منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

عبد الماجد عبد الحميد يكتب : مع الفريق شرطة طبيب أميرة عباس فضل مدير الخدمات الطبية بالشرطة

0

عبد الماجد عبد الحميد يكتب :

مع الفريق شرطة طبيب أميرة عباس فضل مدير الخدمات الطبية بالشرطة السودانية

 

ّ

الفريق شرطة طبيب أميرة عباس فضل استشاري الباطنية والجهاز الهضمي تجلس حالياً علي كرسي مدير الخدمات الطبية بالشرطة السودانية .. ودكتورة أميرة مثال نابض بالحياة للمرأة السودانية التي تبوأت وتتبوأ أرفع المناصب والمواقع في الدولة السودانية عن جدارةٍ واستحقاق ..
■ الفريق شرطة أميرة عباس هي ابنة رمز الشرطة التاريخي عباس فضل .. ورثت حب الشرطة من والدها وتشرّبت أهمية هذا المرفق من طفولتها وهي تقف عند محطة ( كان أبي) أضافت إلي مسيرة والدها وتاريخه الحافل بصمتها الخاصة ومساهمتها النوعية في الطب فهي الآن من أهم أعمدة تخصص الباطنية في بلادنا وجلوسها علي كرسي الإدارة الأهم في الخدمات الطبية بالشرطة السودانية ليس مستغرباً .. وهي إضافة نوعية لتجربة المرأة السودانية النوعية في العمل العام وهي تجربة مثار دهشة وإعجاب لدول كثيرة من حولنا لا تصدق مجالسها أن المرأة السودانية تتولي عن جدارة مناصب قيادية في الشرطة والجيش وأجهزة الأمن والمخابرات وقبلها القضاء والأجهزة التشريعية والتنفيذية ..
■برفقة مجموعة من زملاء وشباب المهنة كنا ضيوفاً علي الفريق طبيب أميرة بمكتبها بمستشفي الشرطة التخصصي ببورتسودان .. حدثتنا بكل فخر عن الواقع الحالي للخدمات الصحية بالشرطة وكيف أن الشرطة السودانية تستعيد الآن كثيراً من مواقعها وأدوارها في خدمة المجتمع .. وبالتركيز علي الخدمات الصحية قالت الفريق أميرة إن ما حققته الشرطة في القطاع الطبي برغم ظروف الحرب أشبه بالمعجزة وضربت مثالاً بتوفير أجهزة طبية متقدمة وبداية التوطين الفعلي لعمليات جراحية دقيقة مثل جراحة المفاصل حيث وقفنا علي أكثر من عملية لتبديل مفاصل لفئات عمرية مختلفة من المرضي وشاهدنا عياناً التجهيزات المتقدمة في أكثر من مرفق ..
■ ومن باب الحوار الواضح والصريح حول ماضي وحاضر ومستقبل الخدمات الطبية بالشرطة طرحنا أسئلة صريحة علي طاولة الفريق شرطة أميرة .. وفي مقدمتها عزوف الكوادر الطبية عن العمل بالخدمات الطبية بالشرطة ومغادرة بعضهم سلك الخدمة الطبية بالشرطة لعدم الإستجابة لمطالبهم بالترقية المستحقة حسب الأقدمية وهو مايطرح سؤالاً محزناً عن (سهولة) الاستغناء عن الكوادر الطبية المتخصصة بالشرطة مع زيادة هجرة الكفاءات المتخصصة في مجالات نادرة مثل الأوردة والشرايين وتتزامن هذه الأسئلة الملحة مع شكاوي منسوبي الشرطة الذين يجدون صعوبات في العلاج بمرافق الشرطة الطبية والمزاحمة الحميدة التي يجدونها من عامة المواطنين ..
■ إجابات الفريق أميرة كانت صريحة ومباشرة حيث أقرّت بوجود صعوبات كثيرة في قطاع الصحة ولأنه قطاع حيوي فليس غريباً أن يشهد تحولات جذرية وفي ذات الوقت أمر مقبول وطبيعي أن يرتفع سقف طموحات طالبي الخدمة ومن يقفون عليها من الكوادر النوعية في المجالات والتخصصات النادرة والذين قدموا لبلادهم وأمتهم عصارة جهدهم ورحيق شبابهم ..
■ الفريق أميرة تري الجانب الإيجابي من الحرب اللعينة علي بلادنا .. وتقول إن الشعب السوداني أدرك أهمية التكاتف والتلاحم من أجل بناء الوطن .. وأدرك حجم التضحيات التي كانت تقدمها الشرطة السودانية في كافة المجالات .. وقالت إن تجربتها الطويلة في مجال الطب عززت قناعتها بأن تأهيل المراكز الصحية الأولية بالقري والأحياء والفرقان ونشر ثقافة مراجعة هذه المراكز بين المواطنين لتلقي الخدمة الطبية الأولية وترسيخ وتطوير تجربة طبيب الأسرة .. تري في هذين العمودين البداية الصحيحة لنشر التوعية الصحية بين المواطنين وتقليل مخاطر تأخير تقديم الخدمة الطبية وتقليل تكلفة العلاج لاحقاً ..
■دوّنت في مفكرتي الصحفية كلمات من ذهب للفريق طبيب أميرة عباس .. تقول : ( الطبيب الشاطر مستمع شاطر ) .. ما أحوجنا لهذه المقولة في مجالات أخري .. معضلتنا الكبري في هذا الوطن أننا أُبتلينا بقيادات سياسية ومجتمعية لا تعرف فن الاستماع .. ولذلك نعيش واقعنا الحالي .. وروشتة الخروج من هذه المتاهة نمذجة تجربة الفريق شرطة أميرة عباس وتجربة الشرطة السودانية بأجيالها المتعاقبة والذين توارثوا مهنة تقوم أولاً وأخيراً علي الاستماع الإيجابي قبل اتخاذ القرار !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.