إبراهيم مليك يكتب… *حتى لاتكون أزمة إتفاقية جوبا…. (القندول الشنقل ريكة) وحدة السودان وتماسكه !*
إبراهيم مليك يكتب…
*حتى لاتكون أزمة إتفاقية جوبا…. (القندول الشنقل ريكة) وحدة السودان وتماسكه !*
إتفاقيات السلام ذات المحاصصات تعتبر أكبر عقبة تواجه الشعب السودانى لأنها تعتمد على منطق القوة لا على إعادة حقوق المهمشين…!
إن أكبر أكذوبة فى التاريخ السياسى السودانى هو رفع السلاح من أجل الهامش حيث ثبت بالدليل القاطع أن كل من رفع السلاح لن يلقيه إلا عبر إتفاقية تضمن حصته فى المشاركة فى السلطة وحظه من الثروة مع بقاء الإتفاقية قيد التنفيذ والاحتفاظ بالقوة التى يبتز بها الحكومة ….!
عمل أعداء السودان المتربصين به على دعم حركات التمرد والمليشيات منذ أول تمرد فى العام ١٩٥٥ بتوريت إلى آخر مليشيا ذات أجندة خارجية آخرها مليشيا الدعم السريع التى تمردت على الجيش….
لأنهم درسوا عقلية الإنسان السودانى الذى يغلب عليها طابع القبلية أكثر من القومية واستهبال الأنظمة السياسية التى تشجّع على التمرد واستمراره حتى تبقى السلطة بحجة أنها تحارب من أجل كرامة السودان ووحدته…!
تعود جذور الأزمة فى السودان إلى طبيعة الساسة بالسودان ، الذين يعارضون الأنظمة بنوا نهجهم فى المعارضة على إفناء الخصوم لا مقارعتهم بالحجة وعلى تدمير الوطن لا إزاحة الأنظمة فقط …
لو أخذنا نماذج لتصريحات بعض المعارضين وسلوكهم فى التدمير الممنهج للوطن وإيذاء المواطن لأدركنا حقيقة هؤلاء العملاء بأنهم يعملون لتنفيذ أجندة رسمت بعناية لإيقاف تطوّر السودان وتقدمه منهم عبدالواحد وعمر قمر الدين نموذجاً….!
تأتى إتفاقية جوبا كسابقاتها من الاتفاقيات التى قدمت حصة المشاركة فى السلطة والثروة على دمج القوات وتسريحها مما أعطى الحركات حق الاحتفاظ بالقوة والاستمرار فى التجنيد لحين تنفيذ بروتوكولات الترتيبات الأمنية….
بعض قادة الحركات التى وقعت فى إتفاقية جوبا للسلام لا يملكون جيش حقيقى على الأرض وهذا ما جعلهم يعملون على تجميع الشباب وتشجيعهم للانضمام للحركات وهي لا تملك إمكانيات مالية لفتح المعسكرات لذلك ارتضوا أن يكونوا ذيل لمليشيا الدعم السريع ….
رفض معظم شركاء سلام جوبا مبدأ الحرب لأنهم جربوها كما قال مالك عقار نائب مجلس السيادة….
لم يكتف قادة الحركات الموقعة فى سلام جوبا التى تقف بجانب الحكومة بالحياد إنما شاركت بفاعلية فى دحر التمرد بعد الجرائم التى ارتكبت فى الجنينة ودارفور والخرطوم وأصبح الوقوف فى وجه المليشيا المتمردة أمرٌ لا مفر منه دفاعاً عن النفس ولبقاء الدولة ….
وقوف هذه الحركات بجانب الجيش أربك حسابات الدعم السريع الذى كان يخطط لضمها في صفه ضد الجيش لذلك يصرّح قادة المليشيا مراراً بأن هذه الحركات مرتزقة واعتبروها خانت أهل دارفور بوقوفها بجانب الجيش وهذا يثبت انتهازية قادة المليشيا الذين كانوا يقاتلون نفس هذه الحركات لعشرات السنين بجانب الجيش ثم بدلوا جلدهم وتنكروا للجيش الذى رعاهم من المهد إلى أن قوي ساعدهم فرموه بالخيانة بعد تحالفهم مع الخونة من القحاتة ….
الأصوات التى تنادى بإبعاد الحركات التى شاركت فى دحر التمرد من المشاركة فى السلطة تريد إرباك المشهد السودانى وضرب تماسك المؤسسة العسكرية وشركائها قبل إنهاء التمرد….
من الضرورى أن تسارع المؤسسة العسكرية إلى دمج ومعالجة أوضاع هذه الحركات وعدم السماح بفتح نوافذ لإنشاء قوات خارج المؤسسة العسكرية حتى لا نكرس لعقلية المحاصصات القبلية عبر فوهة البندقية….
هدم اتفاقية جوبا في هذه المرحلة قد يقود إلى ارتداد الحركات الموقعة إلى عهد الجاهلية الأولى بعد أن خرجت من عباءة الجهوية إلى القومية وتركت التمرد ضد الدولة ووقفت مع الشعب السودان فى محنته ورفضت مشاريع التقسيم والأجندة الخارجية ….
من الوفاء أن يحفظ الشعب السودانى وقفة الحركات وكل القوات المساندة للجيش ومشاركتها فى تحرير البلاد من إذلال مليشيا آل دقلو الإرهابية للشعب السودانى…
كما يجب على قادة الحركات ألا يمتنوا للشعب السودانى بهذا الموقف ويُصروا على البقاء فى مناصبهم بقوة السلاح لأن ذلك يشجع بقية الأقاليم للسير فى نهجهم ويصبح الوطن ساحة للنزاعات الجهوية والقبلية….
آن للجميع أن يعي أن مصلحة الشعب فى رفض الحروب والعنف وبناء دولة الحقوق والقانون لا دولة المحاصصات القبلية والجهوية التى لا تعنى المواطن فى شئ.