مسارات د.نجلاء حسين المكابرابي *ريادة الاعمال السودانية الفرص والتحديات للمراة السودانية*
مسارات
د.نجلاء حسين المكابرابي
*ريادة الاعمال السودانية الفرص والتحديات للمراة السودانية*
رغم الظروف الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تمر بها السودان، إلا أن المرأة السودانية تواصل التقدّم بخطى ثابتة نحو عالم ريادة الأعمال. من الأسواق الشعبية إلى المنصات الرقمية، تبرز نساء ملهمات في مجالات متعددة، متحديات العوائق ومُبدعات في خلق الفرص.
هذا المقال يسلّط الضوء على أهم التحديات التي تواجه النساء الرياديات في السودان، والفرص الممكنة لدعم مشاريعهن وتحقيق الاستقلال المالي والاجتماعي.
*وللحديث عن التحديات التي تقابل النساء الرياديات في مجال الأعمال نجد ان الحصول علي التمويل اهم التحديات التي تقابلهن من خلال ان العديد من النساء يعانين من صعوبة الحصول على القروض بسبب غياب الضمانات أو الحسابات البنكية الرسمية.
وضعف الثقافة المصرفية وافتقار بعض المناطق للبنوك والخدمات المالية.
وحيث اشار تقرير البنك الدولي إلى أن 83% من النساء السودانيات لا يمتلكن حسابًا بنكيًا رسميًا (2022).
*وايضا نجد ان محدودية التدريب وبناء القدرات تحدي واضح جدا وضعف التوجيه في مواضيع التسويق الرقمي المحاسبة ،الابتكار والتطوير. *وتقابل المراة تحديات مجتمعية متمثلة في القيود الثقافية والمجتمعية حيث نجد ان الأدوار التقليدية تُقلل من وقت المرأة للابتكار أو حضور الورش.
وعدم تقبل بعض المجتمعات لفكرة قيادة المرأة لمشروع تجاري، خصوصًا إذا كانت غير متزوجة أو في بداية شبابها.
*وايضا نجد ان التحول الرقمي يمثل فرص استثمارية للمشروعات عبر الإنترنت فهنالك الكثير من المنصات الإلكترونية مثل فيسبوك وواتساب أصبحت أدوات تسويق قوية للمشاريع النسائية يمكن ان تعمل علي تشجيع التجارة عبر الإنترنت (E-commerce) تنمو ببطء، وتتيح فرصًا لمن يصمّمن منتجات مميزة أو خدمات منزلية وعليه يجب أن تصمم الدولة برامج تدريبية تتيح للنساء المقدرة علي ولوج التكنولوجيا ومعرفة كيفية التسويق الإلكتروني.
*وهنالك كثير من المبادرات الحكومية والمنظمات الدولية التي تقدم دعم مادي ومعنوي مثل UN Women وIFC تدعم المشاريع النسائية وتمويلها وتدريبها.
ومراكز تنمية المجتمع (في دارفور والخرطوم والجزيرة) تقدّم ورشًا مجانية ،مثال: مشروع “Empowering Sudanese Women through Entrepreneurship” الممول من الاتحاد الأوروبي يدرب النساء في الريف على ريادة الأعمال المستدامة.
*وهنالك الكثير من الفرص المتاحة أمام النساء السودانيات في ريادة الأعمال في الاقتصاد غير الرسمي وهو مجال واسع للإبداع ومن خلاله يمكن ان تعمل آلاف النساء في الأسواق الشعبية، إنتاج الأغذية، الحرف اليدوية، والخياطة – وهي مجالات مفتوحة للتطوير وتحويلها لمشاريع صغيرة رسمية.
❝مثال: سيدة في الأبيض بدأت في بيع الطعمية أمام منزلها، واليوم تمتلك كافتيريا صغيرة توظف 4 سيدات
*ولابد من توصيات لدعم النساء في ريادة الأعمال في السودان : اولا يجب تعزيز التدريب الميداني والافتراضي مع التركيز على المهارات العملية.
وتوفير منصات تمويل مرنة لا تتطلب ضمانات تقليدية.
وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص لتوفير التوجيه وفرص السوق.
وتبسيط إجراءات تسجيل المشاريع الصغيرة للنساء في المدن والريف.
وزيادة التوعية المجتمعية بأهمية دور المرأة في الاقتصاد.
*وعلي الرغم من العوائق الا ان المراة السودانية اثبتت انها قادرة على التحدي والصمود والابداع والنجاح في عالم ريادة الاعمال لاسيما المراة في الولايات الغير متاثرة بالحرب ودعوني هنا احي المراة في ولاية القضارف التي اكدت نجاحها من خلال مبادرة متميزة لتوثيق حياتهن العملية من خلال مبادرة (قصة نجاح) وهن نموذج للرائدات الاعمال بالسودان، وهنا يجب علي الدولة السودانية ان تخصص وتصمم وزارة خاصة بريادة الاعمال والمجتمعات المحلية والمنظمات الدولية ان تدعم المراة السودانية دعم حقيقي بالتدريب الموجه والتمويل المناسب لتحويل طموحاتها الي مشاريع تنبض بالحياة وتسأهم في تنمية ونهضة الاقتصاد السوداني