منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة تكتب: *لا تصدقوا الثعالب*

0

زاوية خاصة
كان لرجل قفص دجاج ، به مجموعة من الدجاج البلدي ، يعتني به لدرجة أن لا شيء يشغله عنه ، فهو كل مايملك من رأس مال ، ولسوء حظ الرجل ، يوجد في الغابة التي تقع شرق داره ، مجموعة من الثعالب ، تتهجم على قفص الدجاج عند ما يحل الظلام ، أحيانا تعود إلى الغابة بالغنائم ، وأحيانا يفلح صاحب الدجاج في طردها ، استمر الحال هكذا سجال ، مابين ثعالب تغنم ، ورجل يصدها على أعقابها.

بعد فترة من الزمان ، لاحظ الرجل أن قطيع الثعالب إختفى من الغابة ، فذهب يتعقبهم ويسأل عنهم ، فوجد ثعلب صغير هزيل ، فالقى عليه التحية وسأله مابال قطيع الثعالب هجر الغابة ، وبدهاء الثعلب الصغير ، قال للرجل أنهم جاعوا ، ثم حزموا أمتعتهم إلى غابة أخرى ، فيها مالذ وطاب ، وتركوني ها هنا لأني مريض ، لا أقوى على المشي ، فأمسك الرجل بسيفه ، وقطع صغير الثعلب إلى نصفين ، وهرول إلى داره نشواناً ، يردد الحمد لله الذي أراحني ، سأنام ، وانام لا أخشى على دجاجاتي غدر الثعالب بعد اليوم.

وعندما أناخ الليل راحلته ، وأسترخى الرجل على اريكته مطمئناً ، غط في نوم عميق تسللت الثعالب إلى قفص الدجاج ، وقضت على كل مافيه ، وعند الشروق تمطى الرجل ، وذهب يتفقد ثروته ، فإذا بالقفص فارع إلا من بعض مخلفات المعركة ، المتمثلة في ريش الدجاج وفارغ البيض ، الذي شربته الثعالب كتصبيرة قبل حفل الشواء ، داخل الغابة وما كان من الرجل إلا أن سند ظهره على باب القفص ، يقلب كفيه نادماً على استغفاله.

تذكرني هذه القصة ، بأكذوبة إنسحابات قوات الدعم السريع من العاصمة ومدنها الثلاثة ، والتضخيم الإعلامي في الميديا لهذه الأكذوبة ، من قبل غرف المليشيا وابواقها من نشطاء قحت ، والطرق عليها حتى يصدقها أصحاب القلوب الرحيمة.

عزيزي القاريء والمتابع ، والمشفق والمقاتل في الثغور ، لا تصدق قول الثعالب فتقع في فخ صاحب القفص ، فهؤلاء الأوباش فقط سحبوا بعض إرتكازاتهم ، واخرجوا بعض فئرانهم من جحور وبيوت سكان الخرطوم ، بغرض إعادة التجميع والتموضع ، للهجوم على منطقة بغرض إستباحتها.

فربما تكون وجهتهم هذه المرة النيل الأبيض عبر الدويم ، لأهميتها الاستراتيجية وقطع خطوط الإمداد على الهجانة الأبيض وعلى بابنوسة ، بالإضافة لعزل ولايات الوسط عن شرق السودان ، وأحكام السيطرة على سنار بعد وضعها في وسط كماشة سنجة وجبل موية ، أو سيدخلون في مغامرة للهجوم على نهر النيل من حجر العسل ، أو الشمالية عن طريق الدبة، وأضعف الإيمان الزحف شرقا ، عبر البطانة إلى حلفا الجديدة ومن ثم كسلا.

ففي كل الحالات نرسل صوتنا إلى هذه الولايات ، وإلى الجيوش المرابطة ، لا بد من رفع درجة الإستعداد واليقظة ، لكل طاريء فالثعلب لا يؤتمن والذئاب سمتها الغدر ، فهي عطشى للدماء تبحث عما يروى ظمأها…لنا عودة.
……

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.