أبابيل عمّار باشري يكتب : *من الشعب الي البرهان* .. *(صورة/ أُوَيْس القَرَنيّ )*
أبابيل
عمّار باشري يكتب :
*من الشعب الي البرهان* ..
*(صورة/ أُوَيْس القَرَنيّ )*
(*له والدة هو بها بَرّ؛لو أقسم على الله لأبرَّه؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل*) يا عُمَر .. وفعلها عُمَر (*آنت أُوَيس بن عامر القَرَني؟ (نعم) ؛ فاستغفر لي، فاستغفر له*) .. عُمَر ؛ أين تريد؟ (الكوفة أجابه)؛ ألا أكتب لك إلى عاملها؟ (*جاء رده ؛أكون في غبراء الناس أحب*) صحيح مسلم.. والحوار الشاهق كنظم الجواهر دار بين الصحابيّ عُمَر وسيد المُرسلين بحياته ويدور الزمان ولا تتحقّق المُعجزة إلا وعَُمَر خليفة للمسلمين فتكتمل الفصل الأخير من القصّة ؛ وحواره مع سيّد التابعين زُهد وورع تُقي (أُوَيْس القَرَنيّ).
* إنطلقت الرصاصة الاولي كالقدر وأجل الله لا راد له إلا هُو ؛ لم يصدّق أحد ؛ ولن يصدّق أحد ؛ كل الشعب وأنت سيدي كنت تكذّبُ حتي مخاوفك وقلقك والتقارير بين يديْك ؛ وطُموحه وشَهوته مدّ لا يعرِف الجزر وتساب هادر تزحف أمواجه تغطّي الضفاف وتُغرِق الوديان واليابسة ؛ كالنّار تأكل الهشيم ؛ ويعلو طموحه ويطغي ؛ وتكذّبه أنت والشعب لا يصدّق .الخرطوم وحدها كانت ترتجف واجفة كمحكومٌ بالإعدام التفّ الحبل حول روحه وتدّلي .. والروح كقارئ الفنجان يشمّ رائحة الموت من بعيد فتلفحها ذكريات وحنين فتندلق الدموع لتغسل ما بقِيّ من شجن ..
* كسرت مِدْوَاتها وأقلامهما ورحلت ؛ دون وداع رحلت (زرقاء اليَمامة) ولم تترك إلا شرافتِها معلّقة علي جدار غرفتها الخارجي باسطُرٍ فارغة ..
* واندلعت الحرب ..
* (النمرود) حميتي؛
* جاهلٌ بالإجماع ؛غشوم ٌ بالفطرة كارهٌ للخير والنّاس ينتقِمُ حتي من الأعراف ؛ مواظب بحزم علي مأثورات (تيموجين) وسيرته؛ فرضه وصلاته ؛ وكتب علي منفستو عهده القديم بجداريته (سعادتنا الكبري أن يتشتت عدوك ؛وتدفعه لرؤية المُدن تحولت إلى رماد؛ولمشاهدة أولئك الذين يحبونه-الشعب- غارقين في البكاء) ؛؛
* النمرود .. كان يهتف بأعلي صوته ؛ يخطب علي المنابر ؛ وبين وحوشه البريّة حوله والسِباع والكلاب الضالّة المسعورة تُسِيل لُعابه فيهجم علي كل الشعب وعيداً وويلا فلا تشمّ إلا رائحة الموت والبارود .. ماذا بعد ؟! حقّق غايته وسعادته الكُبري وأنجز وعده ؛ فأحرق المُدُن وتحوّلت الي كومة رماد ؛ وكل الشعب الذي يحب وطنه ترابه تاريخه وذكرياته أحلامه أزقته ؛ قاعات الدرس الكُتب الفصول ؛والمصانع المراعي الحقول ؛والأغنيات القصائد الألحان ؛والمآذن الخلاوي القرآن ؛ رآهم غارقين في الدّم والدموع ووسط الرماد ؛ الأطفال ذبحهم جنده وقدموهم قرابين بين يدي (تيموجين) ؛ الجثث والحُطام والجماجم بني منها هيكل مُلكه واحلامه النجسات والنحِسات الفواجر .. وخاطب جمهوره بنشوة الانتصار .. أمامه كانت تجلس بعُهر ونزق (قبيلة قحط) جلسوا أرازلهم عارman، وسلك وسفارات ومريسة ومنقة ومريومة وثمانيني خرِف ؛وقوّاد خنيث يجلس جوار النمرود هو ذاته (حمدوك) تيس مسرّة خسارة ومضرّة(ساقوه للعُشار رِضع المِعزَة)..
* عاشت الخرطوم الفاتنة الوامِق زماناً في أثواب الحُزن والفاقة والفقد والفراق ؛ لكنّها لم تحني جبينها ؛ وجلس الشعب السوداني لامتحان الحرب والقتال يستدعي نضالاته وجهاده وسيرة السابقين ..
* (الجيش-البرهان)..
* وجدتها ..
* قال الجميع بصوت ٍ واحد هادر ؛ إنها كلمة السر ونداء الروح والرجاء والغَوث ..
* وهتف حينها الشعب..
* جيش ٌواحد ..شعبٌ واحد ..
* ليست قصيدة ولا لحن ؛ لوحةٌ هِيْ مجسّم أم جداريّة ؟! لا .. شعارٌ نشيد ام مدحة ؟! كلّا ؛ لهفة عاشق ؛ جذب صوفي ؛ استغراق عالم ؛ فوضي تفاصيل علي مسامٍ مجروح ؛ عبث مخمور ٌسرقته الغفله ؛ صرخة مولود بارض المعذبين ؟! .. كانت كل ذلك (جيش واحد شعب واحد ) ؛ اصدق نداء هبط به الوحي علي بلاد السُمر وارض السود رحمة من الله وفرج وفرح ؛ سحائب اليقين ودعاش التوكل ..
* جيش واحد .. شعب واحد
* صناعة سودانية خاصة عالية الجودة من طحين الذرة والقمح ومستخلص السمسم والصمغ وعصير الليمون والبرتقال وبنكهة الماجو ولون الذهب ودفق النيل .. هو نداء الروح وبوح الدواخل وقوة الايمان وصلابة التماسك المسكوب في جسد وروح ؛ جسد تملأ أوردته وشرايينه حرارة الكرامة والكبرياء؛ وروح شكّلتها قوميات وشعوب وسحنات بجهاته الاربعة فنبت علي العظم تضاريسها وطقوسها ؛ في تنوّع وتناغم فريد ؛ لجهات مختلفه والسُن شتّي هتفت بصوت واحد ؛ جيش واخد شعب واحد خلف القائد ؛ وكان القائد (البرهان) وجيش الشعب (المدَد وإجابة الدعاء) ..
* *الجنرال البرهان* ..
* *الجيش وهيئة أركانه* ..
* الشرطة وجهاز المخابرات ..
* القوات المشتركة والمستنفرين..
* أفواج المجاهدين والمقاومة الشعبية..
* جاءوا من كل فج يزحفون ..
* وطالعوا علي اللوح الذي تركته (اليمامة) علي حائط الوطن علي أسواره المهدّمة ؛؛ وقد سبقهم الشعب كل الشعب وكتب عليه بدمه ومحنته ؛ كتب وصيّته الموجزة غضباً وثأرا وقصاص .
(هامش) ؛
وأَبصر من -زرقاء جو- لأنني
إذا نظرت عيناي ساواهما
(نص) :
* *لا تُصالِح .. لا تُسالِم*.
* *لا تسالم .. لا تساوم*..
لا تصالحْ .. ولو منحوك الذهب �أترى حين أفقأ عينيك �ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟! هي أشياء لا تشترى ؛!
هل يصير دمي بين عينيك ماء؟ �أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء�تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ �إنها الحربُ !!
لا تصالح على الدم حتى بدم
لا تصالح ولو قيل رأس برأس
أكل الرؤوس سواء؟
وختمها الشعب لقائده وفارسه ورمزه :
لا تصالح ..ولو وقفت ضد سيفك
كل الشيوخ �والرجال التي ملأتها الشروخ �هؤلاء الذين تدلت عمائمهم
فوق أعينهم �وسيوفهم العربية
قد نسيت سنوات الشموخ �لا تصالح ..�فليس سوى أن تريد �أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد ..
(امل دنقل).
(ويتبع أن مدّ الله في الآجال)