عمار عباس يكتب : *الحرب من وجهة نظر جنجويدية*
عندي صديقي جنجويدي كان يتفاخر في بداية الحرب بشرب الماء البارد و سكنى العمارات التي هجرها سكانها الكيزان و الجلابة ! و يعرض علي خدماته لتفقد بيتنا في الخرطوم نسبة لحريته في التنقل و يحدثني عن مروره على ابن أخيه في مصفاة الجيلي للتزود من الوقود بشكل راتب.
طالت الحرب ، فأصبح يكلمني من جبل أولياء ثم قندهار . ما زال يتراجع الى بابنوسة و الفاشر و الآن يشرب الماء في هجير مليط و يشتاق للعمارات الباردة.
يحدثني عن إقتراب الحرب من أسرته و أنه يحارب الآن لحمايتهم لأن “الزرقة” لن يرحموهم.
من المفيد متابعة الحرب من وجهة نظر جنجويدية . حملوا الحرب الى ديار أخرى ثم عادوا بها إلى ديارهم. كل الذين تمردوا على الدولة أخذتهم النشوة المؤقتة ثم عادوا الى أهلهم بالوبال و الثبور.
كثير من الأسر التي سكنت شارع الستين في بداية الحرب ، نزحت عائدة الى الديار و تستعد للمغادرة الى تشاد و لا وصمة ذلك ، فهم من الشتات و الى الشتات .
و كانت المحاولة تستحق هذه التضحيات كما يرون.
كل عام و أنت في بادية الشتات يا صديقي .
و ما زال باب التوبة مفتوحا أمام الله ، لكن المشتركة قد لا تعفو عنك ، فخذ حذرك !
……
#منصة_اشواق_السودان