منصة السودان الأولى
التواصل الاجتماعي

*تعاني أزمة كارثية بسبب حصار الميليشيا والحركة الشعبية.. كادقلي،، الموت البطئ..* *انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، وأرقام فلكية في أسعارها..* *ندرة في الأدوية المنقذة للحياة، ومطالبات بتنفيذ إسقاط جوي..* *آمال عراض على متحرِّك الصياد لفتح طريق الدبيات ـ الدلنج، كادقلي..* *سعر ملوة البصل تجاوز 85 ألف جنيه، وجوال الملح 75 ألف جنيه.* *كيلو السكر وصل 22 ألف جنيه، وكيلو الدقيق 20 ألف جنيه، وكيلو الأرز 30 ألف جنيه.* تحقيق: إسماعيل جبريل تيسو..

0

 

*تعاني أزمة كارثية بسبب حصار الميليشيا والحركة الشعبية..
كادقلي،، الموت البطئ..*

*انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، وأرقام فلكية في أسعارها..*

*ندرة في الأدوية المنقذة للحياة، ومطالبات بتنفيذ إسقاط جوي..*

*آمال عراض على متحرِّك الصياد لفتح طريق الدبيات ـ الدلنج، كادقلي..*

*سعر ملوة البصل تجاوز 85 ألف جنيه، وجوال الملح 75 ألف جنيه.*

*كيلو السكر وصل 22 ألف جنيه، وكيلو الدقيق 20 ألف جنيه، وكيلو الأرز 30 ألف جنيه.*

تحقيق: إسماعيل جبريل تيسو..

تعيش مدينة كادقلي، حاضرة ولاية جنوب كردفان، واحدةً من أسوأ الكوارث الإنسانية التي تشهدها المنطقة في العصر الحديث جراء الحصار المحكم الذي تفرضه الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو بالتواطؤ مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، حيث عمل الطرفان على إغلاق عدة محاور من الطريق الحيوي الذي يربط بين الأبيض والدبيبات والدلنج وكادقلي لأكثر من عامين، الأمر الذي أدى إلى اختناق ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، وتعرَّض المواطنين إلى معاناة أشبه بالموت البطئ في ظل حالات من الجوع والمسغبة اضطر معها بعض السكان المحليين في بعض المناطق إلى التغذِّي على لحاء الأشجار، والبقاء على قيد الحياة بتناول بعض الثمار، في مشهد يُعيد إلى الأذهان مآسي المجاعات التي ضربت بعض الدول الأفريقية.

واقع مأساوي:
وبحسب شهود عيان تحدثوا للكرامة من كادقلي، فإن المدينة تعاني من واقع مأسوي يفوق الاحتمال في ظل انعدام شبه كامل للكثير من الإمدادات التموينية، بسبب عدم وصول الشاحنات المُحمَّلة بالمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، وهو أمرٌ أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني وصلت أسعار بعضها ( إن وجدت) إلى أرقام فلكية، حيث تجاوز سعر ملوة البصل 85 ألف، وجوال الملح 75 ألف جنيه، وكيلو السكر 22 ألف جنيه، وكيلو الدقيق 20 ألف جنيه، وكيلو الأرز 30 ألف جنيه، ورطل زيت الطعام 4500 جنيه، وملوة اللوبيا 70 ألف جنيه، وملوة الذرة 15 ألف جنيه، بمعني أن سعر جوال الذرة تجاوز 150 ألف جنيه، وفي ظل جشع ونهم بعض التجار كادت الأسواق أن تكون كاشفة من معظم المواد الاستهلاكية طمعاً في المزيد من الزيادات في مسلك فاضح، وسلوك غير أخلاقي من أجل تحقيق الأرباح، والتكسب بدون إحساس استغلالاً لمعاناة الناس.

ضيق ومكابدة:
ضيق الناس ومكابدتهم في إيجاد سبل العيش الكريم من الإطعام وسد الرمق من الجوع، اصطدم بتفاقم الأوضاع الصحية في مدينة كادقلي التي تعاني من شح كبير في الأدوية بشكل عام، والأدوية المنقذة للحياة بشكل خاص، رغم الجهود التي تبذلها بعض الجهات الحكومية والمنظمات الطوعية، وقد ألقت ندرة الأدوية وانعدامها بظلال سلبية على خروج بعض الصيدليات من الخدمة، وتوقف الكثير من المراكز الصحية، يأتي ذلك في وقت يخشى فيه الناس من آثار بيئية مترتبة على عدم وجود مياه صالحة للشرب، وتزداد المخاوف مع بداية دخول فصل الخريف وانتشار الكثير من الأمراض، وخاصة الملاريا التي تشدُّ مئزرها خلال فصل الخريف وتكبِّد المواطنين خسائر كبيرة.

مطابخ نفير:
وكانت مدينتا الدلنج وكادقلي قد شهدتا خلال الفترة الماضية انطلاق مبادرة مطابخ النفير ( إطعام ) لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين المحاصرين والعالقين في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة، حيث نشطت مجموعة خيرة من أبناء المنطقة المهمومين بمعاناة أهلهم وذويهم جراء الحصار والعزلة القسرية، بقيادة الأخ مبارك أردول، وتحركوا عبر منصات التواصل الاجتماعي، فنجحوا في استنفار أبناء المنطقة بالداخل والخارج والذين تدافعوا خفافاً وثقالاً وقدموا مساهمات مالية كانت بمثابة الزاد الحقيقي لانطلاقة المبادرة التي أطعمت ألاف الأطفال والعجزة والمسنين، وتوزيع المواد التموينية التي تشمل الاحتياجات الأساسية المتمثلة في ( السكر والدقيق والزيوت والأرز) لبعض الأسر من نازحي الداخل ممن احتضنتهم بعض المدارس والدُور المختلفة.

قلق وأمل:
وتُعرب مديرة هيئة إذاعة وتلفزيون جنوب كردفان الأستاذة أمل أحمد شداد عن قلقها من تردي الأحوال المعيشية وتراجعها يوماً بعد يوم، وقالت في إفادتها للكرامة إن مواطني كادقلي تحمَّلوا فوق طاقتهم، وقدموا دروساً مذهلة في معاني الصبر على البلاء والمكاره، واحتمال التداعيات السلبية لهذا الحصار العنيف الذي قالت إنه لم يعد مجرد سلاح عسكري، بل أصبح أداةً لقتل السكان المدنيين بالبطء، ما يمثل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف الإنسانية والدولية، مبينة أن استمرار الحصار يُهدد بتفجير المزيد من المآسي والكوارث الإنسانية والتي يخشى أن تتحول إلى كوارث امنية غير محمودة العاقب، باعتبار أن الجوع والمسغبة قد يفتحان أبواباً أمام صراعات قبلية وانتقامية تغذّيها الحاجة والجوع، منوهةً إلى أن المواطنين يضعون آمالاً عراض على متحرك الشهيد الصيَّاد ليكسر هذا الحصار ويفتح الطريق حتى تدخل الشاحنات والسيارات المحمَّلة بالمواد الغذائية، مبينة أن طموح وتطلعات المواطنين زادت كيل بعير بعد أن تسلم ابن المنطقة الفريق حسن داؤد كبرون مهام وزارة الدفاع مما يُعطي قضية كسر الحصار زخماً عسكريا وسياسياً كبيراً يعزز من فرص تسريع الخطى وإنهاء معاناة الناس في ولاية جنوب كردفان – إقليم جبال النوبة.

خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن ما يحدث في كادقلي لا ينبغي أن يُقابل بهذا الصمت الذي لا ينتهي، في وقت يستمر فيه المواطنون في دفع ثمنٍ باهظٍ للحرب سواءً بالرصاص، أو بالجوع والمسغبة والمرض، الأمر الذي يضع على عاتق الحكومة المركزية والولائية مسؤولية التحرك الفوري بإنقاذ المواطنين، عن طريق الإسقاط الجوي لتغطية ولو جزء من الحاجة الماسة في الغذاء والدواء، هذا فضلاً عن ضرورة إعلان كادقلي منطقة منكوبة، ودقِّ ناقوس الخطر إعلامياً وإنسانياً، مع أهمية أن تتواصل الحكومة بقيادة رئيس الوزراء كامل إدريس مع المنظمات العاملة في الحقل الإنساني، لتضع كادقلي في قلب أجندتها الإنسانية، وتبرهن على أن سودان ما بعد الحرب، سيكون خالياً من المهمشين، ولن يُبنى على أشلاء المعزولين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.