منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

حوار عبدالبديع المكابرابي : المستشارة الأسرية اعتدال يوسف : القلق و الخوف من أكبر تحديات النزوح للأسر في ظل الحرب .

0

حوار عبدالبديع المكابرابي :

المستشارة الأسرية اعتدال يوسف : القلق و الخوف من أكبر تحديات النزوح للأسر في ظل الحرب

 

 

مقدمة
في هذا الحوار، نلتقي مع المستشارة الأسرية والمرشدة التربوية، اعتدال يوسف محمد، التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال الإرشاد الأسري والتربوي حاصلة على بكالوريوس في العلوم الأسرية من جامعة الخرطوم، وماجستير في الإدارة التربوية من جامعة السودان هي معلمة ومدربة قدمت أكثر من 50 محاضرة في هذا المجال، وشاركت في دورات تدريبية في الداخل والخارج نستفيد من رؤيتها الحكيمة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأسر السودانية في ظل الحرب والنزوح

س: أستاذة اعتدال، بدايةً، ما هي أبرز التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأسرة السودانية نتيجة اندلاع الحرب والنزوح وما يترتب عليه من صعوبات؟

التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأسر السودانية في هذه الفترة تتعدد بشكل كبير أولًا، القلق والخوف أصبحا سمةً تميز الكثير من الأسر، مما يؤثر سلبًا على قراراتهم على سبيل المثال، في بعض الحالات، قد يصر الزوج على أن تخرج الأسرة إلى مكان آمن بينما تفضل الزوجة البقاء معه، وهو ما يخلق حالة من القلق بسبب عدم التوافق في اتخاذ القرار، حيث لا يتم إشراك الأطفال في هذه القرارات الهامة
ثم يأتي تحدي النزوح، حيث تصبح الأسر مضطرة للانتقال إلى بيوت أقاربهم ولكن مع الزيادة في عدد أفراد الأسرة في المنزل الواحد، تتقلص الموارد المتاحة ويحدث ضغط نفسي واجتماعي على الجميع كما أن هناك تأثيرات سلبية أخرى مثل فقدان الأمن والأمان، وفقدان الهوية الثقافية، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية الناتجة عن فقدان الوظائف وارتفاع الأسعار

س: كيف تؤثر الحرب والنزوح على العلاقات داخل الأسرة مثل العلاقة بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء؟

أ:
تأثير الحرب والنزوح على العلاقات الأسرية كان كبيرًا جدًا أصبح العديد من الأسر مفككة، حيث يعيش الأب في مكان والزوجة والأبناء في مكان آخر هذا الانفصال الجغرافي أثر بشكل عميق على الترابط العائلي وأدى إلى فقدان التواصل، خاصة بين الآباء والأبناء. علاوة على ذلك، فقد الأبناء فرصة التعليم، وهو ما أثر سلبًا على تطورهم الشخصي بعض الأبناء بدأوا في تبني سلوكيات جديدة وضارة نتيجة لظروف النزوح وتغيير البيئة المحيطة بهم

س: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الدعم النفسي والاجتماعي في مساعدة الأسر السودانية على التكيف مع آثار النزوح؟
أ:
الدعم النفسي والاجتماعي في هذه الظروف يعتبر عاملًا أساسيًا في مساعدة الأسر على التكيف مع الوضع، يأستاذ عبدالبديع رغم قسوة الظروف، لكن العمل على رفع الروح المعنوية للأفراد داخل الأسرة وتقديم الدعم النفسي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الجميع يُسهم الدعم النفسي في تقبل الوضع الحالي، ويوجه الأسر إلى كيفية التحضير لمستقبل أفضل بعد تجاوز المحنة يمكن للمستشارين النفسيين والاجتماعيين أن يقدموا الكثير من الدعم، ويشجعوا الأسر على رؤية الأمل في المستقبل رغم الصعوبات

س: كيف يمكن تعزيز استقرار الأسرة السودانية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تفرضها الحرب والنزوح؟

أ:
استقرار الأسرة هو الأساس لاستقرار المجتمع بأسره في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من الأسر السودانية، لابد من توفير الدعم النفسي والاجتماعي المستمر يمكن للمرشدين النفسيين والاجتماعيين أن يقدموا دورات تدريبية وورش عمل تساعد الأسر على بناء الأمل والقدرة على التحمل حتى في أصعب الظروف، تظهر بعض القصص الجميلة والملهمة التي يمكن أن تصبح نموذجًا يُحتذى به نحتاج إلى تعزيز ثقافة التضامن والمرونة داخل الأسر، لأن استقرار الأسرة يُعتبر بمثابة ركيزة للمجتمع ككل

س: ما هي النصائح التي تقدمينها للأسر السودانية للحفاظ على الترابط الأسري والقيم التقليدية رغم الصعوبات الحالية؟

أ:
نصيحتي يا استاذ للأسر السودانية هي أن تصبر وتؤمن أن هذه الأزمة ما هي إلا “غيمة” ستنقشع بإذن الله من المهم أن تظل الأسرة متماسكة، وأن تعمل على تطوير نفسها وتحضيرها لمستقبل أفضل لابد أن يتم التركيز على التعليم الذاتي، خاصة في ظل إغلاق المدارس أو صعوبة الوصول إليها يمكن للأسرة أن تساهم في التفكير الجماعي لإيجاد حلول للمشاكل الناتجة عن الحرب والنزوح، مما يُساعد على تعزيز الترابط الداخلي وفي الوقت نفسه، علينا أن نستفيد من هذه التجربة في اكتشاف خبرات جديدة بين أفراد الأسرة هذا التكاتف هو الذي سيخلق بيئة أسرية إيجابية ويُسهم في تقوية الروابط بين أفرادها.

وفي الختام، نوجه الشكر الجزيل للمستشارة اعتدال يوسف محمد على هذه الرؤى العميقة والمفيدة التي قدمتها حول كيفية التعامل مع تحديات الحرب والنزوح في السودان كلماتها تمثل منارة للأسر السودانية لتوجيهها نحو الصمود والنجاح في هذه المرحلة الصعبة.

الأزمة ستزول، ولكن تماسكنا معًا، واعتناؤنا ببعضنا البعض سيظل نبراسًا لنا، وسنعبُر هذه المحنة بإذن الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.