منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة تكتب: *هستيريا الفرح بمبادرة بلينكن*

0

زاوية خاصة
كانت تشكو من البعوض ، والأمر يشكل لها هاجسا كبيراً ، لخوفها من مضاعفات لدغاته ، بالإضافة إلى صوته المزعج في الأذن ، عندما تضع رأسها على الوسادة ، بعد عناء يوم طويل ، وإصراره على إقامة حفل غنائي صاخب ، داخل الغرفة ، كيف لا وهو السيد في فصل الخريف.

وفي ذات مساء جاءت إلي ، وهي منتشية تحمل بيدها كيس صغير ، تخبئه في يدها ، وتقول بصوت عالي (قولوا مبرووووك الليلة لقيت علاج للبعوض طارد بعوض رهيب) فكنت متحفزة ومن معي لرؤية مابيدها ، لمعرفة طارد البعوض الرهيب ، الذي استعصى طرده على أسلافنا واجدادنا من الأجيال السابقة ، فإذا بها تكشف النقاب عن وجه الطارد الرهيب ، فعندما رأيته دخلت في نوبة ضحك ، فقالت مابك لماذا تضحكين ، قلت لها صاحب العطارة عرف انك نازحة مطرطشة ، فأراد أن يجعل منك أضحوكة ، دا لبنان بخور فلو كان لبان البخور طاردا للبعوض ، لما كانت في السودان متحركات ، وأرتال من البعوض.

فقصة طارد البعوض وفرحة صاحبتنا به ، هي مطابقة لقصة المبادرة التي طرحتها الولايات المتحدة ، لإيقاف الحرب في السودان ، فتلقفها أحبابنا القحاتة أصحاب نكبة السودان ، شركاء المليشيا ، بفرح هستيري وكأنها طوق النجاة الذي يعيدهم لكرسي الحكم ، دون حياء من دماء السودانين ، التي أسالها جناحهم العسكري ، فروت الأرض البكر بدلاً عن أن ترويها المياه.

البجاحة وقلة الحياء ، وصلت بشلة حمدوك شأواً بعيداً ، حتى أصبح لأمانيهم وأشواقهم ، لسانا ينطق وحروفاً تكتب بعبارة أعيدوني لحكم السودان ، وإن كان أرضاً محروقة بلا سكان ، ومن فِرط فرحهم بالطرح الأمريكي ، كتب أبرز صحفييهم على حائطه بالفيس بوك (اللعب اصبح لعب كبار دخل فيها بلينكن).ياحبينا خليك عارف إن لم يعيدك الشعب السوداني ، لحكم السودان فلن يعيدك بلينكن ، ولو تعلقت بأستار الكعبة ، وأغتسلت سبعاً في مياه النيل ..إنتهى..لنا عودة.
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.