د. أحمد عيسى محمود عيساوي السفير السعودي
د. أحمد عيسى محمود عيساوي
السفير السعودي
مفعول إبرة البرهان مؤخرًا له تداعيات داخلية وإقليمية ودولية. الغالبية الآن يحاول التخلص من جنازة البحر. تلك المقدمة تقودنا للموقف السعودي الآن، حيث ذكرت مواقع إخبارية بأن وزير خارجية السعودية قام بزيارة لدول إقليمية مجاورة للسودان (أثيوبيا وجنوب السودان وتشاد)، عسى ولعل يعيد ما أفسده سفيرها من علاقات أزلية وراسخة مع السودان. ربما فات على المملكة بأنها (الصيف ضيعت اللبن). السودان يمثل خط الدفاع الأول للسعودية في مواجهة الهلال الشيعي الذي تمدد كثيرًا في العقدين الأخيرين، وكاد أن يبتلعها، وإن جاز التعبير أصبحت جزيرة وسط محيطه. السودان الدولة الوحيدة التي دافعت عن المملكة في حماية المقدسات من الحوثي الشيعي. ولكن لشيء في نفس يعقوب قلبت المملكة ظهر المجن للسودان بعد ثورة فولكر. بل كانت مخلب قط جنبًا لجنبٍ مع الأمارات، كانت عضوًا فعّالًا في الرباعية، التي وضعت السودان بين خياري: الإطاري والحرب، وكان واضحًا في تحركات السفير السعودي وقتها لحشد التأييد لحميدتي، تجده صباحًا مع الإدارة الأهلية، ومساءً مع الطرق الصوفية. وليت الأمر اقتصر عند هذا الحد، بل واصلت المملكة في غيها إذ نقلت لنا مواقع كثيرة وقتها عملية (القرصنة) التي قامت بها ضد سفينة الأسلحة للجيش السوداني، ولم تفرج عنها إلا بضغط روسي، ولا يفوتنا منبر جدة الذي كان كلمة حق أُرِيد بها باطل. وخلاصة الأمر لتعلم السعودية بأن مخلب القط بالمنطقة (الأمارات) بدأ في تنفيذ المخطط العالمي في السعودية، وما مشكلة الحدود معها هذه الأيام إلا بداية الانطلاق لذلك الدمار الشامل المتوقع. وليعلم السفير السعودي بأن مظلة إيران السياسية والعسكرية قد أظلت السودان، وسحابة موسكو قد أمطرت في ساحل البحر الأحمر السوداني. لنهمس في إذنه بأن السودان بعد الحرب لم يعد كما هو، ولم يتبقَ منه الجغرافيا فقط. عليه أحصد الندم (ففوك نفخ ويداك أوكتا).
السبت ٢٠٢٥/٣/٢٢
نشر المقال… يعني أكلوني يوم أُكِلَ الثور الأبيض.