منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د. اسماعيل الحكيم يكتب.. على أمريكا ..أن تبل قرارها ..وتشرب مويته..

0

د. اسماعيل الحكيم يكتب..

على أمريكا ..أن تبل قرارها ..وتشرب مويته..


إستناداً إلى مقالة سودانية ملهمة ..كانت عنوان هذا المقال ..فقد فرضت أمريكا عقوبات على رئيس المجلس السيادي القائد العام لقوات الشعب المسلحة تريد من خلالها أن يدين لها السودان بالولاء ..ولكن نقول لها .. هيهات هيهات ..
ففي خضم معركة الكرامة التي يخوضها السودان للدفاع عن سيادته ووحدته، يأتي القرار الأمريكي بحق قائد الجيش السوداني كحلقة جديدة في سلسلة التدخلات الأجنبية التي تهدف إلى فرض الهيمنة وسلب إرادة الشعوب. هذا القرار، الذي يتجاهل الواقع السوداني والتحديات التي يواجهها الشعب في معركة الوجود، يعكس استراتيجية مستمرة لترويض الشعوب وإخضاع قادتها لسياسات القوى الكبرى.
الولايات المتحدة ، التي تسعى دائمًا إلى فرض أجندتها على الدول المستقلة، اختارت توقيتًا حساسًا للغاية لتوجيه هذه الضربة السياسية، وكأنها تريد أن تزيد الأوضاع تعقيدًا في بلد يكافح من أجل استعادة أمنه واستقراره. لكن ما لا تدركه القوى الكبرى هو أن الشعوب الحرة لا تستسلم للضغوط ، وأن السودان ليس استثناءً من هذه القاعدة.
إن القرار الأمريكي يُظهر بوضوح محاولات واشنطن لتجريد الشعوب من حقها في اختيار قادتها وتحديد مسارها السياسي. لكنها تغفل حقيقة أساسية: الشعوب الحية تعرف متى تتوحد ومتى تلتف حول قيادتها الوطنية للدفاع عن كرامتها وسيادتها. الشعب السوداني، الذي خبر محاولات التدخل عبر التاريخ، وقف اليوم موقفًا مشرفًا يبعث برسالة واضحة: لن تنالوا من إرادتنا، ولن نسمح لأي قوة خارجية بأن تفرض علينا وصايتها.
إن ردود الأفعال الشعبية التي اجتاحت الشارع السوداني تؤكد أن القرار الأمريكي لم يفلح إلا في تعزيز الالتفاف الشعبي حول قائد الجيش. لقد أدرك السودانيون أن المستهدف ليس شخص القائد بحد ذاته، بل رمزية القيادة الوطنية التي تحمل على عاتقها الدفاع عن تراب الوطن وسيادته.
إن هذا الرفض الشعبي لا يمثل مجرد موقف عابر، بل هو تعبير عن وعي سياسي متقدم، يعكس إدراك الشعب السوداني لحجم المخاطر التي تحيط به وللأهداف الحقيقية وراء هذا القرار. إنه رفض لكل أشكال الوصاية، ورسالة واضحة بأن السودان لن يكون ساحة لتنفيذ أجندات الآخرين.
ففي مواجهة القرارات الظالمة والتحديات الخارجية، يظهر السودان اليوم نموذجًا للصمود والتحدي. ورغم صعوبة المرحلة، فإن هذا الموقف يكشف عن معاني القوة الحقيقية التي تتجلى في وحدة الشعب وإصراره على الحفاظ على هويته وسيادته.
الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الطامعة، بحاجة إلى أن تفهم درسًا مهمًا ان الشعوب التي تختار طريق الكرامة لا يمكن أن تُكسر إرادتها، وأن السيادة الوطنية ليست مجرد شعار، بل هي حق أصيل لن يتنازل عنه السودانيون مهما كلفهم ذلك.
إن القرار الأمريكي بحق قائد الجيش السوداني، وإن بدا كوسيلة للضغط والتأثير، قد تحول إلى دافع لتوحيد الصفوف وتعزيز التلاحم الوطني. السودان اليوم يثبت للعالم أن الكرامة والسيادة لا تُباع ولا تُشترى، وأن إرادة الشعب هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
فحرب الكرامة التي يخوضها السودان ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة لإثبات أن الشعوب الحرة قادرة على الوقوف في وجه الطغيان، وأن السودان سيظل نموذجًا للصمود والإرادة التي لا تُقهر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.