منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة: جنجويد السوق

0

`زاوية خاصة`

المصائب لا تأتي فرادى ، فبعضها يجُر بعضاً ، من باب الرِفقة وشد العضد ، وتضيق الخناق على القوم الذين حلت بديارهم ضيفة ثقيلة ، في المحمل وطريقة الوقوع ، والكيفية المعقدة في التعاطي معها ، والخروج منها بأقل الأضرار.

فالشعب السوداني تكالبت عليه الإبتلاءات ، ونزلت بساحته الفتن ، فأستأسدت عليه ثعالب الدعم السريع الإرهابية ، مركوزة بمرتزقة غرب أفريقيا ، الذين شنو عليه حرباً شعواء ، حصدت أرواح الآلاف ، وأعاقت حركة المثل أو يزيد ، إعاقات كاملة وجزئية.

مايقارب العام ونصف العام ، هذا الشعب الصابر المحتسب ، يعاني من ويلات الحرب ، التي أشعل نار جذوتها الجنجويد ، فأنتشروا في المدن والأرياف ، كإنتشار السرطان في الجسد ، فبعد كل هذه التضحيات لن يقبل هذا الشعب إلا بإستئصال هذا الداء ، والتخلص منه إلى الأبد.

هناك نوع آخر من الجنجويد ، لايحملون السلاح ولا يمتطون التاتشرات ، هؤلاء هم تجار الأزمات ، الذين يكنزون المال في مثل هذه الظروف ، جنجويد السوق ، ففي ظل عدم الرقابة الحكومية ، وقع المواطن في مناطق الحرب ومناطق النزوح ، تحت وطأت جشعهم ، الذي يتطاول يوماً بعد يوم ، بلا رادع.

نيران السوق تمددت السنتها ، فأحرقت قلوب المواطنين ، لعجزهم عن تلبية طلبات أسرهم ، في الحد الأدنى كالمأكل والمشرب ، فالمواطن الذي فقد عمله ، ومصدر رزقه وأصبح عاطلاً عن العمل ، من أين له برأس المال الذي يلبي حاجة أسرته اليومية ، فبعض الأسر اكتفت بالقليل ، وأصبحت السخينة من رفاهيات الأكل بالنسبة لهم.

المواطن الذي لا حول ولا قوة له ، أصبح بين مطرقة جنجويد الحرب ، وجنجويد السوق ، فبين سباق الأسعار والسنة النيران ، فقد المواطن القدرة على الإيفاء بمتطلبات اليوم ، من السلع الضرورية لحياته ، وفي المقابل هناك صمت حكومي ، أو سمهِ عجز ، عن إتخاذات قرارات صارمة ، لكبح جماح تمدد جنون جنجويد السوق.

على الأرض اوباش يتمددون ، يسرقون قوت المواطن ، فيصبح بين ليلة وضحاها ، مُعدم وفقير ، وفي الأسواق جنجويد يتبارون في رفع سقوف اسعار السلع ، وبين هذا وذاك يقف آدم ومحمدأحمد ، ومحمد صالح واوشيك ، في إنتظار فرج رب السماء ، قبل فعل الحكومة وجيشها…لنا عودة.
…..

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.