د. إسماعيل الحكيم يكتب: *عادل حسن الوزير الزاهد الذي ودّع الدنيا في محراب الطاعة …*
د. إسماعيل الحكيم يكتب:
*عادل حسن الوزير الزاهد الذي ودّع الدنيا في محراب الطاعة …*
لم يشأ الله أن التقيه الا قليلاً .. وكأنني أعرفه وكأنه يعرفني ..رحل عنا جسدًا، وبقي في القلوب أثره، وفي الأرواح طيفه، وفي الذاكرة سيرته العطرة. كيف لا، وهو الذي كان لأسْمِه نصيبٌ، فكان عادلًا في قوله وفعله، وحسنًا في خلقه وسيرته، لم تُغره المناصب، ولم يَفتنه بريقها، بل ظل كما كان، رجلًا بين الناس، قريبًا من الله، معلقًا قلبه بالمساجد، متبتلًا بين يديه في آناء الليل وأطراف النهار.
كان رحمه الله صوّامًا قوّامًا، زاهدًا في الدنيا رغم أنها طُرحت بين يديه، متواضعًا مع الناس رغم أنه كان في مقامٍ يرفعه فوقهم، لكنه لم يكن يرى لنفسه فضلًا إلا بالقرب من الله، ولم يكن يرى في منصبه متاعًا إلا بما يؤديه من خيرٍ للناس. لم تغره الألقاب، ولم تَطْغَ عليه السلطة، بل عاش كبيرًا بتواضعه، عظيمًا بزُهده، راسخًا بإيمانه.
ولعلّ الله ختم له بخيرٍ إذ اختاره إليه يوم الجمعة، وفي صلاة الصبح، وهو صائم! أي كرامة هذه؟ وأي حسن خاتمة؟! من عاش على الطاعة، يُبعث على الطاعة، ومن كان قلبه معلقًا بالمساجد، فلا غرو أن تكون روحه أسبق ما تكون إلى الرحمن في بيت من بيوته.
يا عادل، نم قرير العين، فقد رحلت عن دنيانا وأنت في طاعة، وتركت وراءك سيرة تقتدي بها الأجيال. سنذكرك كلما ذكرنا العدل، وسنفتقدك كلما مررنا بمحرابٍ كنت فيه راكعًا، أو مسجدٍ كنت فيه خاشعًا. عزاؤنا أنك عند من لا تضيع عنده الودائع، وأملنا أن نلقاك حيث اللقاء الأبدي، في مستقر رحمته، وفي جوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
رحمك الله وغفر لك، وأسكنك الفردوس الأعلى، وجمعنا بك على حوض المصطفى، غير مبدلين ولا مغيرين. واحسن الله عزاءنا فيه وعزاءكم .