وجع الحروف ابراهيم احمد جمعة *العمل الإنساني* *(المبادرات وأثرها المجتمعي)*
وجع الحروف
ابراهيم احمد جمعة
*العمل الإنساني*
*(المبادرات وأثرها المجتمعي)*
أزمة النزوح التي أضحت هاجسًا لولاية شمال كردفان التي تستضيف ما يفوق (114) ألف نازح من قبل أن تَطل أزمة نازحي النهود التي غادرها حوالي (75) ألف مواطن، وصل منهم الأبيض ما يتجاوز (6.000) أسرة، بالإضافة إلى عدد كبير من مواطني الدبيبات والحمادي وقُرى ريفي شيكان.
الإشارات أعلاه تكشف بوضوح الازدياد المضطرد في أعداد المتأثرين بالحرب في ظل شُح الموارد الذي تعانيه الحكومات الولائية بكردفان، وعزوف بعض المنظمات عن التدخل في ظل الظروف الأمنية المعقدة، مما يُصعّب من مهمة المنظمات الوطنية محدودة الموارد. عليه، تصبح التدخلات مطلوبة لسد الفجوة المتسعة. عليه، نَتجِه للمبادرات كواحدة من المعالجات التي تحمل في طياتها بارقة الأمل بوجود حلول تقوم على التكافل المجتمعي القائم على قيم النفير والفزعة والبذل والعطاء.
مبادرة رجل الأعمال إبراهيم الكناني جاءت في وقتها لأنها وجّهت جهدها ودعمها للمتأثرين من الدبيبات والنهود والحمادي وأرياف شيكان، حيث دُشّنت قافلة محملة بالذرة والمواد الغذائية تحركت من سوق محصولات الأبيض إلى رئاسة محلية شيكان، حيث استقبلها المدير التنفيذي لمحلية شيكان الأستاذ عبد الناصر عبد الله، ونائب المدير التنفيذي الأستاذ إبراهيم هدي، ولفيف من أسرة وإخوان رجل الأعمال إبراهيم الكناني.
تحدث ممثل الأسرة الأستاذ أحمد الخضر، القيم على مشروعات إبراهيم الكناني بمحلية القوز، فقد شملت برامج السقيا والدعم العيني وإفطارات رمضان ببعض معسكرات الإيواء، حيث تجاوزت كُلفة اثنين من المشروعات (214) مليون جنيه، ومنها القافلة موضوع حدث اليوم حيث بلغت كلفتها الإجمالية (36) مليون جنيه.
الأستاذ عبد الباقي ضوينا تحدث نيابة عن الأستاذ إبراهيم الكناني، وأبان الأدوار التي يقوم بها، وناشد رجال المال والأعمال لحذو ذات الطريق، كما أشاد بدور القوات المسلحة والأجهزة الأخرى في حماية الأرض والعرض، وأعلن أن الخطوة ستتلوها خطوات أخرى لدعم المتأثرين.
وثمّن الأستاذ إبراهيم هدي جهد رجل الأعمال إبراهيم الكناني تجاه المتأثرين من نازحي الدبيبات والنهود والحمادي وأرياف شيكان، وأوضح أن محلية شيكان تستقبل الآلاف من المتأثرين، وتحتضن كل تلك المجاميع، وكذلك الأسر في المنازل، وتُقدّم المحلية الكثير من الإسناد والدعم للمتأثرين.
الصورة تكشف أن الدور المطلوب كبير، ولا بد من رؤى شعبية لإسناد النازحين المتأثرين بالتهجير القسري من قبل الميليشيا، فالخطوات المطلوبة كبيرة رغم قلة الموارد وشُحّها، فهل يستجيب رجال المال والأعمال للمبادرة؟
وإن كان من إشادة، فهي مستحقة لمنظمات المجتمع المدني بمدينة الأبيض، ومفوضية العون الإنساني التي دعمت مشروع التكايا كأحد المشروعات ذات الأثر الفعّال وسط الشرائح الضعيفة التي تحتاج إلى الدعم والإسناد. والتجربة المقدمة في الأبيض تحتاج أن تُطرح كنموذج يُعمم على مستوى السودان. فهل تفتح المبادرات الباب واسعًا أمام رجال المال والأعمال للإنفاق والمساهمة؟
ولنا عودة.
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الثلاثاء 16 /6 /2025