مر الحقيقة _29_ ✒️م. آدم محمد آدم عثمان _الفرصة الماثلة_
مر الحقيقة _29_
✒️م. آدم محمد آدم عثمان
_الفرصة الماثلة_
قدر ما حاولت أن أختار إسماً مناسباً لهذا المقال، لم أستطيع الإختيار غير (الفرصة الماثلة) و قد أحتاج أن أشرح معنى الفرصة الماثلة و هي تفيد معنى أكثر من الفرصة المناسبة أو الفرصة المتاحة أو الفرصة الذهبية أو أي من المعاني القريبة.
في التاريخ الإنساني البعيد و القريب مرت دول كثيرة بمثل هذه الفرصة و أغتنمتها و أستثمرتها و أستفادت منها و صعدت نحو مصاف الدول المثال في العالم.
دول الآن تعد مثالاً في التقدم و التحضر و التنمية و الإنجاز … إسمها فقط يكفيك و يملأوك إنبهاراً و عجزاً و إعجاباً.
إنها دولاً تحطمت إلى دون الصفر بسبب العدوان و الحرب. سالت دماء بنيها و شردت شعوبها و تحطمت بنيتها التحتية و سرقت و نهبت ثرواتها، بل و كبلت بمعاهدات و مواثيق قيدت حيرتها و سيادتها و كرامتها.
إنها اليابان JAPAN إنها ألمانيا GERMANY.
أسماءٌ عند سماعها تقشعر لها الأبدان و ترتعد لها الفرائص و تقطع أنفاس القوافي و تفقر عند ذكراها الأفواه.
إنها الشعوب العظيمة التي بدأت حياتها من جديد من تحت العد الطبيعي من تحت الصفر من تحت الأنقاض و الحطام لتبدأ حياة جديدة و تتربع على عروش الدول العظمى و المثال.
إنها جنوب إفريقيا SOUTH AFRICA إنها فيتنام VIETNAM إنها رواندا RWANDA إنها الصومال SOMALIA
تمر بلادنا الحبيبة الآن بنفس المنعطف التأريخي الذي مرت به هذه الشعوب العظيمة و يتعرض شعبنا الآن لنفس الإمتحان و الإبتلاء الذي تعرضت له هذه الشعوب.
سقطت عواصمنا كلها ضربةً واحدة في يد الأعداء الخرطوم و مدني و سنار.
عن قصد عفن و حاقد دمروا بنيتنا التحتية و نهبوا ثرواتنا و أموالنا و ممتلكاتنا، بل و هتكت أعراضنا و بيعت بناتنا و نسائنا في دول إفريقيا و ذل رجالنا أمام زوجاتهم و أبنائهم و بناتهم.
أي إبتلاء و أي إمتحان يمكن أن يمر به شعب أكثر من هذا؟
أمامنا فرصة ماثلة متجسمة متجسدة أن نكون أمةً محترمةً بين الأمم و تصبح بلادنا قبلةً و مهوى لشعوب العالم و أن نصبح مضرباً للأمثال.
أمامنا فرصة تكوين شعبنا و إنشاء دولتنا من تحت الصفر من تحت الأنقاض و الحطام.
على علماء الأمة السودانية أن يجتمعوا و يعصفوا أذهانهم ليهدوا لبلدهم بلورة الفكرةالوطنية، التي نجتمع حولها بثوابتها المقدسة التي لا يسمح لكائن من كان أن يمسها تشمل ديننا و تنوع ثقافتنا و تراثنا و تاريخنا و وحدة جيشنا قومياً قوياً متطوراً مهاباً.
من أمن العقاب أسآء الأدب.
كم من أبناء السودان أسآوا لوطنهم و تآمروا ضد شعبهم و خانوا بلدهم نهاراً جهاراً دون أدنى درجةٍٍ من الحياء أو الإستحياء أو الشعور بالعار أو الخجل، بل و بكل تبجح و قلة أدب يقول أحدهم (… لن أعتذر …).
نحن نحتاج قانون قاسي و رادع يطال كل خائن و عميل بل و يلاحقه أينما كان على وجه هذه الأرض و إلا دون ذلك قطع أي علاقة منفعة مع أي دولة تأوي أو تستضيف أي عميل أو خائن ثبتت جريمته ضد وطننا.
الفرصة أمامنا ماثلة و متاحة و متجسمة و متجسدة أن نزيل عن بلدنا إسم العار (رجل إفريقيا المريض) لكم هذه العبارة مؤلمة و مستفِزة و مستهجَنة في حق بلادنا.
هذا المقال في بريد مجلس السيادة و للطاقم الحربي الذي إنتصر لشعبه و بلده و أمته في حرب الكرامة. إلى الكاهن الفريق أول البرهان و الأسد ياسر العطا و النمر شمس الدين كباشي و حارس العرين إبراهيم جابر.
أمامكم فرصة ماثلة أن تدخلوا التأريخ السوداني من باب لم يفتح لأحد قبلكم.
فهل أنتم اهل لهذه المهمة؟ أظنكم و أحسبكم كذلك.
هذا هو مر الحقيقة ليعيش الشعب السوداني واقعه و يستنهض هممه للذود عن أرضه و عرضه و كرامته و سيادته و إستقلاله.