منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

الرفيع بشير الشفيع يكتب : *ميزان القوى وأسباب النصر (رسالة للمحاربين في الميدان)*

0

النصر في الحروب التي تقوم بين المؤمنين وغيرهم وبين المتقين والظالمين ، لا يكون بالقوة المادية التي بجانب المؤمنين ، فقط ، إنما هنالك عامل آخر أكثر حسما ويستحق المؤمن به نصر الله الحاسم والمبين هو ميزان واعمال التقوى والإيمان ، مقابل الظلم والطغيان والكفر واعمال الجاهلية.

الآن في معركتنا في السودان ، أصبح العدو المحارب يتفوق علينا عدة وعتادا، ونفيرا، بتحالف كل العالم العالم معهم، كل العالم الظالم ، وهذا زمان الظالمين وفورة وغلبة الظلم ، لضعف أسباب النصر الإيمانية عندنا.

وليس النصر لنا ، بالغلبة في الإعلام فقد أصبحوا أقوى لسانا وأكثر بيانا في مضمار الحرب المادية ، وبعدنا نحن عن اعلامنا التقي المؤمن، كجزء من اسباب النصر ، وضعفت اسباب القصد الإيماني عندنا وتضاءلت أخلاقيات الحرب ومفاهيمها والغرض منها ، وانعدمت عندنا الرؤية الشرعية لإدارة حربونا مما يضعف موقف النصر.

وقد وصف عمر رضي الله عنه اللحظة في التساوي في موازين القوى المادية والعدد ، ووصى قادته بالتعويل على شروط النصر الربانية ، حيث قال في رسالة وجهها إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وهي على درجة عالية من الأهمية، جاء فيها: “أما بعد، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة للحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسـلمون بمعصية عدوهم لله، ولو لا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لن نغلبهـم بقوتنا، واعلمـوا أن عليكم في مسـيركم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون، فاستحيوا منهـم، ولا تعمـلوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا، فرب قوم قد سلط عليهم شر منهم كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفار المجوس، فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعـولا، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم، أسأل الله تعالى ذلك لنا ولكم).

إذا كانت هذه وصايا عمر والإسلام في نضاره والإيمان في ازدهاره والمؤمنون حينها أقوى شكيمة وأقرب تطبيقا للإسلام وأكثر تقى ، فعلينا اليوم أن نضيف لوصايا عمر ، أن نبدأ نحن بالإعتراف بما اسرفنا وبعدنا عن الله ، وثانيها التوبة النصوح بعدم العودة لأخلاقنا ومعاملاتنا ومفاهيمنا وأعمالنا لما قبل الحرب ، ومراجعة علاقتنا مع الله ومعاملاتنا فيما بيننا، ومعاملاتنا مع العالم من حولنا ، ومراجعة امانتنا وصدقنا مع الله والنفس والوطن ، ومراجعة نوايانا لكل ما نقوم به على أن نقدم النوايا الأيمانية على نوايا الجشع والأنانية، وأن نحترم نعم الله ونحمده عليها بالقول والفعل والعمل ، وأن نفهم معنى وكنه، وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، وأن نعي أن الله اختارنا للإنسانية أن نكون مثالا ، ولنلتزم بأكبر قدر من المثالية في عالم فقد الدليل وتغربت انسانيته ونضبت ، وإلا فسيبتدلنا بقوم غيرنا ثم لا يكونوا امثالنا، وسوف نهون عليه، بنصر الظالمين علينا ، ويا لضياع من هان على ربه.

والله ولي المؤمنين ، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
……

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.