عبد الله بشير يكتب : *جنوب وسط الخرطوم.. تحرير ثم للأسف تقصير*
عبد الله بشير يكتب :
*جنوب وسط الخرطوم.. تحرير ثم للأسف تقصير*
مر أكثر من شهر على بدء عودة مناطق (جنوب وسط الخرطوم) إلى حضن الوطن.. وما بين القوسين لزوم التخصيص لأن مصطلح جنوب الخرطوم فضفاض ويشمل محافظة جبل أولياء من أبو آدم والكلاكلات حتى الجبل ويدخل فيها الأزهري والسلمة ومايو وما جاورها، دون اعتبار طبعا للتقسيم الإداري للمحليات..
والمعني يشمل بالمصطلح في العنوان المناطق من حي الدباسيين وجبرة جنوبا وامتداداتها شرقا حتى الصحافات ومنطقة الميناء البري، ونزولا باتجاه الشمال إلى مناطق الإمتداد والديوم الشرقية والخرطوم 2 و3 (هذا المناطق ما زال أبطال المدرعات يبلون فيها حسنا لإكمال عمليات التحرير) تليها المناطق المحاذية والمحاددة للمحاذية لبحر أبيض وهي ود عجيب والشجرة واللاماب والرميلة والقوز والمنطقة الصناعية والحلة الجديدة (والأخيرة خاطفة لونين لأن هواها متنازع ما بين شارعي الحرية والغابة أو الديوم الشرقية والغربية) وتنتهي الحدود الشمالية بكبري الحرية من ناحية الغرب وكبري المسلمية من الشرق.
بعد أكثر من شهر لا يبدو أن هناك اهتماما رسميا يذكر يشمل المناطق المحررة، ولم نسمع بأي تحركات او خطط عاجلة أعقبت هذا التحرير، أسوة بمناطق كرري وأمدرمان ثم بحري وما جاورها، التي هرع إليها المسؤولون وبدأوا في تقديم الخدمات لها وحل إشكالات توفير المياه والكهرباء بالطاقة الشمسية وحتى الخدمات الصحية.
ويحمد لوالي الخرطوم عبوره من كرري إلى الشجرة والتوقف بالرميلة واللاماب، لكن بعدها لم نسمع أي حس ولا خبر من بقية الوزارات أو الأجهزة أو المنظمات تجاه مناطق (جنوب الوسط) المحررة.. نعم الوصول لهذا المناطق ليس يسيرا لكن هذا لا يعفي من المسؤولية ووجود تحركات جادة.
ويحمد للمدرعات اهتمامها بالإيواء والجود بالموجود في ظل انشغالها بالمعركة.
تحادثت طويلا خلال الأيام الماضية مع ابن القوز المهموم بقضايا المنطقة د. خوجلي عابدين حرمين المقيم بالكويت حول ما يمكن القيام به، واتفقت الرؤية على ضرورة أن تكون الأولوية لملف صحة البيئة وإزالة مخلفات الحرب والمواد غير المتفجرة استعدادا لعودة المواطنين للديار، وإعادة دفن جثامين المواطنين الشهداء بالمقابر العامة قبل فصل الخريف، وما يتبع ذلك من تنفيذ حملات للرش ومكافحة الأمراض التي توطنت خلال فترة وجود مليشيا الدعامة، وكذلك إعادة تأهيل المراكز الصحية لتستأنف عمليات الرعاية الصحية الأولية والاستمرار في تطعيم الأطفال بعد توقف لسنتين.
اقف شاهدا هذا الأيام على العمل الذي تم في ولاية الجزيرة بعد التحرير، وما تقوم به حكومة الولاية ولجنة الإسناد المدني من إعادة الحياة لمدن وقرى الجزيرة، وهي تجربة نهديها لولاية الخرطوم وأجهزتها وأبناء مناطق جنوب الوسط الذين عليهم ان يتحركوا ويتم التواصل ما بين من هم في الأحياء لتحديد الاحتياجات، وكدلك التواصل مع من هم منتشرون في الولايات (خاصة بورتسودان محل الطيارة بتقوم والرئيس بحوم) والقيام بالاتصالات اللازمة مع مجلس السيادة والحكومة الإتحادية والجهات الاعتبارية والأجهزة النظامية، ومحاولة تسخير كافة الامكانيات حتى نكون مستعدين لإعادة الحياة لمناطقنا من جديد.