اشرف خليل يكتب : (يا خاين)!.
اشرف خليل يكتب :
(يا خاين)!.
————
من أعظم أسباب الفرقة وأعمقها شرخا في الحياة الزوجية جريمة الخيانة الزوجية..
وما دونها مغفور هين التغاضي والنسيان..
حتى الذين قرروا التجاوز فإنما يختارون الموت البطئ!!.
يتسامح الناس ويغفرون الا (الخيانة)..
يسميها عمار الفاروق: (جريمة الدمار الشامل)..
وكثير من الدمار يلحق بالخائن نفسه إذ تلاحقه الجريمة ولا يفلت من عقابيلها وإن أفلت لبعض الوقت والجغرافيا..
تخنقه خيانته ولا تزال تلتف حبال الصبر حوله حتى تخنقه، وان نأي مبتعدا واحتضنته المنافي و(التجمع الخامس)..
سيظل حبيس خيانته وستلوح معاندة طريقه والمشاوير..
▪️الخائن لبلده في حكايات التاريخ وأساطيره لا ينجو بفعلته ابدا..
ولعلها حكمة القدير الذي صنع الدنيا بقوانين لا تنفك عن الاتساق والترابط..
الخيانة انجازه الأخير..
لا تكتب السير سوي تلك الواقعة..
وهو لا يفعل بعدها شيئا يستحق..
ستلاحقه فعلته..
يموت بخيانته ويدوَّن في كتب التاريخ خائنا..
وسيان كونه في صف الشيطان اوالسلطان اوالوجدان..
لا فرق!..
هو خائن وحسب..
وهو وصف لا يحتاج لمزيد من الاصباغ والاضاءة والشروح والشروخ!..
▪️أحبت (ر .خ) حبيبها علي نحو من الجنون وقاتلت الدنيا حتى تزوجته..
تركت أهلها وذهبت معه إلي (عشة صغيرة)..
ولما استوثق الحبيب بأنه لم يعد في دنياها إلا هو خانها وعرفت..
(لملمت عفشها) وكأن حبا لم يكن..
غادرت بعد أن غادرها وإلى الأبد..
ابد الابدين!..
▪️ (الخاين الله يخونو)..
هكذا تلتئم اتفاقات السودانيون حين يخافون من قوم خيانة، فيضعون أيديهم معا استدعاء للعهد والتواثق وطردا لأوهام الألم والحسرة والندم والارهاصات، لأن الخيانة من الجرائم الباتة التي لا ينتظر بعدها إصلاحا وتوفيقا…
خنت مرة فستخون ألف مرة..
لذا لا يجب ان يجربك المخون مرة أخرى فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين..
“التضحية باللذة في سبيل تجنب الألم مكسب واضح”..
▪️ما الذي تصنعه الخيانة في الوجوه؟!..
وهل لاحظتم أن الجراح وحدها هي التي تملك ذاكرة قوية..
لا تملك جراح الخيانة حق المرور والتجاوز هكذا وكأن شيئا لم يكن.. سريان الحياة من بعد (خيانة ما) أمر مستحيل..
مثل (موت البعث)!..
الانقطاع والانحباس من التواصل و(الجريان) هو أول ما يحصل، لتبدأ كيمياء جديدة وواقع مواكب ومركب شديد التعقيد والحساسية!..
ولكن (نزار قباني) يناور وهو يحاول أن يستلهم من تضاعيف الخيانة بعض البهاء ليقول:
(وهكذا يقف الكاتب العربي ممزقاً بين وضعه المدني ” كرجل متزوج من الحكومة ” ورجل فنيّ يشتهي خيانة زوجته ” الحكومة “، ولكنه لا يستطيع التنفيذ حرصاً على مستقبل الأولاد وشرف العائلة، وإلى أن يوجد الكاتب العربي الشجاع الذي يستطيع تمزيق ورقة زواجه من السلطة، ويمارس الخيانة الزوجية ولو لمرة واحدة، سوف تبقى كتب الأدب لدينا بعيدة عن المنع والمصادرة تماماً ككتب التدبير المنزلي)!..
▪️فهل حقا تمتلك الخيانة أي صورة مستحسنة!؟..
بما يعطي التعويض الذي يمحي الأثر في وجدان وضمير المرتكب..
صور الخيانة كلها مستقبحة، لذا يبتعد الناس عن أي ظلال من الشك، والتي تحوم حول أي علاقة..
يلجا الناس (الاناناس) إلى درء المفسدة والترك:
(دع ما يريبك الا ما لا يريبك)..
▪️في كرة القدم تحرز بعض الأهداف بأقدام أفراد الفريق نفسه، وفي نفسه، حيث تلج الكرة هدفا صحيحا في مرماهم، وهو ما يسمى بـ (الهدف العكسي) و(النيران الصديقة)!…
وغالبا ما تكون الأسباب في ضعف اللياقة الذهنية والبدنية لللاعب الذي لا يحسن التصرف فيسكنها شباكه وسط صيحات الجماهير الساخرة أو الساخطة..
لكن الجماهير لا تغفر ويعدها الكثيرون خيانة مقصودة، حتى أنهم ذات مرة قتلوا حارس مرمى فريق وطني من دول أمريكا اللاتينية لاعتقادهم بخيانته، متسببا في خروج فريقهم من كأس العالم…
من اللاعبين من تتعدد اخطائه للدرجة التي يصبح طوال الـ90 دقيقة مصدرا للخوف لدى جمهوره وحارس مرماه وهدفا ينبغي مراقبته كما الخصوم، مخافة أن يفعلها -(يزلقها)- في أي لحظة!!..
اها مرات اللاعب الجيد وبرغم براعته وحرفنته ووفاءه وتفانيه يداخله ذات الخوف ويرتبك جراء عدم ثقة الجماهير والمدرجات ويفعلها!..
و(الغريبة بختها في التمانيات)!.
*أشرف خليل*