منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

د/اميرة كمال مصطفى ️ *شرق السودان… وعيٌ متماسك في وجه الفتنه*

0

د/اميرة كمال مصطفى ️

*شرق السودان… وعيٌ متماسك في وجه الفتنه*

شرق السودان – الممتد من القضارف إلى كسلا وحتى بورتسودان – ليس مجرد إقليم جغرافي على أطراف البلاد، بل هو صمّام أمان ودرع وطني يعكس عمق الوعي وصدق الانتماء. في زمن تاهت فيه البوصلة في بعض الجهات، وأُغرِقت مناطق السودان في الفتن والدمار، يثبت أهل الشرق أنهم على قدر التحدي، متمسكون بالوحدة، عازمون على تجنيب منطقتهم ويلات الحرب.
لقد عانى السودان من حرب طاحنة دمّرت العاصمة والولايات، وشردت الملايين، وزرعت الشك والفرقة. لكن أبناء القضارف وكسلا وبورتسودان، بكل مكوناتهم القبلية والاجتماعية، قرأوا المشهد بعين العاقل، ووقفوا موقف الرافض للانزلاق في مستنقع العنف. فهم ليسوا بمنأى عن التحديات، لكنهم آثروا صوت الحكمة على دويّ الرصاص، وتمسكوا بالتماسك بدل التشظي، وبالاعتدال بدل الانفعال.
تجارب الحرب لم تمر مرور الكرام على شرق السودان؛ بل تحوّلت إلى دروس ملهمة، رسّخت القناعة بأن الحرب لا تأتي بخير، وأن أي فتنة مهما بدت مغرية ستأكل الأخضر واليابس. ولذلك، لم تُفتح في القضارف ولا كسلا ولا بورتسودان ساحات للتجنيد ولا معسكرات للتمرد، بل فُتحت صدورٌ للحوار وأيادٍ للتآلف، وعقولٌ تستشرف مستقبلًا آمنًا ومستقرًا.
لقد رفض الشرق أن يُستَغل كأداة لتصفية حسابات سياسية أو طائفية. وأدرك أهله أن الأمن لا يأتي من فوهة البندقية، بل من وحدة الصف، وأن البناء والتنمية لا يُصنعان على أنقاض الفتن. لذلك بقيت مدنه وقراه، رغم الضغوط، ساحة للتعايش والتكافل، ومنصة لتصدير الوعي لا الأزمات.
رسالة لمن يراهن على تفجير الشرق:
اعلموا أن القضارف وكسلا وبورتسودان ليست بيئة خصبة للفتنة، ولن تكون أبدًا ساحة للعبث. فوعي المجتمع أقوى من الشائعات، وتماسك القبائل أقوى من محاولات التفتيت، والالتفاف الشعبي حول الاستقرار أقوى من كل دعوات التأجيج.
⭕في الختام:
شرق السودان اليوم نموذج يُحتذى به في ضبط النفس والحكمة. لقد اختار طريق السلام بإرادة أبناءه، ورفض الحرب بكل صورها. لذلك نقول بصوت واحد من القضارف وكسلا وبورتسودان:
“لن نكون وقودًا لحرب، ولن نسمح بتمرير الفتنة بيننا. نحن درع السودان الشرقي، وحصنٌ منيع أمام كل مؤامرة.”
ودمتم دوما بخير

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.