منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

خبر وتحليل  عمار العركي *مركز الجوازات بأديس أبابا: منصة سيادية لخدمة المواطن ومدّ جسور الثقة مع الجوار

0

خبر وتحليل

عمار العركي

 

*مركز الجوازات بأديس أبابا: منصة سيادية لخدمة المواطن ومدّ جسور الثقة مع الجوار*

* في زحمة أخبار الحرب والدخان، وسط مشهد سياسي مرتبك وأصوات مشككة، يبرز خبرٌ هادئ في مظهره، عميقٌ في رمزيته ودلالاته، لم يحظَ بتغطيةٍ توازي أهميته، لكنه يصلح أن يكون عنوانًا لمرحلة: مرحلة بناء الدولة من بواباتها في الخارج.
* *الخبر:* افتتاح رسمي لمركز الجوازات والمعاملات الهجرية بالسفارة السودانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، في تمام العاشرة صباحًا.
*_الأبعاد والدلالات الاستراتيجية لإقامة مركز الجوازات_ :*
* *تأكيد الحضور السيادي* وممارسة الدولة لاختصاصها: أن تُدشّن الحكومة السودانية مركزًا سياديًا في الخارج لتقديم خدمات الجوازات والسجل المدني، فذلك إعلان ضمني بأن الدولة، رغم الحرب، لا تزال تمسك بمفاتيح أجهزتها الحيوية وتخاطب مواطنيها بصفة رسمية منظمة، لا عبر كيانات موازية ولا مبادرات اضطرارية.
* *اختيار رمزي لموقع له عمق إقليمي ودولي:* العاصمة الإثيوبية ليست فقط مركزًا إقليميًا مجاورًا، بل عاصمة إفريقيا السياسية بامتياز، ووجود نقطة سيادية نشطة بها – تمثل امتدادًا إداريًا للدولة السودانية – يعزز صورة السودان كدولة ما زالت فاعلة في محيطها القاري.
* *استجابة عملية لاحتياجات الجاليات:* المركز يُشكّل استجابة حقيقية لمعاناة آلاف السودانيين في المنافي، ممن تعطّلت مصالحهم بسبب انقطاع الوثائق الرسمية. الخدمة المقدّمة تُعيد الاعتبار للمواطن في الخارج، وتمنحه حقه الطبيعي في الانتماء القانوني، بدءًا بالجواز، مرورًا بالرقم الوطني، وانتهاءً بشهادة الميلاد والتأشيرة.
* *نقلة نوعية في أدوات الخدمة والإدارة:* التحول إلى نمط خدمة رقمي من خلال رابط مخصص للتسجيل ، وجدولة دقيقة للمواعيد، يعكس انتقالًا لمرحلة جديدة من الإدارة القنصلية الذكية التي تعتمد على تقنيات التواصل الحديث.
* *مساهمة مباشرة في ضبط الهويات وتحديث قواعد البيانات:* إنشاء مركز موثوق لاستخراج الوثائق يسهم في حفظ دقة الهويات السودانية بالخارج، ويقلّل من مخاطر التزوير والانتحال، ويمنح الأجهزة المعنية بيانات محدثة تُسهم في ضبط حركة المواطنين ضمن إطار قانوني وآمن.
* *بناء الثقة وإعادة وصل ما انقطع مع المغتربين:* المركز يُعد قناة مباشرة لتعزيز التواصل بين الدولة والمواطن بالخارج، بعيدًا عن الوساطات، ويعيد الثقة بين الجاليات والدولة، خاصة في بيئات متداخلة مثل شرق إفريقيا، حيث كانت مشاعر التهميش وفقدان الاتصال سائدة خلال الفترة الماضية.
* *خطوة في اتجاه التنظيم الرسمي وضبط الفوضى القنصلية:* المبادرة تعكس إرادة واضحة لاستعادة المنصة الرسمية والموحّدة لتقديم الخدمة القنصلية، بما يُغلق الباب أمام أي نشاطات موازية أو اختراقات تُمارس باسم الجالية دون سند مؤسسي.
* *إشارة دبلوماسية ناعمة باتجاه التهدئة والتعاون* : أن يُفتتح مركز بهذا الحجم في أديس أبابا، دون ضجيج أو توتر سياسي، يمثل مدخلاً هادئًا لإعادة بناء الثقة بين السودان وإثيوبيا، عبر مسار فني إنساني بعيدًا عن صيغ التصعيد والتجاذب السياسي.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
* في الوقت الذي يُمسك فيه البعض بالميكروفون ليعلنوا نهاية الدولة، تمسك وزارة الخارجية – عبر سفارتها في أديس أبابا – بجهاز بصمات إلكتروني، ومستند قانوني، ورابط واتساب منضبط، لتعلن شيئًا أكثر صلابة: أن السودان ما زال قادرًا على الإمساك بجوازه، وختمه، وتوقيعه، حتى لو كان ذلك من الخارج.
* هذا المركز ليس مجرد غرفة بها حاسوب ومواطن ينتظر دوره… إنه بنية سيادية ودبلوماسية وإنسانية – تتكثف فيها رمزية الدولة والمواطنة والانتماء والثقة.
* من داخل السفارة، تكتب الخرطوم سطرًا جديدًا في سجل حضورها الإقليمي – لا بصوت الحرب، بل بصوت الخدمة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.