منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

زاوية خاصة نايلة علي محمد الخليفة تكتب : *أصعب إحساس (مابين الأسر الفقدان .. حكاية طفلة)*

0

زاوية خاصة
نايلة علي محمد الخليفة تكتب :

*أصعب إحساس (مابين الأسر الفقدان .. حكاية طفلة)*


الحرب الذي فرضتها مليشيا الدعم السريع المتمرد الإرهابية على البلاد وخلفها دويلة الإمارات العربية المتحدة وبدعم كامل من قوى الخيانة المدنية السودانية الجناح السياسي للمليشيا تقدم أفقدت السودان كثير من موارده البشرية والطبيعية هذه الحرب افرزت واقع مُر لا يمكن تجاوزه في الحاضر أو المستقبل القريب.

الآف الشهداء من المواطنين والجنود إرتوت بدمائهم الطاهرة أرض السودان البكر مئآت الأسرى والمفقودين الذين تتعلق أفئدة أسرهم بين الأمل والرجاء بين الترقب والانتظار بين الفرح والأحزان عشرات الجرحى والمصابين ممن ستكون إصاباتهم شاهداً على تضحياتهم في سبيل أن ينعم السودان بغد أفضل خالٍ من التمرد كل ما سبق قصص ومرويات تأتلف وتختلف مشاعر أولياء الدم حولها بين روح الإنتقام والمعاملة بالمثل وبين من يقدم العفو والصفح املاً في ثواب الآخرة .

من أشد المواقف إيلاماً وأصعب الأحاسيس أن تقف قلوب أسر الأسرى والمفقودين على الحواف وهي تنقبض لحظة تحرير المنطقة x والقرية z وهي تتعشم في وجود عزيز لها بين قائمة الأسرى والمفقودين في المدينة المحررة أو أن ينتقل العشم إلى رحلة البحث في منطقة أخرى أو أن تأتي إشارة الاستشهاد فتنهي شعرة معاوية التي يتعلقون بها.

مع الأخبار الأولى لتحرير مدينة ام روابة هاتفتني طفلة احد الضباط المفقودين في كمين متحرك الصياد الأول تستفسر عن صِدقية أخبار تحرير ام روابة فأكدت لها الخبر وقبل أن أكمل حديثي معها قاطعتني طيب سريع اتصلي لناس الصياد انا دايرة اسمع صوت بابا أنا مشتاقة لبابا صحيح بابا موجود في أم روابة ماتسفهيني رد علي ، مشاعر مختلطة إنتابتني في تلك اللحظة فأستجمعت قواي وقلت لها ياعزيزتي الجيش دخل مع ساعات الصباح الأولى ولازال في مرحلة تعزيز وجوده داخل المدينة ووضع الإرتكازات لتأمين موقفه ومن ثم سيبدأ مرحلة التمشيط داخل المنازل والمؤسسات فالننتظر حتى متبقى اليوم او الغد لنرى ماذا هناك ولكن فليكن في خلدك كل السيناريوهات ربما أباك أسير وربما في منطقة خارج ام روابة ولا نستبعد أن يكون شهيداً فكل الإحتمالات واردة فقطعت المحادث وهي تجهش بالبكاء، قطعاً قصة هذه الطفلة لن تكون الوحيدة بل هناك أُلوف القصص المماثلة واخف وطأة منها جنود بالإلاف لم يعودوا لأسرهم منذ بداية الحرب فهم يرابطون في مناطق العمليات وبعد كل هذه التضحيات الجسام هناك من يستنكر وجود الجيش ويردد هو الجيش وينو فلو كنت في مقام القضاء لحكمت على هؤلاء بالإعدم أسوة بجنود المليشيا والمتعاونين.

الآثار النفسية لهذه الحرب لن تنتهي بإنتهائها فمليشيا الجنجويد الإرهابية أشعلت نار الغبن في نفوس أجيال كاملة بما ارتكبته من فظائع وجرائم تخالف الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية فهل لطفل فقد أباه أن يسامح فهل لأم فقدت فلذة كبدها أن تنسى وهل لزوج فقدت زوجها أن تقول عفى الله عما سلف وهل لأسر فقدت العشرات من أبنائها رجالا ونساء شيبا وشباباً في مجازر جماعية متعمدة أن تغفر لمجرم ، مرتزقة آل دقلو باطماعهم السلطوية حكموا على أنفسهم بالإعدام ولن يكن لهم مستقبل حتى في الوجود على أرض السودان وأخشى أن يلقى نفس المصير من إنساقوا خلفهم بلا روية …لنا عودة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.