منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

رسالة أمل ✍ أم نزار *حكومة الأمل خطوة في الاتجاه الصحيح أم قفزة في المجهول*

0

رسالة أمل

✍ أم نزار

*حكومة الأمل خطوة في الاتجاه الصحيح أم قفزة في المجهول*

في خطاب طال انتظاره خرج رئيس الوزراء د. كامل إدريس على الشعب السوداني معلنًا ملامح الحكومة المرتقبة التي أسماها حكومة الأمل المدنية خطاب جاء محمّلاً بالكلمات الندية الأمل الرفاه العدل الشفافية وكأنه يغسل بها أوجاع سنوات من الانقسامات لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل تكفي اللغة النبيلة وحدها لإنقاذ البلاد وهل نحن أمام بداية عهد مختلف حقًا أم مجرد مرحلة أخرى من التجريب
رؤية طموحة تحتاج إلى أرض صلبة رئيس الوزراء قدّم حكومة ذات ملامح غير تقليدية لا حزبية تكنوقراط بخلفيات علمية ومهنية قيم تحكم الأداء لا انتماءات أسلوب علمي واستراتيجي للعمل الحكومي
إنها مقاربة نادرة في تاريخ السياسة السودانية وربما تحمل بارقة أمل خاصة في وقت فقد فيه المواطن ثقته في النخب السياسية ولكن وهنا التحدي هل تستطيع حكومة بلا ظهير سياسي أن تواجه واقعًا بالغ التعقيد
لا حزبية ولكن كيف نضمن التمثيل الشعبي استبعاد الانتماءات الحزبية قد يبدو علاجًا سريعًا لمرض الاستقطاب السياسي لكنه يفتح أبوابًا جديدة للقلق فالأحزاب رغم عِللها تمثل بوابة التعبير عن فئات المجتمع وتوازن المصالح إقصاؤها تمامًا يعني تسليم الحكم إلى النخبةالتكنوقراطية دون آلية واضحة للمساءلة والمحاسبة فمن سيُراقب هذه الحكومة ومن سيعبر عن الناس في وجهها إن أخطأت وهل فعلاً تمثل هذه الحكومة الأغلبية الصامتة أم هي فقط تعبير عن نخبة تكنوقراطية جديدة
شروط الانتماء للحكومة عالية ولكن هل قابلة للتطبيق
وضع د. إدريس شروطًا صارمة لانضمام أي شخص لحكومته
سوداني بلا تمييز لا انتماء حزبي قيم عالية كفاءة ومهارات قيادية وتقنية لا شك أن هذه الشروط مثالية بل مطلوبة في أي دولة تحترم نفسها لكنها تصطدم بواقع هش بنية الدولة مفككة
مؤسسات التعليم والخدمة المدنية تآكلت الخبرات هجرت البلاد أو طمرها التهميش فأين سنجد هذا النموذج المثالي من القادة وهل ستكون هناك آلية شفافة لاختيارهم أم سنقع من جديد في فخ المحسوبية باسم الكفاءة الشعب لا يريد الرفاه فقط بل الكرامة والمشاركة قال رئيس الوزراء إن حكومته ستكون زهيدة العين ولكن جالبة للرفاه جميل أن نسعى للعيش الرغيد ان الشعب ما بعد الصراعات لا تطلب فقط الرفاه الاقتصادي بل تطلب الكرامة السياسية والتمثيل والشعور بالمساواة والانتماء
إذا لم تُفتح أبواب المشاركة الواسعة وإذا لم تُبنَ الحكومة على توافق وطني لا على رؤية فردية ولو كانت نبيلة الأمل لا يكفي وحده لا بد من شراكة وطنية نرحب بكل محاولة جادة لإنقاذ الوطن ونثمّن كل خطاب يحمل النية الصافية لكن لا بد من الانتقال من النية إلى الفعل ومن التفاؤل إلى التخطيط ومن الشعارات إلى المؤسسات حكومة الأمل أمام امتحان عسير فإما أن تكون فاتحة لعصر جديد يخرج السودان من رماده أو تكون تجربة أخرى تُضاف إلى سجل الخيبات ولعل أعظم الأمل هو في أن نستمع لبعضنا البعض لا أن نرتب أحلامنا في عزلة عن الواقع

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.