( آفة الآدمي أنه دائما يأمل وكلما تحقق له أمل تجدد له أمل آخر ) وبناء علي استجابة حكومة السودان ممثلة في السيد رئيس مجلس السياده والسيد وزير الصحه والساده في وزارة الماليه وسفارة السودان بمصر والملحقيه الطبيه ولجنة الطواريء بها نطلق نداءنا الثاني والخاص بمرضى الفشل الكلوي (غاسلي الكلى) ومرضى السرطان بانواعه المختلفه السودانيين المتواجدين بمصر بعد ١٥ ابريل ٢٠٢٣ والذين نزحوا ايضا بسبب انعدام العلاج نسبة للظروف التي نزح بسببها اخوتهم زارعي الكلى وغيرهم من المرضى نناشد من هذه الزاويه السيد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السياده والسيد هيثم عوض الله ابراهيم وزير الصحه الاتحاديه خصوصا وهو متواجد بالقاهرة هذه الايام نناشدهم بالالتفات ايضا الي مأساة مرضى السرطان والفشل الكلوي وياحبذا اذا اقتطع السيد الوزير جزءا من وقته الثمين وزار اقرب مركز غسيل ومركز علاج سرطان بالقاهره يتداوى فيهما المرضى خاصته .
□ ومعلوم أن مرضى السرطان والفشل الكلوي زارعين وغاسلين جميعهم كانوا يتلقون علاجا مجانيا تحت بند العلاج المجاني علي نفقة حكومة السودان ممول بالكامل منها عبر وزارة الماليه وهو يكلف خزينة السودان تقريبا حوالي ثلاثه مليون دولار في السنه أي حوالي ٢٥٠ الف دولار في الشهر الواحد.
والي ماقبل قيام الحرب والنزوح كانوا يتمتعون بهذه الخدمه فلا بأس من أن ينعموا باستمرارية هذه المجانيه كلهم في منازحهم طالما أن الحكومه استفاقت وبدأت تلتفت الي اعمار مادمرته ايادي التمرد من مؤسسات صحيه وطبيه في بعض المناطق الآمنه والمحرره من دنس البغاة ، وبما أن السيد وزير الصحة يقود مبادرة كبرى لتأهيل المرافق الطبيه التي كانت قائمه وهو دائب الحركه بين القاهرة وبورسودان وعواصم عربيه اخرى لاستقطاب الدعم من رجال الاعمال السودانيين وبعض الدول الشقيقه .
فمن باب اولى أن يولى التفاته كبيره الي المرضى النازحين الي جمهورية مصر وخصوصا مرضى السرطان بانواعه والفشل الكلوى وغسيل الكلى ويستصحبهم في مبادرته اسوة برصفائهم زارعي الكلى الذين بدأ مؤخرا صرف الادويه لهم بناء علي توجيهات ومجهودات منه .
□ووفقا لآخر إحصاء كلفتنا جهة خيريه بعمله منذ حوالي أربعة أشهر لمرضى الكلى (غسيل ) والسرطان (توجد ملفات الاحصائيات بطرفي) تم رصد أكثر من مائتي غاسل كلى
وحوالي مائه وخمسين من مرضى السرطان
ويتوزع غاسلي الكلى في القاهره في مراكز غسيل تتركز في منطقة فيصل مثل مركزي الاستقامه والمؤمن وبعض المراكز في الجيزه والمحافظات الاخرى ،
وتتراوح قيمة الغسلة في الغالب مابين ستمائة جنيه الي الف وخمسمائه ،
□أما بالنسبة لمرضى السرطان فهم الاكثر حوجه للدعم من فئات المرضى نسبة لغلاء علاجهم وطول مدة الاستشفاء من المرض وكثرة الجرعات بالاضافة الي الضروره القصوى لبدء العلاج في مراحل مبكره قبل استشرائه،
وحسب نفس الاحصاء عاليه بلغ عدد المتعالجين من هذا المرض الخبيث حوالي مائة وخمسين مريض اغلبهم من النساء المصابات بسرطان الثدي وغيره ويغلب علي الرجال اصابات الكبد والقولون والرئه والحوض ،
ويتعالج غالبية المرضى في مستشفى بهية لسرطان الثدي ومراكز ومستشفيات أخرى ويتلقون علاجا في شكل جرعات كيميائيه وجلسات اشعاع تتراوح اسعارها مابين الخمسة آلاف والعشره كل اسبوعين او ثلاث في الغالب الأعم ، وبعضهم في مرحلة الاستشفاء ويتلقى علاجا وقائيا تتراوح كلفته أحيانا بين خمسة و ثمانية آلاف.
□ هاتين الفئتين من المرضى لم تتلقيا دعما علاجيا طوال فترة العشرة أشهر الماضيه ومنذ بداية وفودهم الي مصر الا النذر اليسير من الدعم الخجول من مبادرة اسناد السودانيين بمصر وكان عبارة عن مساهمة بنصف تكلفة غسلة كلى لحوالي ١٠٠ زارع لمدة شهر واحد وذلك منذ حوالي اربعة اشهر تقريبا وتوقف الدعم وكان ذلك في مركزي المؤمن والاستقامه علي ما اذكر إما مرضى السرطان فلم تلتفت أي جهة الي معاناتهم جراء صعوبة الحصول علي العلاج .

□ في بداية الحرب ومع الهزة والربكه التي اصابت أجهزة الدوله والشلل الوقتي الذي اصابها كنا نجد الاعذار للحكومة ولكن مع مرور الوقت وامتصاص الصدمه الاولى وعودة دواليب العمل جزئيا و رويدا رويدا ومباشرة الدوله ومسؤليها لمهامهم المدنيه والخدميه تجاه المواطنين بالداخل كان لزاما عليها أن تلتفت لمواطنيها بالخارج وأن توليهم الاهتمام عبر سفاراتها وملحقياتها في الدول التي نزحوا ولجأوا اليها وأوتهم فكل سفارة يجب ان تتحول الي حكومه مصغره تخدم مواطنيها وتذلل لهم الصعاب خصوصا المرضى منهم وذوي الحاجات والظروف الخاصه في هذا الظرف الاستثنائي خصوصا في جمهورية مصر العربيه التي نزح ولجأ اليها اكثر من خمسائة الف سوداني لذا نحن لانحتاج الي مجرد سفير وسفارة وخدمات توثيق واستخراج وتجديد جوازات فقط نحن نحتاج كسودانيين في هذا الظرف الاستثنائي الي سفارات تقوم بما كانت تقوم به الحكومه واكثر في السودان تجاه مرضى بند العلاج المجاني والتأمين الصحي والتعليم وغيرها من خدمات
□لذلك فالسيد الفريق عماد الدين عدوي تنتظره الكثير من المهام عندما يتسلم عمله خلال الايام القادمه سفيرا للسودان بالقاهره اولها ترتيب البيت الداخلي بالسفاره وتجويد الخدمات وتفعيل البروتكولات الصحيه والتجاريه والاجتماعيه وإنشاء بروتوكولات جديده في كافة المجالات الحيويه ،
فهناك الكثير من رعايا السفاره يعيشون في اوضاع مأساويه في ظل النزوح والمرض والعوز وإنسداد الافق نريد سفارة تحي الامل في الجميع بالعوده وتبث الطمأنيه فيهم في فترة النزوح وتكون قريبه من المرضى والمعوزين خصوصا بعد أن إستطالت فترة النزوح( وكنا نظنها شهرين أو ثلاثه )مما أدي الي تآكل مدخرات حتى الاغنياء الذين نزحوا واصبحوا يعانون مثلهم مثل الفقراء جراء طول مدة النزوح وزيادة الصرف في ظل انعدام الدخل فما بالك بالمرضى الذين لديهم بند صرف اضافي للعلاج ،
نريد سفارات تحفظ للسودانيين كرامتهم في كل العواصم حتى ينجلي الظرف الاستثنائي ونعود الي ديارنا بإذن الله .
#ضياء سيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.