مر الحقيقة _30_ ✒️م. آدم محمد آدم عثمان _حرب الكرامة 15 أبريل 2023م_
مر الحقيقة _30_
✒️م. آدم محمد آدم عثمان
_حرب الكرامة 15 أبريل 2023م_
في مثل هذا اليوم 15 أبريل من العام 2023م سرت في أوصال وطننا العزيز حمى كنا نخالها عرض زائل ككل الإنقلابات العسكرية في الحياة السودانية و كلها يومين تلاتة و تنفرج الكربة و ينقشع الظلام.
لم يكن أكثر السودانيين تشاؤماً أن الأمر جلل و غير طبيعي و على غير عادة الإنقلابات العسكرية المعتادة – طبعا ما عدا جماعة قحط اللعينة – شياطين الإنس، جماعة فولكر الفأر الألماني أب إضينات، جماعة الآلية الرباعية و الثلاثية، جماعة الإطاري مقطوع الطاري، جماعة يا الإطاري يا الحرب، جماعة يا الإطاري يا عندنا بدائل أخرى.
أتذكرون تلك الأيام الكالحة؟ أتذكرون شلة القصر و شلة المزرعة؟ أتذكرون لجنة إزالة التمكين و الأرقوز وجدي صالح؟ أتذكرون تلك الوجوه القميئة التي ظلت تنخر في جسد الأمة السودانية و تفتت عضدها و تهدم دينها عروةً عروةً و تريد أن تفرتق بلادنا طوبة طوبة؟
أو تذكرون إستباحة بلادنا طولاً و عرضاً بواسطة سفهاء الدول الأعداء، أقصد سفراء تلك الدول.
أوتذكرون و تذكرون و تذكرون، تلك الأيام العصيبة التي هزت أركان المجتمع السوداني و رجته رجاً و كاد أن يكون هباءاً نثراً؟
أتذكرون تلك الجيوش من النساء و الأطفال الذين كانوا يملأون تقاطعات الطرقات و الشوارع و يهاجمون سيارات المواطنين و السوبرماركتات و المولات و المطاعم الفاخرة و الريستورانات في سنتر الخرطوم و الأحياء الراقية و حتى مطار الخرطوم؟
كان الكل في قرارة نفسه يستهجن و يستنكر و يرفض كل ما كان يجري في ساحة بلادنا و لكن لا حيلة للمواطن المغلوب على أمره غير إستنكار القلب في ظل غياب الدولة و سيطرة الثعالب و الجرذان على مقاليد الحكم في البلاد.
حكام يأتون إلى دواوين الدولة سكارى حيارى بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً.
لقد كان هؤلاء الخونة يدبرون لأمرٍ بليلٍ و يحلمون في نزوات سكرهم و عهرهم أنها نزهة في سويعات و يكون شقي القوم متربعاً سلطاناً في القصر الجمهوري و شقيقه وزيراً للدفاع و بقية آل دقلو مسيطرين على مفاصل الدولة و يكونوا هم السلطة المدنية.
كان ذلك الصباح الأسود و ذلك الفأل الشؤوم و تلك الوجوه الكالحة المتعطشة للدماء تجوب شوارع الخرطوم الآمنة المطمئنة مضمرةً نوايا الإبادة و القتل و السحل و الإغتصاب و الإذلال و التهجير القسري و كل ما لم يخطر ببال إبليس و ما لم يسبقهم عليه إنس و لا جن.
واجبنا الوطني و الضمير الإنساني أن ندون و نسجل كل تلك المآسي و الإحن و المحن في فصول حرب الكرامة هذه و نجعلها منهجاً ندرسه الأجيال و تاريخاً نحفظه في ذاكرتنا الوطنية نتناقله جيلاً بعد جيل.
لن ننسى و لن نغفر و لن نسامح.
هذا هو مر الحقيقة للأسف الشديد ليعيش الشعب السوداني واقعه و يستنهض هممه للذود عن أرضه و عرضه و كرامته و سيادته و إستقلاله.