نار ونور
الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد
*فوضى ديسمبر /إبريل ٢٠١٩ و المآلات*
إن الذين وهبهم المولى عز و جل الحكمة و فصل الخطاب قالوها بصراحة بأن مظاهر الفوضى التي بدأت و استمرّت سوف لن تأتي بخير وبالفعل أتت الشرور و الكوارث و الحرائق وكل ما هو مرفوض و ممقوت
. فكان تدمير الطرقات وتلويث الأجواء بحرق إطارات السيارات
. وكان التفسخ و التحلل وتفشي الرذيلة و سوء الأدب وتطاول الصغار على الكبار
ثم كيف كانت نتيجة كل ذلك:-
. وضع القانون و سيادته تحت الاقدام
. تولي شذاذ الآفاق أمر الأمة و أشخاص لم يعرفوا بطبع كريم و لا بخلق سليم و لا بدين قويم فانفرط العقد و ساد الظلم وتعملق الأقزام و سلبت الأموال واختلط الحابل بالنابل بشكل لم يسبق له مثيل منذ إستقلال السودان
والأسوأ من ذلك
.فوضى أتت بقاتل و مغتصب و لص لسدة السلطة
.وفوضى سمحت للسلاح أن ينتشر بل ليحتل الخرطوم فكان حميدتي هو الذي يأمر فيطاع
تمركزت قواته بأثر الفوضى في القيادة العامة و القصر و ورث هيئة العمليات بعتادها العسكري و اصبحت المظلات وسركاب و الصالحة و قري و طيبة و الإذاعة ودار المؤتمر الوطني ومناطق أخرى ثكنات لجنوده الأوباش من الفاقد التربوي و اللصوص وعديمي الأخلاق
.وكانت ثمرة فوضى ديسمبر ثمرة سامة و نتيجة هالكة ومصير مشؤوم تسبب فيه شباب مستغفل وقيادات بلهاء وأناس لا ندري من أي تركيبة و تربية تشكلوا
والسؤال المحير لماذا كانت الفوضى ولماذا كانت المطالبة بتغيير ليحرقنا وليدمر بلادنا ويغتصب نساءنا و يهجرنا لاجئين و نازحين برغم صيحات الناصحين وتحذيراتهم مما كان في ديسمبر و أبريل و ما تلى ذلك من تداعيات ومضاعفات؟
كان أمننا مستتبا
.وكانت بلادنا تنعم بوفرة لا وجود لها في دول البترودولار
.جالون البنزين بنصف دولار
.والفاكهة في الأسواق تكوم في الأرض من بطيخ و برتقال و موز كالجبال في الأرض ولم يكن معروفا بيع قطع منها في السيوبر ماركت كما هو الحال في الخليج
وأشهد الله بأنني لم أر جزارا او محلا لبيع اللحوم يعرض في منظر مدهش أكثر من عشرين خروفا في دولة خليجية أو أوروبية كما كان حادثا في بلاد الخير بلادنا ووطننا السودان من قبل أولاد أمدرمان
.كما أشهد الله بأن الذي إكتشفه أهل السودان بعد تدمير بلادهم بأنهم كانوا في نعمة فرفسوها بأرجلهم منذ ان سمحوا للفوضى لتطبق عليهم
.وياليتنا نتعظ و نعتبر و ندرك بأننا محسودون و مستهدفون
بل تسببنا بفعل شباب تائه و قادة بلهاء أن نفقأ أعيننا و ننفذ أجندة للأجانب فحلّ بنا هذا الذي نراه من ذل و تهجير
وصدق في حقنا المثل القائل
لقد جنت على نفسها براقش
ولا حول و لا قوة إلا بالله
.
