منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/سلوي حس صديق تكتب : من المسافة صفر و سعي في خرابها الحلقة السابعة

0

د/سلوي حس صديق تكتب :
من المسافة صفر

و سعي في خرابها
الحلقة السابعة

منذ ان هاجمهم الإوغاد اخر مرة تواثقوا ان يجعلوا من المسجد ساحة لحياتهم يديرون منه شئون القرية يتقاسمون مابقي لهم من طعام مع التقاط الاخبار من هنا وهناك .
لقد جردهم التتار من هواتفهم وحتي لو وجدت الهواتف اين الكهرباء .
هكذا كانوا يقنعون انفسهم كلما تذكروا فقدهم لعرض من اعراض الدنيا الفائتة. كانوا يؤانسون بعضهم عن الابتلاءات عساه الإنس يخفف ماهم فيه.
كان همهم مختلفا كما يتحدثون ويهمسون ..يعرفون مطامع الاوغاد ومنذ ان نصبوا إرتكازهم في مدخل الحلة .
اعينهم تدور حول الشباب والعرض او البنات .
كان ذلك مبلغ خوف الاباء والكبار و قلقهم.
في ذاك اليوم الحزين تسامع الشباب عن إقتراب الجيش من المنطقة .
قرروا ان يخرجوا ليلتقوه ويتشاوروا معه في امر التدريب والإستنفار والاسلحة شأن بعض القري.
لم تجد توسلات الاباء لهم بالصبر والانتظار.
قرروا ان يخرجوا متخفين متسللين .
قرأ الآباء المشهد بعقلانية ولكن الشباب رفضوا كشأنهم حينما تفور دماؤهم .
حاول الاباء معهم دون جدوي.
سرعان ماسري خبر خروح الشباب مسري النسيم.
رغم خروجهم سارت الحياة طبيعية حتي يغطي الاباء علي خروج الابناء .
للاسف وصل الخبر الي الاوغاد في طرف الحلة.
صلاة العصر هي موعد حضور الاهل والكبار للمسجد العتيق، وكعادته اخذ معلم اللغة العربية المعاشي المعروف وسطهم مقعده لاكمال درس اليوم الذي بدأه بالامس وكان عن الصبر والاحتساب الكل مشدود ومنتبه للقصص القراني الجميل بعضهم فاضت عيناه وهو يقارن حالهم وحصارهم وضيقهم بعد ان كانت مخازنهم ملأي بمؤونة العام من الذرة وانواع الغلة وهاهم اليوم يتقاسمون طعامهم باوان صغيرة بالكاد تكفي صغارهم..
لقد تحاشي الجميع ان يتحدث عن خروج الشباب غير المأمون ، ومن خوفهم عليهم تحاشوا الحديث عنهم.
ولكن كانت اقدار الله سابغة .
مالم يكن في الحسبان حدث..
قبيل المغرب بقليل حرك الاوغاد عرباتهم واسلحتهم الصغيرةو الكبيرة كانت وجهتهم صوب المسجد اياه وقد علموا من اعوانهم بحركة الشباب. هيأت لهم سكرتهم ان الاباء هم من حرضوهم علي الخروج.
فقررو الانتقام ،وصلوا الي باحة المسجد، نزلوامن عرباتهم مثل الكاوبويات .
كان المشهد يشبه افلام الرعب ، اقرب للخيال منه للحقيقة.
ا خذوا يضربون المصلين بالسلاح دون تميبز لعمر او شكل اوحال .
خلال ثوان تحولت ساحة المسجد الي بركة دماء .
الامر لم يستغرق لديهم بضع دقائق.
ثم استداروا بعرباتهم كأنهم لم يفعلو شيئا. خرجوا وتركوا كل من بالمسجد مابين قتيل وجريح.
لحظات وتجمعت القرية كلها امام المسجد فقد صمت اصوات وفرقعة السلاح اذانهم .
عاد من خرج من الشباب مساء ليجدوا الاباء وقد افترسهم الاوغاد لقمة سائغة وفي بيت من بيوت الله ظنوا انه الامان و الامن.
عادوا ليجدوا اخواتهم وامهاتهم يعلوهن الصياح والنحيب والهلع وهن يتخطين الجثث مابين القتلي والجرحي.. مابين الاب والخال والعم والجار.
كانت المهمة اكبر من مشاعرهن التي لم يجرحها يوما صديق او عدو.
مشهد الامهات وهن يتفقدن الضحايا في جنبات المسجد ويجمعن الاعضاء والاشلاء الممزقة مشهد لن ينساه التاريخ لهؤلاء الاوغاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.