موسى داؤود يكتب : *الفاشر.. أسطورة الصمود وكبرياء التاريخ!*
موسى داؤود يكتب :
*الفاشر.. أسطورة الصمود وكبرياء التاريخ!*
في ملحمةٍ بطولية جديدة، سطَّرت الفاشر يوم أمس صفحةً من المجد، إذ تعرَّضت لهجومٍ هو الرقم 180 منذ بدء العدوان، بآلاف المرتزقة المستجلبين من الخارج، ومئات المتحركات والطائرات المسيّرة المتطورة. ورغم ذلك، وقفت الفاشر شامخة، كالجبل الراسخ في وجه العواصف، فهُزم الغزاة، وتبدّدت أحلامهم، وسقطوا بين قتيلٍ وطريد، يجرّون أذيال الخيبة والخذلان!
أبطال الفاشر كتبوا فصولًا جديدةً في سجل السودان الناصع، ولقّنوا العالم درسًا في الصمود تهتزّ له جدران التاريخ. أمام رقعةٍ صغيرةٍ محاصرة، وقفوا بثباتٍ يُدهش الأقمار الصناعية التي ترصد، والمنظمات التي تراقب، بينما يصمت العالم عن بطولاتهم، فلا يجد الغزاة وأعوانهم تفسيرًا لهذا الإيمان المتجذّر الذي يتجاوز كل العتاد والعدة!
هذه ليست معركةً عادية، بل أسطورةٌ تروى للأجيال القادمة، فالفاشر كانت وما زالت معقل الكبرياء منذ عهد السلطان علي دينار، وظلت عبر التاريخ تقدم دروسًا في البطولة، كما فعلت عام 1952م حينما أحرق أبطالها علم المستعمر البريطاني، بحثًا عن الحرية والانعتاق من الاستعمار. واليوم، يعود التاريخ ليشهد ملحمةً أخرى، حيث اجتمع أهل الفاشر، شيبًا وشبابًا، رجالًا ونساءً، للدفاع عن أرضهم، فكانت المرأة السودانية مثالًا للبسالة، تقاتل جنبًا إلى جنب مع الرجال، تحمل السلاح، تقدّم العون، وتسند الصفوف بكل فخرٍ وشجاعة.
رغم تكالب قوى الظلم والفساد، واتخاذهم دارفور بوابةً لتدمير السودان، ظلّ إنسان الفاشر سدًّا منيعًا، يُحطّم أحلام الغزاة، ويثبت للعالم أن الوطن لا يُباع، وأن الكبرياء لا يُكسر، وأن أرض السلطان ستظلُّ عصيّة على الطغاة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
الأستاذ موسى داؤد مساعد الرئيس الناطق الرسمي باسم حركة تحرير السودان المجلس القيادي
بورتسودان الخميس 30 يناير 2025م