منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خربشات 321 خزرجى برعي ابشر يكتب : *السعادة*

0

خربشات 321
خزرجى برعي ابشر يكتب :

*السعادة*

 

21/1/2025

كنت اتحدث مع ابنتي الحبيبة متفقداً حالها وأولادها حفظهم الله وقالت كحال كل البنات (عاطفة جياشة تجاه الاب ) مع الدعاء للّه فقالت لي آن للفارس أن يترجل يا أبي اترك الكلام في السياسة وأنت فى هذه السن التي لاتتحمل أي انفعالات فالسودان وصل إلى طريق مسدود وكل يوم تظهر مشكلة اسوأ من التى قبلها وأصبحنا لا نطيق بعضنا البعض حقد وكراهية
واصبحنا نفكر في قيام 580 دولة كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها ونستعرض عضلاتنا على بعض فينا من يدعي أنه يكحل عيناه بالشطة _وليفتنا أطباء العيون_ هل يمكن ذلك
و آخر لم ير أحد كعب رجله منذ ولادته _ لا أدري كيف كان يتوضأ للصلاة !! _ وآخرون زودوا العيار قليلا وقالو ا إنه لأول مرة يسمعوا بشئ اسمه خوف
كأنهم لم يقرأوا بالقرآن المجيد الذي خوفنا به لنطيعه سبحانه وتعالي وخوفنا بنار وقودها الناس والحجارة!
بل معظم آيات الله تتحدث عن الخوف ولولا ذلك لكان فساد الانسان وتجبره لايمكن السيطرة عليه ولفسدت الأرض تماماً
حتى الأنبياء كانوا يخافون مع أنهم معصومون محميون من الله ربنا سبحانه وتعالي أمر سيدنا موسى أن يذهب إلى فرعون إنه طغى فقال موسي عليه السلام أرسل معى أخي هارون فأخاف أن يقتلون فقد قتلت منهم نفسا (( ذلكم القبطي ))
القرآن العظيم ليس منشور للحزب الشيوعي يكون سرياً بل واضح وجهراً يعرفه حتى الطفل ويحفظه الأعمى والبصير يقول (( و لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين….. إلى آخر الآية يعني أيها العاصي المتكبر إن الخوف بلاء من الله مهما كنت شجاعا وهكذا الشيطان أمره الله أن يسجد لآدم وأبى القصة معروفة
فقاطعتني ابنتي الغالية لكى نبعد من السياسة وأوساخها ما هى السعادة ؟؟؟؟ قلت لها أول سوداني بل أول انسان اكتشف معنى السعادة هو الشاعر الكبير مصطفى سند الله يرحمه سئل في إحدى القنوات الفضائية ما هي السعادة فرد قائلاً هي أجمل ما مضى من عمرك عشته ولو لحظات في النهاية السعادة شئ جميل عشته وليس شئ قادم لوأُعطيت لي الدنيا ووُهبت لى سيارة آخر موديل وجوال اخر صناعة واعطوني قصرا تجري من تحته الأنهار لا أبدل بذلك سعادتى وأنا طفل فى أبى روف في حى (( سوق الشجرة )) بأمدرمان وذلك(( الزقاق )) الضيق وكم قال القذافي (( زنقة)) وأنا جالس فى (( بمبر )) منسوج بالحبال جزء منها متدلية على الأرض بجواري والدتي الله يرحمها وهى تعد لنا فى الشاى باللبن المقنن أنا وإخواني وأخواتي ننتظر فوران ذلك الشاي لا سيما ويعد بالفحم لا غاز فى ذلك الوقت
تلك اللحظات ببساطتها لا أبدلها بكل المغريات تلكم هى السعادة السعادة لا تصنع بالادوات بل تحكمها أشياء أخرى
رحم الله الاستاذ مصطفي سند فقد أصاب الهدف وعرفنا موقع السعادة الحقيقية
انهت ابنتى العزيزة الحديث وهي فرحة منتشية بعد أن عرفت معنى السعادة أين تختفي في مكان متواضع بسيط ولا تحتاج إلى (( ديكور ))
خزرجى برعي ابشر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.