منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

إعداد: إيناس فتح الرحمن : *تدمير معامل ومحالج القطن في السودان: ضربة قاسية لاقتصاد البلاد ومصير مجهول للقطاع*

0

إعداد: إيناس فتح الرحمن :

*تدمير معامل ومحالج القطن في السودان: ضربة قاسية لاقتصاد البلاد ومصير مجهول للقطاع*

قطاع القطن في السودان تحت النار: خسائر فادحة وتداعيات خطيرة

يواجه قطاع القطن في السودان أزمة غير مسبوقة بعد تعرض معامل الأبحاث والمحالج في ولاية الجزيرة لتدمير ممنهج جراء الحرب الدائرة في البلاد، مما يهدد مستقبل أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية. فقد أدى الدمار الواسع للبنية التحتية الزراعية، بما في ذلك المرافق البحثية، إلى خسائر مادية تتجاوز مليون دولار، إلى جانب فقدان بيانات وأجهزة بحثية لا تُقدر بثمن.
يُعد معمل بحوث الشعرة واللزوجة من أهم المراكز البحثية المعتمدة عالميًا لتحليل جودة الألياف وتطوير الأصناف المحسنة. ومع فقدانه، أصبح الباحثون عاجزين عن إجراء الدراسات الأساسية المتعلقة بتربية القطن وانتخاب أفضل الأصناف. كما أن تدمير المحالج أثر بشكل مباشر على عمليات الإنتاج والتصدير، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ القطاع وإعادة تأهيل بنيته
*حجم الخسائر*
كشف البروفيسور عبد الرحمن عبد اللطيف عن تعرض خمسة معامل متخصصة في أبحاث الشعرة للتدمير، مما أدى إلى خسائر تتجاوز مليون دولار، بجانب فقدان بيانات ومعدات لا تُقدر بثمن. وشملت الخسائر:
معمل البحوث: 600 ألف دولار.
معمل السوريين – مارنجان: 200 ألف دولار.
معمل السوريين – ود بلّال: 300 ألف دولار.
معمل سور: 300 ألف دولار.
محالج مارنجان وود بلّال: 60 مليون دولار.
إلى جانب فقدان كميات كبيرة من القطن المُعدّ للتصدير، مما زاد من حجم الكارثة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن معمل البحوث في ود مدني يُعدّ الأكثر تضررًا، إذ يحتوي على بيانات ومعدات بحثية أساسية، منها أجهزة العسلة التي تُستخدم في تحليل جودة الألياف، والتي تبلغ قيمتها نحو 100 ألف دولار، بالإضافة إلى فقدان مخزون ورق الألمنيوم وقطع الغيار.
*حصر المحالج التي تعرضت للتدمير بولاية الجزيرة*
لقد قمنا بجولة كبيرة والرجوع للعدد كبير من المصادر للحصول علي هذه الإفادات التي توضح حجم الخسائر في جميع ولاية الجزيرة.
*مجمعات حكومية:*
محالج مشروع الجزيره في بركات والحصاحيصا والباقير .
*محالج خاصة مملوكة لافراد:*
مجمع عوض الخضر
شركه القطن للاستثمار
المحلج الهندي
محلج علم الدين
محلج القطن الابيض
المحلج الصيني
محلج عمر موز
محلج جمال الخير
محلج الجزيره
محلج السورين جنوب مدني
محلج الشكابه
محلج السوري ودبلال
محلج ابوعشر
مجمع الرفاعي بالكاملين.
*حالة استثنائية وسط الدمار*
في المقابل، أفاد مصدر موثوق بأن محلج ومعمل الشركة الأفريقية بمارنجان لم يتعرض لأي تلف، بل لا يزال القطن الخام الموجود فيه سليمًا تمامًا، في حالة تُعد شاذة مقارنة ببقية المحالج والمعامل التي تعرضت للتدمير الكامل.
*أثر التدمير على أبحاث القطن في السودان*
أوضح البروفيسور سيف الدين دوكه، منسق برامج بحوث القطن في السودان، أن معمل بحوث الشعرة واللزوجة في البحوث الزراعية بمدني يُعد المعمل المركزي والمرجعي لتحليل خصائص القطن، مثل:
طول الألياف وقوتها وانتظامها.
نعومة ونضج الشعرة.
لزوجة الألياف ونسبة التراش.
وأكد أن تدمير هذا المعمل سيؤدي إلى شلل في أبحاث القطن، إذ يعتمد عليه الباحثون في برامج التربية والانتخاب، كما أنه يقدم نتائج معتمدة عالميًا، مما يجعل فقدانه بمثابة سير الباحثين في الظلام.
*تدمير ممنهج لمحالج القطن*
من جهته، كشف السيد فتح الرحمن الماحي، رئيس منظمة القطن للتنمية والتعمير، عن تعرض جميع المحالج لعمليات تخريب ممنهجة، طالت البنية التحتية، بما في ذلك الأسقف، وشبكات الكهرباء، والكابلات، والمحركات، مما أدى إلى توقفها التام.
*مناشدة لإنقاذ القطاع*
في ظل هذه الأوضاع الكارثية، ناشد الماحي جميع الجهات ذات الصلة للتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة تأهيل المعامل والمحالج للحفاظ على قطاع القطن، الذي يُعد أحد أهم ركائز الاقتصاد السوداني.
وأخيرًا…
يُعد تدمير معامل أبحاث القطن والمحالج في السودان ضربة قاسية لقطاع استراتيجي يشكل ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. فمع فقدان البنية التحتية البحثية، ستتأثر أبحاث تطوير القطن بشكل بالغ، مما قد يؤدي إلى تراجع جودة الإنتاج وانخفاض القدرة التنافسية في الأسواق العالمية. كما أن الدمار الذي طال المحالج أدى إلى توقف عمليات الحلج والتصدير، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية.
في ظل هذه الأوضاع، يواجه القطاع تحديات كبرى تتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات الحكومية والمنظمات ذات الصلة لإعادة تأهيل المعامل والمحالج، وضمان استعادة الدور الحيوي لهذه المؤسسات في دعم الاقتصاد السوداني.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيتم تعويض المتضررين من المستثمرين والمحالج الخاصة التي تعرضت للتدمير؟

البنية التحتيةالقطن تدمير خسائر فادحة في السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.