عبدالله محمد الحسن يكتب: *عن أي وطنٍ تتحدثون ؟؟؟*
لوحات
*( لا للحرب ) ؟ نعم .. لا للحرب .. و نعم للسلام !! و لكن !!*
ضد مَنْ نخوض الحرب ؟؟ و مع مَنْ نريد السلام ؟؟
كم من أهل السودان الآن بلا مأوى و لا مأكلٍ و لا مشرب ؟؟؟
كم من المرضى الآن بلا دواء و لا عقاقير و لا طبيب و لا حتى ( عائد ) يطمئن عليه ؟؟
كم من الفقراء البسطاء الذين كان يأويهم وطنٌ آمن يعيشون فيه بحدّ الكفاف و عفاف القناعة ؟؟
هى القناعةُ فألزمها تكن ملكاً
و إن لم تكن إلا راحة البدن ،،
و انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
هل فات منها بغير القطن و الكفن ؟؟
نعم .. هكذا كان يعيش السواد الأعظم من أمتي السودانية .. !!
كم من الأطفال الآن بلا رياض و حضانات ؟؟ و كم من التلاميذ بلا مدارس و لا كتاب و لا حتى ميادين للرياضة و متنزهات للترفيه ؟؟
كم من الشباب الآن بلا جامعات و لا معاهد و لا حتى الحد الأدنى لتحقيق الطموحات و بناء المستقبل ؟؟
من من الأغنياء الآن تعطلت أعمالهم و تبخرت أحلامهم و حُرقت مصانعهم و نُهبت أملاكهم و ضاعت مكاتبهم و مكاسب جهدهم و عرقهم ؟؟؟
كم من المستشفيات تعطلت و دُمرّت و نُهبت أجهزتها و حُطّم ما تبقى منها ؟؟؟
هل من أسرةٍ سلمت من تهجير و نهبٍ و سلبٍ و إغتصاب ؟؟؟
هل من عائلة إلا و اصفرّت أوراق شجرتها ، بل أصبحت هشيماً تذروه الرياح ؟؟؟
كم من مجتهدٍ أفنى حياته ليبني داراً لأبويه و تكوين أسرةٍ صغيرة ، فزُلزل و هدّ الجنجويد أركانه و حطموا أحلامه ؟؟
( لا للحرب ) نعم ..
و نعم للسلام ،، و لكن !!!
هل من وطنيٍّ غيور يحب هذه البلاد مثلنا فيجيب بالشفافية المطلقة على ما أوردت من استفهامات ؟؟؟
هل من كل دعاة ( لا للحرب ) من يسارع بإيقاف ما يُروّع الآمنين الأبرياء في القرى و المدن في كل أصقاع السودان و آخرها الجزيرة ؟؟
هل منهم من يُصدر تعليماته و أو أوامره أو حتى نصائحه لمن ينهبون الممتلكات و تغتصبون الحرائر العفيفات البريئات من بُنيات السودان ؟؟
هل من يوقف زحف الجنجويد الذين قضَوا على المشاريع و المصانع و حتى المتاجر الصغيرة و سيارات المواطنين بحثاً عن دولة ليست لهم و ( فلول ) هم من صنيعتهم ؟؟
( لا للحرب ) نعم ..
و نعم للسلام .. و لكن !!
هل منكم أيها الداعون لوقف الحرب مَنْ يجيب على سؤالٍ واحدٍ فقط :
ما القضية و الهدف الذي يحاربنا الجنجويد من أجله ؟؟
ما القضية الوطنية التي يرفعون شعارها ( القضاء على دولة 56 ) ؟؟
و هل ما اتبعوه من وسائل من قتل و نهب و سلب و إغتصاب و ترويع ، هو سبيلهم لتحقيق الهدف ؟؟
ما لكم كيف تحكمون ؟؟
طيب .. نقول ( لا للحرب ) و نقعد نتفاوض !!
مع مّنْ نتفاوض ؟؟ و فيم نتفاوض ؟؟
هل نفاوض من يصعدون حافلات الناجين من الحرب ، فيذلونهم و يهددونهم و ينزلون الحرائر و يغتصبونهن أمام الناظرين في نهار رمضان ؟؟
نفاوض من يحملون أجهزة الكشف عن الذهب في أمتعة المسافرين و يأخذون أموالهم بالباطل و هواتفهم و حتى ما يحملون من ( زوادة ) ؟؟؟
أمنكم رجلٌ رشيدٌ يرد على واحدٍ فقط من استفهاماتي التي تدور في أذهان كل أهل السودان ؟؟
طيب .. قلنا نتفاوض !! على شنو ؟؟ و لشنو ؟؟
و هل أصلاً ما كانوا عليه قبل الحرب شرعي و تم برضاء أهل السودان ؟؟
إستيلاء على جبل عامر و قتل و نهب و سلب الأبرياء في دارفور و تسلق على أكتاف الشرفاء في القوات المسلحة بلا تأهيل و لا أدنى مقومات شرف الجندية و القسم على حماية البلاد و العباد !!
علامَ نفاوض أيها العقلاء ممن يدّعون حب هذا الوطن ؟؟
عن أي وطن تتحدثون و قد إقتسمتم خيراته و حطمتم أحلام شبابه ثم هربتم تنظّرون في مستقبله الحالك وسط القتلة الفجرة الذين لا يعرفون قيمة الدين و
الوطن و الأخلاق ؟؟
ألم يناديك ضميرك للحظة أن تفكر فيمن يدافعون الآن عن كل ما ذكرت و يقضون عيدهم في الأحراش أصوات البنادق و المدافع حمايةً لك و أسرتك و عائلتك و وطنك و ترابك ؟؟
( صكوك الوطنية لا يمنحها مواطن لآخر أبداً )
نحن الآن في حاجةٍ لمراجعة انفسنا ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
في حاجةٍ ماسة لمراجعة ما دنّس أخلاقنا و شوّه تربيتنا و مسّ ديننا و مزّق لُحمتنا و
شتّت شملنا ..
كل شيء ( سينعدل ) لو اتحدنا و توحدت كلمتنا و ( لملمنا ) ما تبقى فينا من قيم و أخلاق للقضاء على كل دخيل و فناء كل مغتصب لأرضنا و ترابنا و وطننا و حرائرنا ..
و بعدها .. ( لا للحرب ) .. نعم للسلام