وقل اعملوا د. عبدالله جماع يكتب : *ولكم في الجولاني عبرة !!*
وقل اعملوا
د. عبدالله جماع يكتب :
*ولكم في الجولاني عبرة !!*
ان معطيات العلائق السياسية بين دول العالم ومجرياتها غير ثابتة ، ولن تكون كذلك مطلقا. فما هو محرم اليوم ، فأنه سيكون مباحا غدا. وصديق اليوم، فهو احتمال سيكون عدو الغد ، والعكس صحيح. وخير دليل علي ذلك . الحربان العالميتان الاولي والثانية. وما تمخض عنهما من قتل ودمار تجاوز مئات الملايين من البشر. ثم بعد ذلك كله عادت العلاقات بين تلك الدول الاعداء المتناحرة والمتقاتلة الي صفاء وود و بناء لعلاقات سياسية حميمة. ثم لا زالت في الذاكرة الحرب الباردة ومشتقاتها من حرب النجوم واخواتها ثم سطوة وجبروت القطبيين العملاقين المتمثلين في المعسكر الشرقي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي والغربي الليبرالي بقيادة امريكا. وما بينهما مما صنع الحداد . عليه قل ان توجد دولة واحدة في هذا العالم ماضيها كحاضرها في علاقاتها مع غيرها من الدول. مما يؤكد ان هذه العلاقات متغيرة. بتغير الانظمة والمصالح المشتركة، والثوابت التي تقوم عليها سياسة اي دولة كانت او ما يطرأ من مستجدات او رؤي مستحدثة لم تكن موجودة من ذي قبل. كمفهوم التطرف الا سلامي وليس ( الديني) . مع العلم ان التطرف المسيحي والذي نتجت عنه الحروب الصليبية في القرون الماضية في محاولة فاشلة لاجتثاث شأفة الاسلام من حياة البشر. مما يعتبر هو ميلاد و بداية التطرف الديني البغيض في العالم. ومع ذلك عمد الغرب الي تناسي ذلك الارهاب والتطرف الذي صنعته ايديهم الملطخة بدماء المسلمين. ولكن بعد كل تلك الماَسي والدماء المسلمة التي اريقت بايديهم . لجأ الغرب بالصاق تهم الارهاب والتطرف للمسلمين . فقسم الاسلام الي معتدل ومتطرف ، فالمعتدل عندهم هو الذي يلزم مسجده ويؤدي صلاته و فروضه ولا شأن له بأي من متطلبات الحياة الشاملة الاخري من اقتصاد وسياسة وعلوم وتكنولوجيا وسائر المعاملات الاخري التي فرضت عليه كالشعائر التعبدية الاخري من صلاة وزكاة وحج..الخ. وبناءً علي هذا التصنيف الغربي المتطرف، يعتبر كل مسلم يأخذ الاسلام بكلياته التعبدية والشعائرية والمعاملاتية فهو متطرف وارهابي يجب محاربته واجتثاثه اينما وجد. واصبح هذا المفهوم هو العنوان الذي تنعقد علي اثره العلائق بين دول الغرب والدول الاسلامية. فايما دولة اسلامية بها نشاط للاسلام الحركي الشامل كما امر به ربنا سبحانه وتعالي.تعتبر دولة مغضوبا عليها من الغرب، ويضيق عليها في رزقها وامنها وامان شعوبها. ولن يفتح لها باب العلاقات معها الا حينما تعلن الحرب علي كل من يدعي بان له برنامجا اسلاميا يشمل كل مناحي الحياة لا اسلام الخمول والخنوع المصطنع الذي ليس هو بالاسلام الحق الذي ينبغي ان يتبع ويسود. ونتج عن هذا الترهيب الغربي الماحق لجلجة وارتجاف لكثير من الدول الاسلامية مع تحاشيها الاعتراف او قبول اي نشاط لاي جماعة او مجموعة تمارس نشاطا اسلاميا شاملا لكل مناحي الحياة و بغض النظر كل شئ اخر . حتي لو جاء بأرادة الشعوب وانتخابها الحر فهو مذموم وملعون اتباعه لديهم. ولذا صار حكام المسلمين لكي يكسبوا ود الغرب ومحبته ابتداع الخطابات المضللة والكذوبة وهو ما يعرف بالخطاب الداخلي واخر خارجي للعالم الغربي مشحون بكافة العبارات والمفردات التي تتبرأ من اي نشاط اي جماعة ذات برنامج او توجه اسلامي مهما كان شكله ونوعه بغية عدم اغضاب الغرب للظفر بوده ومحبته واقامة علاقات سياسية معه. ولكن بعد تجربة افغانستان وثبوبتها علي مبادئها لم يعد الترهيب الغربي ذا مفعول او فاعلية لدي اصحاب المبادئ والصمود . وتتويجا لانتصار المبادئ والقيم والصمود عليها هو انقلاب الغرب برمته وابتلاع كافة تهديداته التي كان يخيف بها الدول الاسلامية هو ما اقدم عليه الان و تسامحه مع ما كان يصنفه وجماعته من اخطر ارهابي العالم وفي سبيل القضاء عليه ومن يرشد عليه رصدت عشرات الملايين من الدولارات حافزا لمن يرشد او يدل علي ( الجولاني) الارهابي الداعشي سابقا و( احمد الشرع الرئيس السوري المعتدل الان) . ياسبحان الله ومغير الاحوال. فها هي دول الغرب جميعها بعد كل ذلك العداء والكراهية تصطف اليوم لمصافحته وكسب وده واقامة علاقات مع سوريا الجولاني اقصد احمد الشرع. فالمبادئ والصمود لن تهزم ابدا ودونكم هذا هو الجولاني قاتل من اجل مبادئه الاسلامية وصالح عليها . وارسي عبرة لكل دولة اسلامية تري ان مجاراة الباطل والانحناء للغرب هو اقرب الطرق للسلامة وكسب ودها . وانما الصمود والثبات علي المبادئ هو انجعها واقربها مهما كلف من اثمان ووقت .وهاهو الجولاني قد اثبت ذلك مما يدعو مجالا للشك او الانكسار والانكفاء تجاه الاقوياء فالقوة لله وحده. فهل من معتبر يا ايتها الدول الاسلامية اصحاب ( الخطابين الداخلي والخارجي) فأصمدوا علي مبادئكم موتوا عليها كما فعلها ( الجولاني ) والموت يومه واحد..( فما مات خواف ولكن مات متردد)..
01125315079
Jamma1900@hotmail.com