منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رحاب الوطن برمة ابو سعادة يكتب : *حكاية الغابة ، وشلة نيروبي*

0

رحاب الوطن
برمة ابو سعادة يكتب :

*حكاية الغابة ، وشلة نيروبي*

قيل في قديم الزمان، اجتمعت خمسة من حيوانات الغابة: الفيل، الأسد، النمر، الذئب، والثعبان، وقررت أن تعيش في بيت واحد. لكن هذا القرار لم يكن وليد اتفاق حقيقي، بل مشروط بشروط متضاربة لكل منهم

الفيل يكره الضوضاء)
الأسد لا يتحمل الإزعاج
*النمر لا يطيق النظرات*
*الذئب يرفض السؤال*
*والثعبان يحذر من وطء ذيله*
*هكذا اجتمعت غرائب الطباع والتناقضات، وظنوا أن السقف الواحد يمكن أن يوحدهم، متناسين أن الاجتماع على “شروط” لا يُنتج وحدة، بل يُمهّد للانفجار*
*في ذات الوقت، أرسل الثعلب ابنه ليطلب منهم السكن معهم. فذهب* *الصغير وعرض الطلب، فرد عليه الأسد ساخراً*
*تعالوا، من سيأكلكم؟*
*فلما عاد إلى أبيه، قال الثعلب ضاحكاً.*
*هؤلاء يا بني موتى، ولو كانوا يتحركون.*
*وبعد أيام، افترس الذئب غزالاً، وعاد منتفخ البطن، فالتقاه النمر الجائع وسأله، فغضب الذئب،* *وتصاعد الشجار، فثار الأسد، ثم غضب الفيل، وخبط الأرض، ووطأ ذيل الثعبان، فلدغه، وسقط الجميع تباعاً، ومات التحالف.*
*وفي الصباح، جاء الثعلب مع صغاره يضحك ويقول.*
*هؤلاء صاروا وجبة ومخزوناً استراتيجياً، تحالف بلا هدف، ولا مشروع، ولا رؤية.*
*وإنها ليست مجرد حكاية من الغابة… بل إسقاط دقيق على ما جرى في نيروبي.*
*فقد اجتمع هناك من يسمون أنفسهم “قادة التغيير”، ورفعوا شعارات جوفاء، وهتفوا بلا وعي، واصطفوا بلا خطة. اجتمعوا كحيوانات الغابة تماماً:*
*الفيل كان الحلو، بشرطه العلما؟ني الصارم*
*الأسد دقلو، بصوته العالي ورفضه لأي تساؤل*
*النمر نصر الدين، الحساس لأي نقد*
*الذئب التعايشي كثير الحركة قليل المحتوى*
*الثعبان إبراهيم الميرغني، هادئ في المظهر، سام في الأثر*
*أما الثعلب الحقيقي، فهو عبد الواحد محمد نور، الذي نظر في القوم مليّاً ، فوجدهم مجرد شروط متحركة، بلا حلم جامع، فانسحب باكراً، وتركهم يتصارعون على اللاشيء*
*شلة نيروبي، الذين فرّوا من وطن يشتعل، ليرسموا حكومة منفى على الورق، لم يأتوا بشيء سوى خطاب كراهية مكرر وهتاف بلا مشروع وتحالف بلا مستقبل.*
*هكذا تنتهي مصائر من لا يحملون رؤية ولا يحترمون ذاكرة الوطن ولا يسمعون صوت الشعب.*
*من لا يحمل هدفاً سامياً، ورسالة واضحة، ورؤية وطنية… فإن شروطه لن تحميه، وستلتهمه تناقضاته قبل أن يحين موعد المعركة.*

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.