منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي
آخر الأخبار
السفير.د.معاوية التوم يكتب : *الإمارات وحرب المسيّرات في العدوان على السودان:الأبعاد السياسية والإس... *وزير التربية يلتقي مدير اليونسكو بالسودان* *الاحد المقبل بداية استخراج الشهادة الشهادة الثانوية لدفعة 2023 المؤجلة* *بدعم من برنامج الغذاء العالمي عبر كلنا قيم مفوضية العون الانساني بولاية سنار تدشن ١٠٠٠٠ سله غذائية ... *تنسيقا مع منظمة اليونسيف مجلس رعاية الطفولة ينظم دورة تدريب المدربين في الحماية من الاستغلال والانت... *بدعم من برنامج الغذاء العالمي عبر منظمة كلنا قيم مفوضية العون الانساني بولاية سنار تدشن ٨٠٠٠ سله غذ... *مئات السودانيين يتظاهرون امام مقر الاتحاد.الاوروبي* بروكسل محمد نور عودو السفير.د.معاوية التوم *مقترحات للمئة ١٠٠ يوم الاولى لرئيس الوزراء الجديد د كامل ادريس !؟* *مدير الدفاع المدني بنهر النيل : تدخلاتنا لاتقتصر على فصل الخريف واداء الادارة العامة في مواجهة أعما... د /اميرة كمال مصطفى ️ *الخرطوم تنهض من الركام.. وتغسل وجهها من غبار التمرد*

*بقلم الأستاذ/ خالد مصطفى ادم عثمان* *وكانوا فيه من الزاهدين*                    *(٣/٣)*

علم السودان
0

*بقلم الأستاذ/ خالد مصطفى ادم عثمان*

*وكانوا فيه من الزاهدين*

*(٣/٣)*

علم السودان
علم السودان

تسعة وستون عاما تمر من عمر استقلال البلاد وليس هناك أي تطور تشهده البلاد وأصبح الوطن كال(hag) غير جاذب لابنائه أو غيرهم.. بعد أن كان من أكثر الاقطار الافريقية توقعا لقيادة أفريقيا والعالم العربي.. بسبب تشاكسات العقلية السياسية السودانية التي لا تنظر إلا في إطار تحالفاتها المصلحية وحتى ممارسة السياسة في النادي السوداني عبارة عن (polemics) مغالطات وتخوين وتشكيك للآخر. هذا فضلا عن تفشي داء ال (factionlism) الانشقاقات والتكتلات بين القوى السياسية والحسد والكيد السياسي مما أخر من ممارسة الديمقراطية الراسخة.

أولى خطوات إصلاح العمل السياسي داخل الأحزاب نرى أن جميع الأحزاب تحتاج الى مراجعات وتحديث في البرامج وأن تمارس الديمقراطية اولا داخل الأحزاب وبعدها ممارسة السياسة في إطار منظور اخلاقي قيمي بحت لنؤسس أحزاب راشدة تعي دورها القيادي والطليعي والاعتراف بأخطاء الماضي.

وعلينا جميعا أن نؤمن بان ( policy is never ending process وعلى الأحزاب البعد عن خطاب الكراهية لأنها من أخطر الاسلحة التي تضر بتماسك ووحدة المجتمع.

ولا ننسى بأن ما حدث في رواندا وجنوب افريقيا قد بدأ بخطاب الكراهية سواء بالإعلام الرسمي او عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يكفي ان نتعظ فقط بما حدث في رواندا في العام ١٩٩٤م من مجازر ومذابح بين قبيلتي الهوتو والتوتسي والتي راح ضحيتها أكثر من ثمانمائة الف شخص نتيجة للتحريض (Incite) وانتشار خطاب الكراهية في الأوساط الرواندية.

يجب تفعيل آليات الدولة القانونية لتجريم ما يكتب في الفضاء السوداني من غير رقيب او حسيب والعمل على زيادة الوعي للمواطن بثقافة الأمن السبراني ومهام نيابة المعلوماتية وإدانة كل الجرائم التي ارتكبت قبل وبعد الحرب بحق الوطن والمواطن ويجب أن تتم المساءلة والمحاسبة فيها ولا مجال للتنصل للجناة من تحمل المسؤولية وعدم الافلات من العقاب وذلك بحسب مبدأ (ياماشيتا) المتعلق بمسؤولية الأمر وتنفيذ أوامر القيادة وهذه الجرائم والانتهاكات بالطبع مدانة وغير مقبولة ويحاسب عليها القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان.

وأيضا من آليات علاج الأزمة السودانية الاهتمام بأمر التعليم بجميع مراحله لأن أنظمة التعليم والمناهج الحالية تعتبر ضعيفة المخرجات والمردود التعليمي لا يواكب التطور والانفجار المعرفي الهائل من حولنا وبقية أنحاء العالم والذي بدوره أدى إلى تكلس الفكر والابداع والتقدم.

ونرى أيضا أن من أسباب علاج الأزمة السودانية وتراكماتها التاريخية وحتى يستعيد السودان توازنه واقتصاده كدولة ذات سيادة لابد من إجراء عملية (ablation) عاجلة على جسد الوطن بمشاركة الجميع عبر الحوار السوداني السوداني الجامع وصولا لتسوية سياسية واجتماعية لتحقيق أكبر قدر من الوفاق والتعافي الوطني لأننا لا يمكننا فصل التاريخ السياسي عن الاجتماعي في السودان بمعنى أن القضية هي قضية الوطن اجمع. ولكي نصنع سودان جديد يخلو من الفقر والتهميش وتسود فيه العدالة والتنمية الاجتماعية المتوازنة ولا يتحقق ذلك الا بترك التفكير العاطفي والرغائبي ونتجه إلى ما تمليه علينا ضمائرنا بالفطرة الانسانية السليمة. والبعد عن الطمع (الشيلوكي) اي ان لا نكون كشايلوك في رواية تاجر البندقية لشكسبير الذي جسد قمة الطمع والشره وحب الذات والتملك والاستحواذ..

لأن اي إقصاء جديد لأي من المكونات أو عزل سياسي فإن ذلك يعني تحالف (بندقية) جديد.

ونرى أن تتمة محاسبة الكيانات والأحزاب السياسية وتراجع الاخطاء المرتكبة من قبل منسوبيها وتتم المحاسبة لأعضائها الذين ارتكبوا تلك الاخطاء والجرائم بحكم مناصبهم السابقة ومسؤوليتهم وألا تشمل المحاسبة كل التنظيم لأن الحق الذي أعطاك بأن تنتمي إلى (X) من التنظيمات هو نفس الحق الذي أعطى الحق إلى الآخر لكي ينتمي الى (X) اخر من التنظيمات.

واذا كان الاسلاميون او غيرهم ممن مارس الحكم عليهم عمل مراجعات وتحليل للتجربة في الحكم ونقول للبروف غندور تابعنا بعض مراجعاتك وآراءك السياسية وتلك خطوة في اتجاه الاصلاح ولكن نقول له: (لمن تعزف مزاميرك يا بروف غندور؟!!) ولأن الحاضر لا ينبني الا بالماضي، فعلى كل من أخطأ في حق الوطن والمواطن علينا جميعا بالقبول بتفعيل مبدأ العدالة الانتقالية والترميمية والتصالحية والجنائية، وكثيرا ما طالبنا بإقامة دولة العدالة ودولة القانون لكي لا يصير (الإنسان هو ذئب الإنسان).. كما قال هوبز.. ولضمان وصول أكبر قدر من المجتمعات الضعيفة والضحايا وأسرهم للعدالة والانصاف.

وحتى الاسلاميين هنالك من شاركهم من القوى السياسية والحزبية في الحكم عبر الجهازين التشريعي والتنفيذي وخاصة بعد نيفاشا وهنالك من ترشح في الانتخابات الرئاسية والمجالس التشريعية وهنالك من كان حاضرا تفعيل قانون الأمن الوطني للعام ٢٠١٠ داخل المجلس التشريعي ولم يعترض على ذلك وهنالك من كان يخطط لانتخابات ٢٠٢٠م لولا قيام الثورة في العام ٢٠١٨م التي قطعت لهم الطريق..

ومن خطوات الإصلاح الاعتراف بالاخر والعمل الجاد في إدارة ما تبقى من تنوع السودان الفريد لأننا فشلنا في إدارة هذا التنوع (DIVERSITY) ولكي لا يذهب الوطن من سجل التاريخ واوساط الشعوب علينا الوصول للتوافق والاستقرار السياسي والاجتماعي.

والان بفعل الحرب والتدخلات الخارجية والعمل بسياسة المحاور نجد أن البلاد مهددة بمزيد من التقسيم ولا ننسى المشروع الذي أقره الكونجرس الامريكي في العام ١٩٨٣م او ما عرف بمخطط (برنارد لويس) الباحث في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي للشرق الاوسط لتقسيم الدول والذي يشمل ثمانية وعشرون دولة عربية تقسم إلى دويلات تتحارب فيما بينها وبالتالي يسهل الانقضاض والهيمنة عليها وكان أول ضحايا هذا المخطط السودان وتم بانفصال الجنوب الحبيب ولا زال الخطر ماثلا ومتربصا لذا وجب الحذر وعلى القوى السياسية مراجعة مواقفها وهي تشاهد وتراقب ما تقوم به الدول الأخرى بالتدخل السافر وهي تقف هذا الموقف المهزوز والخجول دون إدانة لهذه الدول بتدخلها ودعم وتأجيج حرب البلاد وهذا يعتبر من أولى مهام الأحزاب الوطنية.

وبعد هذا الدمار الناتج من هذه الحرب اللعينة ما أحوجنا إلى مشروع (مارشال سوداني) متكامل لبناء السودان الجديد وصناعة الغد الجميل والذي يجب أن يكون مشروع كل سوداني وسودانية..

وبعد كل هذه العذابات نتفاءل بوحدة البلاد ونمائها وازدهارها وتقدمها لأن حربنا الدائرة الآن لا تخلو من توقعات لمسارات حروب الجيل الرابع الذي هو إحدى بنات افكار ال(New World Worder) أي النظام العالمي الجديد والعولمة لذا نحن الآن في أحوج ما نكون إلى خطاب وطني وحدوي يغير حركة التاريخ وصيرورة موجهات الدولة.

وما وصلت اليه بلادنا اليوم كان بسبب ما كسبت ايدينا كنخب سودانية مدنية وعسكرية ولم نتفق واذا اتفقنا نتفق لنختلف دون استثناء لاحد والجميع شركاء فيما حدث لهذا الوطن الغالي وكانوا فيه من الزاهدين وشروه بثمن بخس.. دراهم معدودة لا تناسب حجم وقيمة الوطن العظيم.

واخيرا.. الاولوية الان لوقف الحرب وبدء عملية مشاورات تضم كل القوميات السودانية لأن لا تقدم وحدها ولا الكتلة الوطنية ولا الاسلاميون ولا حتى بقية القوى السياسية الأخرى.. جميعهم لا يملكون الالية المثلى ومفتاح حل الأزمة.. وذلك يؤكد على جماعية الحل وتقول الحكمة: (لإنقاذ رجل غريق لا يكفي ان تمد اليه يدك.. فمن الضروري ايضا أن يمد يده إليك لكي تتكامل عملية الإنقاذ).. لكي لا نكون *(كشملة بنت كنيش ثلاثية وقدها رباعي)*.. لأننا لا زلنا نعيش صراعات الهوية بين العروبة والزنوجة وجدليات الهامش والمركز ونرى أحد ممسكات حل الأزمة يجب أن نقبل بعضنا البعض في إطار (Sudanism) او السودانوية فقط ودعونا نعود مع الشاعر والأديب محمد عبدالحي إلى سنار ونعود جميعا إلى حضن الوطن الكبير:

*سأعود اليوم يا سنار حيث الرمز خيط*

*من بريق اسود بين الصدى والصوت*

*افتحوا للعائد أبواب المدينة*

*أبدوي أنت؟ لا*

*أمن بلاد الزنج أنت؟ لا*

*بل انا منكم تائه عاد يغني بلسان ويصلي بلسان*

فلنعتمد هذا التنوع في إطار القومية النبيلة ونعتد ونشارك ثقافة بعضنا البعض ونحترم أديان ومعتقدات بعضنا البعض..

هذا هو السودان.. أو ما يجب أن يكون

من أجل الوطن والمواطن

 

*بالطبع سنلتقي في مقالات قادمة بإذن الله*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.