منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

نايلة علي محمد الخليفة: أمريكا وسيط غير محايد

0

`زاوية خاصة`
التصريحات التي أدلى بها رئيس وفد الحكومة السودانية ، للمشاورات مع الجانب الأمريكي في مدينة جدة السعودية ، والتي بناءً عليها حدد السودان موقفه من سوق المزاد في جنيف ، الذي قطعت أمريكا بنوده سلفاً دون استشارة السودان ، كما حددت المراقبين وأصرت على وجودهم كما صرح الوزير أبونمو ، وزادات على ذلك بتحديد من يمثل السودان ، وقطعت أمريكا بأن يكون تمثيل السودان بوفد رفيع من الجيش ، بدلاً عن أن يكون وفد التفاوض ممثلاً للحكومة ، في إنتقاص واضح لسيادة السودان.

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ، لا تريد الخروج من روح الأبوة والوصاية على السودان ، وهي ترفع في وجهه عصا الوعيد والتهديد ، كما رشح من تصريحات أبونمو لصحيفة الكرامة ، وتأكد للشارع السوداني أنها ضالعة في الحرب على السودان بوجه أو بأخر ، عزز ذلك المنطق اصرارها الغريب على مخاطبة الحالة السودانية بطرفي النزاع ، في إشارة للمساواة بين جيش وطني ومليشيا متمردة ، في هذه الحالة لن يخسر السودان شيئاً ، وهو يحزم أمتعته ويتجه بكلياته نحو المعسكر الشرقي ، حتى يؤمن موقفه وفق للمصالح المشتركة ، والعرف الدولي الذي يكفل له التعاون مع الدول الصديقة ، دون الإضرار بالآخرين .

البيان الصادر عن الحكومة السودانية مساء الأمس ، كان قوياً يعبر عن السودان كدولة كاملة السيادة شعباً وارضاً ، ويحمل تطلعات الشعب السوداني بأكمله ولا يقصي فئة بعينها ، كما ان البيان لم يُغلق الباب أمام المفاوضات تماما ، وإنما ترك المساحة مفتوحة أمام خيارات التنازل الأمريكي ، مع الجزم القاطع بأن مواقف السودان هي التي عرضها وفد الحكومة على طاولة الوفد الأمريكي بجدة ، وهي مواقف الشعب التي لا يقبل بأقل منها ، إن لم يكن مزيداً.

مراقبين كُثر أبدوا استغراباً من تأرجح السياسة الأمريكية ، وحالة عدم الثبات التي تعتيرها ، ودواعي نقل المفاوضات من منبر جدة إلى جنيف ، السؤال الذي لم يجد له وفد الحكومة إجابة من الجانب الأمريكي ، وهو الوسيط مع المملكة العربية السعودية في هندسة إتفاق جدة ، فكيف بمهندس يعجز عن إلزام المليشيا بتنفيذ بنود جدة ، أن ينقل المفاوضات إلى منبر آخر ، الولايات المتحدة بهذه الإشتراطات كشفت القناع عن أنها وسيط غير محايد ، ولا يمكن للسودان أن يتعامل معها إذا تمترست عند موقفها…لنا عودة.
….

#منصة_اشواق_السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.