وقل اعملوا د. عبدالله جماع يكتب : *احلام في السياسة … وسياسة اليقظة ولا في الأحلام !!*
وقل اعملوا
د. عبدالله جماع يكتب :
*احلام في السياسة … وسياسة اليقظة ولا في الأحلام !!*
الاشياء التي تغرس في نفوس النشئ منذ الصغر تنمو وتكبر معهم، فمنها ماتمحوه الايام، واخري يصغلها العلم ، واخري تظل عالقة بالوجدان والي الابد. ولكن كلما توسعت المدارك العلمية و ازدادت المعرفة، زادت نسبة تساقطها من الذاكرة. حتي تلك التلقينات الخرافية وخزعبلات( الحبوبات) وشطحات المتصوفة. حينما تزداد النفوس تقوي وقربي لله تعالي، تقود للمزيد من تناسي غرس الصغر العشوائي والغير مفيد، دينا و عقلا ومنطقا. ولكن مع هذا كله ستظل هناك بعض الشوائب من خزعبلات تنشئة الطفولة تلك تظل عالقة باذهان كل من نالها وهو في صغره،بحيث تراوده من حين لاخر، حتي لو صار شيخا او عالما. و ذاك مايعرف ( بالحتمية الجغرافية) .اي تاثير تلك الحياة التي عاشها الانسان في طفولته في مكان ما وتأثيراتها عليه بوضع بصماتها الطبيعية الخالدة عليه وفي حياته كلها ابد الدهر، فلن تنس مهما قاوم ذلك من اجل نسيانها . فمثلا المجتمعات البدائية والمتخلفة التي تُسكت صغارها وتخيفهم للتوقف عن البكاء ( بالبعاتي او الغول او الحكيم اي الدكتور وليس الشيخ او البوليس) . ستظل كل تلك الصور والمفردات المخيفة التي رُسمت و ضخت فيهم عالقة بالاذهان حتي انقضاء العمر كله يظل( هو يهاب الطبيب والبوليس والبعاتي…الخ). بينما هناك بعض المجتمعات ومنها مجتمعنا السوداني، علي وجه التحديد بحيث تكثر فيها حكاوي وحكايات (كرامات وخوارق) البعض وخاصة من ينتسبون للتصوف تحديدا، اذ شكلت تلك الحكايات الخارقة مع تضخيمها وضخها في الاذهان الخاوية من العلم والتدين والاعتقاد السليم. موقفا سلبيا ُبني عليه كثير من المفاهيم والرؤي الخاطئة في الحياة عموما. ومن نماذج تلك الخوارج المنسوبة لبعض الصالحين. والتي يعتبرها البعض كمُسلمات ينبغي تصديقها والعمل بها فورا. ومنها كالذي يقطع البحر مشيا و سيرا علي الاقدام او كالذي يطير في الهواء ويحلق او كالذي يقلب الماء لبنا او يقلب الحمار سخلا او كالذي يصلي المغرب في الكعبة المشرفة ثم يعود ليصلي العشاء اماما بجماعته في قريته المعلومة…الخ.هذا بالاضافة الي الرسائل التي ظلت ترد الينا منذ الصغر من وقت ولاخر وبأستمرار وكلها منسوبة زورا وكذبا الي ائمة ومؤذني الحرم النبوي الشريف، ورؤيتهم في المنام الي الرسول صلي الله عليه وسلم، وهو يأمرهم بفعل كذا وكذا، وبهكذا عقليات في خاطئ الافهام للمعتقدات والتدين، يريد البعض ان يسوق الناس الي ما تحبه وتعشقه نفوسهم، تحت طلاء البركة وخوارق الافعال..حدثني احد الاخوة بانه ظل ملازما لاحد شيوخ الطرق الصوفية لمدة 8 اعوام لم يتعلم ماينفعه في دنياه واخرته شيئا، بينما حين يريد شيخهم تمرير احد الخوارق يقوم بنسبة حدوثها لاحد زملائه اي( الشيوخ) فيقول محدثي تلقائيا هم كحواريين كالدمي يقومون بالترويج والدعاية لهذه الواقعة ونسبها لشيخهم مباشرة باعتبار تساوي المقامات العليا للناقل والمنقول منه. بينما هو اي شيخهم لا ينكر عليهم ذلك و لن يرفضه منهم. مع العلم ان هناك في الاسلام من هم مستجابي الدعوة كسعد بن ابي وقاص واويس القرني وغيرهم ممن يكرمهم الله بكرامات وخوراق لانفسهم فقط (ياساريا الجبل)، وحتي من ينعم الله عليه بمثل هذه الكرامات لن يدخل بها السوق للاتجار والتكسب بها ، وانما يحمد الله ويشكره عليها في الخفاء ثم يحفظها في سره تأدبأ واحتراما ،و حتي لا يعلم او يطلع عليها غيره، لكي لا يفسد الذي بينه وبين ربه، عكس ما يفعل ذلك اليوم بعض منسوبي و ادعياء الصلاح والتقوي. اما من رواسب و تأثيرات التنشئة الخاطئة هو اضفاء القدسية الزائدة للاشخاص وتقديسهم وتعظيمهم، مما يتنافي مع تعاليم الاسلام .و ذلك يقودنا تلقائيا الي ماجرنا اليه الشيخ محمد هاشم الحكيم وادخل المجتمع كله في بلبلة من امره. وادخلنا في التشكيك في مكانة الاعتقاد واحترام العلماء وتبجيلهم، وذلك برؤيته المنامية تلك والتي ما كان ينبغي له الافصاح عنها مطلقا لكي لا يدخل المجتمع باسره في تأويلاتها وتفسيراتها، لا سيما هو محسوب من اهل العلم والدعاة. بحيث اصبح اليوم الكل يخوض فيها ساخرا ومتندرا و حتي ينال من مقامات اهل العلم والعلماء بما لايليق بهم. وبغض النظر عن كل شئ ، وهل هو حقيقة راي الرسول صلي الله عليه وسلم ام لا . فان هذا المنهج شرعا لن يكون ممكنا في واقع اعمال البشر التطبيقية و في حياتهم اليومية. وانما هو يعتبر كأنه تخدير بأسم التدين الخاطئ والموروث و السائد لدي العامة منذ الصغر بحيث يسهل تصديقه و الاتيان به دون عناء او مشقة. بينما الخاسر الاكبر في هذه البلبلة هم العلماء واهل الدعوة والمصلحين اذ اصبحوا بهذا الاسلوب الغير منضبط مكان تندر وتهكم وسخرية واستخفاف من كل متربص بالدين وبالعلماء عموما.وعليه فايهما احق واولي بالعمل به اهو سياسة الواقع ومدافعة الحق مع الباطل ام سياسة الاحلام ودغدغة المشاعر بحب النبي دون العمل بأخذ الاسباب والاحتكام للواقع. ( فما هكذا ياشيخ محمد هاشم الحكيم يفكر اهل العلم والعلماء ).فاين موقع رؤياك المنامية هذه يافضيلة الشيخ من اولئك الاخيار الذين اذا اقسم احدهم علي ربه ( لابره)
01125315079
Jamma1900@hotmail.com