*جيش الجاكومى المرتقب….. هل لمساندة جيش الدولة فى حماية البلاد أم جيشٌ من أجل المحاصصة ؟!* إبراهيم مليك
*جيش الجاكومى المرتقب….. هل لمساندة جيش الدولة فى حماية البلاد أم جيشٌ من أجل المحاصصة ؟!*
إبراهيم مليك
الأحد ٢٠٢٥/٦/٢٩
تصريحات الجاكومى التى تناقلتها وسائل الإعلام بأنه ينوى تكوين مليشيات وتدريبها بدولة إريتريا مؤشر لارتفاع وتيرة فوضي صناعة الملايش بالبلاد الذى حذر منه كل الحادبين على مصلحة الوطن…
الجاكومى ما كان ليقدم على هذه الخطوة لولا أنه وجد ضوءً أخضر من قيادات البلاد التى قد يعجبها هذا المنحى… وطالما كل إقليم يجيّش قبائله لينال كعكة من السلطة أو بزعم حماية أهله من الاجتياح الفوضوى الذي مارسته مليشيا الدعم السريع الذى أوعز للمكونات السودانية فى الشمال والوسط أن التجييش القبلى ضرورة لحماية الأعراض والأموال وفرض الأجندة السياسية بقوة السلاح…!
تصريحات الجاكومى تثبت أن الدولة السودانية أصبحت بلا هيبة وأن قائد الجيش وشركاؤه فشلوا فى وضع حدٍ لفوضى التمليش والاصطفاف الجهوى كأن البرهان لن يبقى فى موقعه إلا إذا أشرك معه قادة الملايش …
لم يجرب أبناء الشمال تكوين مليشيات ولا إدارات أهلية ولكن واقع الحال فى السودان أجبرهم على مسايرة الأوضاع على طريقة المثل السودانى (البلد يا شيل سلوها يا اترك بدوها) طالما أبناء دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وشرق السودان كلهم دعاة تهميش ولديهم مليشيات قبلية فليس هناك ما يمنع بعض أبناء الشمال المتطلعين للسلطة عبر المحاصصات من تكوين مليشيا لابتزاز الدولة ….
لعل الدوافع الظاهرية للجاكومى فى تكوين قوات حماية الإقليم الشمالى هي تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع باجتياح الشمالية وتهديده لمواطن الشمال مع تركيزه بعدم جلب الشفشافة معه هذه المرة باعتبار غزو الشمال غزو فاخر يختلف عن بقية أقاليم الشمال !
لكن السؤال لماذا صمت الجاكومى طيلة فترة الحرب رغم أن المليشيا قد اجتاحت الشمالية قبل اندلاع الحرب واحتلت مصفاة الجيلى التى تبعد بضع كيلو مترات من نهر النيل وقتها لم يفكر الجاكومى في تكوين مليشيات لحماية الشمال لماذا الآن ؟!
إن استمرار تكوين الملايش فى السودان وعدم الوصول لتسوية الأوضاع وحسمها مؤشر لسيناريوهات مظلمة قادمة وأيام كالحات تهدد استقرار المواطن وسلامته وحتماً سيجد الجاكومى من يتبناه ويدعم مليشياته كما دُعِم حميدتى ويرجع السبب الأساسى لهذه الفوضى هي عجز قائد الجيش وشركاؤه فى حسم فوضى التمليش…
لن يستقيم أمر السودان ولن يهنأ المواطن بالأمن والرفاهية إلا فى ظل دولة مؤسسات لا دولة ملايش ومحاصصات.