منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خواطر قلم 138 د. سامي السر ابو زينب يكتب : *رسالة إلى الأخت المنتجة التلفزيونية 2*

0

خواطر قلم 138
د. سامي السر ابو زينب يكتب :

*رسالة إلى الأخت المنتجة التلفزيونية 2*

لغرض التوثيق ارفق هذا المقال القديم جداً
ضمن سلسلتي مع خواطر قلم
ليأخذ الرقم 138

هذه الرسالة الثانية كنت كتبتها لإحدى الأخوات الفضليات ونحن نتحدث عن هم بناء قدرات أبنائنا وتطوير مهارتهم وتزكية قدراتهم

و بالمناسبة كُتب المقال في منتدى كومي الاسفيري .. بعد أول لقاء مباشر لي في تلفزيون السودان 2009 برنامج بيتنا – فقرة استشارة – والاخت الفاضلة هي منتج ذلك اليوم لهذا البرنامج الاحتماعي متعدد الفقرات }
وهو عن تربية الأبناء

وهذه هى

*الرسالة الثانية :*

لنفس الأخت أرجو أن تنال الإعجاب
اختى الفاضلة ….
هاأنذا اجد فرصة للكتابة لك فى الموضوع المهم للغاية
ألا وهو تربية الأبناء.. من خلال اجتهادتى المتواضعة..
وأسأل الله ان يشفع لى عندك اننى احاول
وكما قلت هو موضوع مهم نحمل همه بشدة
وامنيتنا ان نصل فيه الى مستوى راقى من الملكات والقدرات.. حيث تعقد العصر وتعقدت الحياة واصبحنا لا نربى وحدنا بل هنالك كميات من المصادر تربى معنا.. واصبحنا لأبنائنا خيار من الخيارات المطروحة.. وقد يكون
خيار غيرجاذب..وهذه المشكلة كونية عالمية حيث كل الأسر المنضبطة والمحافظة فى الغرب تعانى هذه المشكلة..
هل تصدقى أن خبير التدريب وأسطورة عصرنا
فى التنمية البشرية ستيفن كوفى
خاض نقاش منطقى وواقعى مع ابنائه لكى يحددوا برامج محددة فى قنوات محددة فى ايام محددة لكى يشاهدوها واستطاع بحنكته طبعا اقناعهم، وكتب ميثاق بينهم على ذلك
هذا الكلام موجود فى كتابه
principle centered leadership
وتحت عنوان الحوار مع مراهق
مشكلة كونية كتب مستر كوفى حوارا يكاد
ينطبق بين كل ام أو اب ومراهق
اذن نحن فى اوضاع مختلفة.. مفتوحة.. لا تحتمل ان تخاطب ابناءك
بقيم ومبادئ تؤمن بها نظريا وكلاميا
تحتاج منا ايمان عميق بقيمنا
ايمان يصل الى حد التطريب والأستمتاع والتنغيم
وأروع من كلماتى كلا م المصطفى صلى الله عليه وسلم ان نجد حلاوة الإيمان
وان نتذوق حلاوة الإيمان
وأحسب ان المسألة تحتاج منا الى
جهد وتفكير وتأمل حتى يتجاوز
وتتجاوزمعانى الإيمان حناجرنا وترقوات صدورنا الى قلوبنا
بعد هذا الإستطراد أدخل فى خصلة
اخرى من خصال التربية الفعالة
الخصلتين السابقتين كانتا
تطوير ذواتنا بمخاطبة العقل الباطن
والذى به سننجح فى مخاطبة عقول ابنائنا الباطنة
والخصلة الثانية هى الحب غير المشروط
هذه الخصلة هى الإستماع التعاطفى الفعال لإبنائنا
وجدت كميات من الدراسات ان الأباء والأمهات مهما إدعوا لا يستمعون تعاطفيا وبفاعلية لإبنائهم..فقد يبداء الوالد بالإستماع التعاطفى ولكن سرعان ماينقلب الى واعظ وخطيب
يحرم ابنه من ان يعبر عن افكاره ومشاعره وعالمه..بل قد يتحول الأب او الأم الى قاضى يخيف هذا الإبن
ويصدر عليه العقوبات التى تجعل هذا الإبن يندم
على حديثه التعاطفى الودود ولا يعود الى
هذه التجربة مرة اخرى.. فوالده الكريم وامه الكريمة وعاظ من الطراز الأول
اوقضاة سريعين فى اصدار الأحكام وانفاذها،
وحتى ان تحدث الاب او الام الى ابنهم فهم يريدون ان يتحدثوا فى مايهمهم هم لا ما يهم الإبن، والذى قد يكون فى اشد حالات الجوع العاطفى التى يتمنى فيها مجرد الإستماع والإهتمام والتشجيع ولكن جهلنا كأباء وامهات يضع بيننا وبين ابنائنا من الحواجز
والمعوقات ما قد لا نتصوره ولا نتخيله ونحسب اننا نحسن صنعا..
مليئة كتب اسطورة زماننا ستيفن كوفى بإمثلة واقعية وحوارات عجيبة
ينسحب فيها الإبن ولا يواصل
هنالك مشكلة اخرى وهى السبق الزمنى واحساس التملك
يخدعك كأب وكأم.. فانت ترى ان من حقك كوالد
ان تكون انت الصاح وصاحك هو الصاح..
وهو ابنك لا حق له ان يكون له صاح مخالف لصاحك
ارجو ان لا تكون غلوتية…فمن اميز الفرضيات التى تمييز
علوم التنمية البشرية وتجعلها علوم رائدة تفتح الطريق
الى تكامل وانسجام وتحابب البشر..
ان الخريطة ليست هى الواقع
قد تقراء الواقع بخريطة مغايرة لغيرك
وقد تسمح لصديقك او زميلك او اخوك
ان يقراء الواقع بخريطته وزاويته الخاصة
وقديثرى ذلك الموضوع ايما اثراء..
اما ابنك ففى كثير من الاحيان تفرض عليه خريطتك، بل..
قد تعاقبه لانه لم يقراء الواقع بخرطتك
ولم ينظر اليه بنظارتك وتعاقبه
لامتلاك نظارة غير نظارتك
وفلو سحبنا هذا التعامل الراقى من زملائنا واصدقائنا الى ابنائنا
سنكسبهم كسبا عجيبا وستجد منهم شانا يتجاوز المتوقع
ولكننا نصر على ان يقتفوا اثرنا ويمشوا على خطانا
فإن خالفونا اتهمناهم بالعقوق
مع ان القران ينهى عن اتباع الأباء بلا دليل
وتقفى اثرهم بلا برهان
وتقليدهم بلا حجة
يالعظمةهذا الدين وعقلانيته وقوة منطقه…
المهم الإستماع التعاطفى هو مهارة لها اليات وتقنيات وطرق ووسائل
يضيق عنها المقام وهو خصلة تجعلك قياديا فى عملك
واب وام يخرج كوادرمتميزة تسد خلة المجتمع
احكى لك قصة خاصة
ذهبت انا وزوجتى لشراء حاجات العيد
وتخلف محمدالمازن ابنى الأكبر لظرف لا اذكره
ففى اثناء التجوال وجدنا انا وامه شبط اعجبنى واعجبها
اعجابا شديدا.. فقالت أمه لو اشتريت معاك لمازن هذا الشبط
لأعجبه اشد الإعجاب فهو يحبك
فما كان منا وبكل فرح وسرور
فذهبنا الى مازن بالشبط فغضب مازن ورفض الشبط
وغضبت انا غضبا شديدا كيف ترفض شبطا اخترته لك
شبط جميل ورائع لا يدانيه فى الجمال شبط…
ولكننى فجاءة كما تنبثق خيوط الشمس فى جنح الليل
مخبرة عن وجود صباح جديد
انتبهت ان هذا الشبط يعجبنى انا وليس هو..
فهناك مساحة ضخمة وكونية بين انا وهو…
رغم انه ابنى فما كان منى الا ان اعتذرت له اعتذارا متوجعا وشديدا
وهذه نقطة سافرد لها ايميل
ان تعتذر لإبنك ولا تتكبر على ذلك ان كنت مخطئا…
واختم بقولة على بن ابى طالب
لا تربو اولادكم على خصالكم فانهم ولدوا لزمان غير زمانكم… او كما قال

وعسى ان اجد وقتا اخر
واسأل الله ان يجعلنا من اهل
الصدق والإخلاص والتواضع
ابو زينب
دكتور مهندس
متخصص في السلوك التنظيمي بالمنشأة الصناعية
استاذ جامعي
بجامعة الملك خالد
أبها – خميس مشيط
اعلامي تنمية بشرية وبناء قدرات

مع محبتي
سامي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.